قطاع السيارات البريطاني مهدد بخسائر فادحة جراء "بريكست" .. 3.2 مليار استرليني تكاليف إضافية سنويا
طالب قطاع صناعة وتجارة السيارات في بريطانيا بإقامة علاقة تجارية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي في ظل اقتراب خروج بريطانيا من التكتل "بريكست" ومخاوف القطاع من تكبد خسائر سنوية فادحة جراء ذلك، قد تصل إلى 3.2 مليار جنيه استرليني.
وفي إشارة إلى التراجع الأخير في حجم الإنتاج، أوضح مايك هويس، رئيس اتحاد جمعية مصنعي وتجار السيارات في بريطانيا (إس إم إم تي): "قدرتنا التنافسية على المستوى العالمي مهددة".
وبحسب "الألمانية"، طالب هويس الحكومة البريطانية المقبلة بأن تعمل بعد الانسحاب على توفير تجارة سلسة، بلا جمارك مع الاتحاد الأوروبي وعلى توحيد الإجراءات التنظيمية في الجانبين.
وذكرت وكالة التصنيف الائتماني "فيتش" أن مبيعات السيارات العالمية تتجه للهبوط بأكثر وتيرة سنوية في أكثر من عقد خلال العام الجاري.
وأظهرت بيانات اتحاد مصنعي وتجار السيارات في بريطانيا تراجع إنتاج السيارات في البلاد خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على خلفية حالة الغموض، التي تحيط بالخروج الأوروبي.
وتراجع إنتاج السيارات في بريطانيا خلال الشهر الماضي 4 في المائة سنويا، حيث انخفض الإنتاج خلال 16 شهرا من بين الـ 17 شهرا الماضية، وبلغ إجمالي إنتاج السيارات في بريطانيا خلال الشهر الماضي 134752 سيارة.
وتراجع الإنتاج الموجه إلى السوق المحلية 10.7 في المائة في حين تراجع الإنتاج الموجه إلى التصدير 2.6 في المائة سنويا.
وذكر اتحاد مصنعي وتجار السيارات في بريطانيا أن التغيير في طرز السيارات في بريطانيا أسهم أيضا في تراجع الإنتاج خلال الشهر الماضي، مشيرا إلى أن إجمالي إنتاج السيارات خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي بلغ 1.12 مليون سيارة بانخفاض 14.4 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وتم تصدير نحو 80.5 في المائة من إجمالي الإنتاج إلى الأسواق الخارجية.
وقال مايك هويس، الرئيس التنفيذي للاتحاد: "شهر آخر من تراجع إنتاج السيارات، يجعل هذا الوقت بالغ الصعوبة بالنسبة للقطاع".
وأضاف أن قطاع صناعة السيارات في بريطانيا يعتمد على التصدير، حيث يبيع إنتاجه في أكثر من 160 دولة، وفي فترة تشهد تغييرا غير مسبوق، فإن وجود علاقة وثيقة مع الاتحاد الأوروبي والمعاملة التفضيلية مع كل الأسواق الأخرى سيكون حيويا للحفاظ على صناعة السيارات في بريطانيا.
وحث الاتحاد الأوروبي بريطانيا لهذا السبب على أن تبرم بعد الخروج اتفاقيات لتحرير التجارة مع الاتحاد الأوروبي وأسواق أخرى، مشيرا إلى أن الجمارك ستزيد تكاليف إنتاج السيارات في بريطانيا بـ 3.2 مليار جنيه استرليني في العام.
وبحسب تقديرات الاتحاد، فإن فرض رسوم جمركية جديدة على السيارات يمكن أن يؤدي إلى تراجع حجم الإنتاج بحلول 2024 بمقدار 1.5 مليون سيارة تبلغ قيمتها 42.7 مليار جنيه استرليني.
وتشهد بريطانيا انتخابات برلمانية مبكرة في الـ12 من الشهر المقبل، ويأمل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الفوز بأغلبية تمكنه من إتمام "بريكست" في أقرب وقت ممكن.
ويتجه حزب المحافظين في المملكة المتحدة لحصد أكبر أغلبية في البرلمان البريطاني منذ 1987 خلال الانتخابات المقبلة، وفقا لما أظهرته نتائج أحدث استطلاعات الرأي.
وكشف بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني المحافظ عن مشاريعه في حال فاز بالانتخابات، التي ستجري في 12 كانون الأول (ديسمبر) وتتضمن إخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي أولا وطي صفحة التقشف.
ويعد جونسون هذه الانتخابات وهي الثالثة خلال أربعة أعوام، الوسيلة الوحيدة لإخراج بلاده من مأزق "بريكست"، الذي يقسم البلاد منذ الاستفتاء عام 2016، وأيد 52 في المائة من البريطانيين خلال الاستفتاء "بريكست".
وفي محاولة لإقناع الناخبين، يعدهم جونسون بـ"هدية مبكرة" في حال أعيد انتخابه، وهي إعادة مشروع قانون بشأن اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الذي أعاد التفاوض بشأنه جونسون مع بروكسل على البرلمان الشهر المقبل، بهدف تنفيذ "بريكست" آخر كانون الثاني (يناير).