الفرسان السعوديون يعيدون إحياء إرثهم الوطني العريق عبر المشاركة في مهرجان الدرعية للفروسية

ترتبط الخيول بشكل وثيق مع تاريخ وثقافة وتراث السعودية على نحو قل نظيره في باقي دول العالم. ولعبت الخيول منذ قرون طويلة دورا رئيسيا في التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي شهدتها المملكة، وتشكل الدرعية الموقع الأمثل للاحتفاء بهذه العلاقة الوثيقة استنادا إلى مكانتها الفريدة كإحدى المواقع المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي ومهدا للدولة السعودية الحديثة وموقعها المجاور للعاصمة الرياض.

من ناحية أخرى لن تكون الجولات المؤهلة للأفراد إلى الألعاب الأولمبية سهلة على الإطلاق، حيث سيكون عدد الأوسمة والتكريمات الرياضية قليلا جدا ولن يفوز بها سوى قلة من أفضل اللاعبين الذين يمثلون دولهم وشعوبهم في الأولمبياد. ويخوض الرياضيون عادة مجموعة من التصفيات والجولات التأهيلية على المستوى الوطني والدولي قبل تأهلهم إلى النهائيات، وتلعب مواقع إقامة هذه الجولات التأهيلية دورا محوريا في تحديد نتائج الرياضيين ولا سيما عندما يتنافسون على أرضهم وبين جمهورهم.

وتندرج النقاط التي يحرزها الفرسان المشاركين بمهرجان الدرعية للفروسية الذي سيقام في الفترة من 12 - 14 و 19 - 21 ديسمبر ضمن إطار فعاليات موسم الدرعية الذي يستمر شهرا كاملا وتمثل أهمية كبيرة للتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية التي تقام في العاصمة اليابانية طوكيو خلال العام القادم. وسيشارك أعضاء المنتخب الوطني السعودي للفروسية في المهرجان بهدف مواصلة إرثهم العريق في هذه الرياضة. ويشكل المهرجان فرصة مهمة للفارسات السعوديات على وجه التحديد للاستفادة من إقامته في وطنهن، والمشاركة للمرة الأولى على الإطلاق في منافسات إحدى البطولات الدولية للفروسية.

وبهذه المناسبة قال رمزي الدهامي، الفارس السعودي الذي أحرز الميدالية البرونزية في أولمبياد "لندن 2012" : أصبحت ميادين الفروسية متاحة حالياً في السعودية أمام المرأة كشريكة للرجل في دعم تطوير هذه الرياضة من خلال مشاركتها في الفعاليات الرياضية الدولية وهو الأمر الذي سينعكس إيجابا في تطور الرياضة داخل المملكة". وأضاف الذي يمتلك المزرعة المضيفة للبطولة "لقد شهدنا الكثير من الدول التي تستضيف بطولات تتنافس فيها الفارسات وأعتقد بأننا سنرى الأمر نفسه في السعودية خلال مهرجان الدرعية للفروسية والذي سيشهد الظهور الأول للفارسات في بطولة دولية تقام في المملكة".

ولأن رياضة الفروسية قد أصبحت متاحة أمام مشاركة الفارسات السعوديات على المستوى الاحترافي في المملكة فمن الطبيعي أن يتطلب ذلك بعض الوقت لتطوير الرياضة ونضج المواهب وزيادة المشاركة. وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الخطوة تقدم رسالة مفادها بأن الرياضة عموما والفروسية على وجه التحديد قد أصبحت متاحة أمام جميع السعوديين وأنه أصبح بمقدور الشابات المشاركة في على المستويين الوطني والعالمي. كما تلهم هذه الخطوة الأجيال الشابة لممارسة الرياضة والسير على خطى الشخصيات الرياضية التي تشكل قدوة لهم.

وأردف الدهامي "من الطبيعي أن يستغرق المنتخب الوطني للفروسية سيدات وقتا ليبلغ مرحلة النضج، ولكن بما أن الميدان قد أصبح متاحا أمامهن فقد بات بإمكانهن المنافسة على أعلى المستويات واكتساب خبرة كافية للتأهل إلى الألعاب الأولمبية. إنها الخطوة الأولى للفارسات السعوديات للعب دور مهم في تطوير وإعلاء شأن هذه الرياضة، وذلك بفضل تحليهن بالموهبة والرغبة والتفاني والالتزام. وكلي ثقة أننا سنواصل رؤية فارساتنا يقدمن أداء جيدا ويحصدن الإنجازات".

وتشكل الرياضة إحدى محاور التركيز الرئيسية في "رؤية السعودية 2030" ولذلك فقد وظفت المملكة استثمارات هائلة لدعم القطاع الرياضي والتشجيع على المشاركة واستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى. ويندرج مهرجان الدرعية للفروسية ضمن إطار موسم الدرعية الزاخر بمجموعة لا تُفوت من الأحداث الرياضية العالمية والفعاليات الثقافية والعروض الترفيهية المبهرة على مدى شهر كامل بما يشمل بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل تحت شعار نزال الدرعية التاريخي وكأس الدرعية للتنس الذي يقام بمشاركة أفضل لاعبي التنس الرجال على مستوى العالم وسباق "فورمولا إي الدرعية". وستترافق الفعاليات الرياضية مع إقامة سلسلة من العروض والحفلات الموسيقية التي سيحييها نخبة من ألمع نجوم الفن والموسيقى العالميين.

ويمكن لعشاق الفروسية شراء تذاكر حضور مهرجان الدرعية للفروسية التي تتاح عبر الموقع الإلكتروني (موسم الدرعية) إلى جانب تذاكر حضور الفعاليات والأنشطة الترفيهية لموسم الدرعية. ويمكن متابعة الأخبار والإعلانات الخاصة بموسم الدرعية من خلال الصفحات الرسمية على تويتر وإنستاجرام من @diriyahseason.