تقييم ولي العهد لـ «أرامكو» مهني ويستند إلى معطيات اقتصادية
بينما اجتازت القيمة السوقية لشركة أرامكو السعودية تريليوني دولار في ثاني يوم من تداولها، باتت الوقائع الاقتصادية والأرقام أصدق لغة وأبلغ رد على الحملات الإعلامية الغربية الواهنة ضد الطرح التاريخي والقيمة السوقية لعملاق النفط السعودي.
وكان سهم الشركة قد افتتح جلسة أمس بالنسبة القصوى عند 38.7 ريال لتتجاوز قيمتها تريليوني دولار، فيما بلغ عند الإغلاق 36.8 ريال، بالتالي تصبح قيمة الشركة 7.4 تريليون ريال (1.96 تريليون دولار).
وتؤكد تلك القيمة السوقية للشركة، أن التقييم الذي سبق أن صرح به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان مهنيا ومبنيا على معطيات حقيقية تعكس حجم الشركة وواقعها وقوتها كأكبر مصدر للنفط في العالم، وليس كما روج له المشككون في الإعلام الغربي.
ويؤمن الأمير محمد بن سلمان، دائما بلغة البراهين والأرقام التي لا يمكن التلاعب فيها، فقد كان واثقا بأن هذا الرقم سيتحقق بوصفه التقييم العادل لشركة بحجم "أرامكو".
ويثبت ولي العهد يوما بعد آخر، أن وعوده وتصريحاته الصحافية التي أطلقها منذ 2016، إما أنها تحققت وإما في طريقها إلى التحقق، وهي ليست مجرد انطباعات أو توقعات، بل أرقام ألجمت المهاترات الإعلامية التي لم تستطع منذ 2016 إثبات صدقية حملات التشكيك التي قادتها للتأثير في "أرامكو".
والطلب القوي على أسهم "أرامكو السعودية" خلال فترة الاكتتاب العام سيدعم الإقبال على تداول السهم، حيث إنه كان هناك طلب قوي من شريحتي المؤسسات والأفراد.
وبلغ عدد المكتتبين الأفراد خمسة ملايين مكتتب "يمثلون نحو 15 في المائة من إجمالي سكان المملكة"، وضمت شريحة المؤسسات مستثمرين من المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ومستثمرين أجانب مؤهلين.
وتمت تغطية شريحة المؤسسات بواقع 6.2 مرة، بينما تمت تغطية شريحة الأفراد بواقع 1.5 مرة. وإجمالا، تمت تغطية الاكتتاب العام بواقع 4.65 مرة، ما يشير إلى ارتفاع الطلب على أسهم الشركة.
ويظهر مستوى الطلب القوي الثقة العالية بالشركة واستراتيجيتها للنمو، حيث بلغت قيمة إجمالي طلبات الاكتتاب ما يعادل 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المسجل في 2018.
والاكتتاب العام لـ"أرامكو" قفز بترتيب "تداول" إلى المركز الرابع عالميا من حيث حجم صفقات جمع رؤوس الأموال من المستثمرين لعام 2019، كما سيعزز الاكتتاب مستوى سيولة السوق من خلال جذب مزيد من التدفقات الأجنبية السلبية والنشطة، خاصة بعد انضمام "تداول" إلى المؤشرين العالميين للأسواق الناشئة "إم إس سي آي" و"فوتسي راسل".
ويوجد حاليا نحو 1650 مستثمرا أجنبيا مؤهلا مسجلين في "تداول"، وهو رقم مرشح للزيادة بعد نجاح الإدراج الضخم.
ويمكن أن يضخ المستثمرون الأجانب المؤهلون "السلبيون والنشطون" تدفقات استثمارية بقيمة 3.8 مليار دولار في أسهم "أرامكو"، ما سيمثل دفعة كبيرة لأحجام التداول في السوق المالية السعودية "علما بأن متوسط حجم التداول اليومي للسوق بلغ 130 مليون سهم على مدى عام واحد". وتحتل "أرامكو" مكان الصدارة في قطاع النفط، وتعتمد استراتيجية قوية لإيجاد القيمة من التوسع والتكامل الاستراتيجي لأعمال محفظتها، وتلتزم الشركة بتقديم حصص أرباح مستدامة ومتنامية عبر ظروف السوق ودورات الأسعار.