صناديق التحوط ترفع رهانها الصعودي على خام غرب تكساس بأعلى مستوى في 3 أعوام

صناديق التحوط ترفع رهانها الصعودي على خام غرب تكساس بأعلى مستوى في 3 أعوام

تتلقى أسعار النفط الخام دعما من اتفاق تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها على تعميق تخفيضات الإنتاج، وتوقعات تباطؤ الإنتاج الأمريكي، وهو ما دفع صناديق التحوط لرفع رهانها الصعودي على خام غرب تكساس بأعلى مستوى في ثلاثة أعوام.
واستقرت الأسعار أمس قرب ذروة ثلاثة أشهر، وذلك بعد أن استهلت تعاملاتها على تراجع، بسبب افتقار السوق للوضوح بشأن اتفاق التجارة الجديد بين الولايات المتحدة والصين.
ويقول مختصون ومحللون نفطيون، إن تطورات مفاوضات التجارة سيكون لها تأثير واسع على استقرار سوق النفط، خاصة إذا تم تقديم الإيضاحات اللازمة لدعم الشفافية بشأن حسم النزاعات التجارية في المستقبل، لافتين إلى أن الاتفاق الجزئي الجديد هو تطور إيجابي وقاد الأسعار إلى مستوى قياسي في الارتفاع في ختام الأسبوع الماضي.
وأشار المختصون إلى أن تعامل المنتجين في "أوبك" وخارجها مع وضع السوق الحالية، خاصة الوفرة المتوقعة في الربع الأول، هو خطوة إيجابية أن يتم تعميق التخفيضات، لافتين إلى توقعات صدرت عن البنك الدولي تؤكد أن السوق العالمية في حالة فائض في المعروض حاليا إلا أن الوضع قد يتبدل في الاتجاه العكسي بسرعة.
وفى الإطار، قال لـ"الاقتصادية" روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن اتفاق خفض الإنتاج الأكثر عمقا، الذي تنفذه "أوبك" وحلفاؤها مطلع العام المقبل سيسهم على الأرجح في استعادة التوازن في السوق بسبب النجاح المتوقع في السيطرة على فائض المعروض في الأسواق، مشيرا إلى رصد بعض البنوك الدولية وجود تباين بين تقديرات أكبر منتجي النفط في العالم حول مستوى سعر النفط المثالي.
وأضاف شتيهرير، أن بعض التحليلات الدولية تذهب إلى ترجيح استمرار وتيرة الإمدادات الأمريكية وإسهاماتها في استمرار تخمة المعروض في الأسواق، مشيرا إلى توقع "سيتي بنك" الدولي أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيستمر في تعويض كثير مما سيخفضه تحالف "أوبك+"، وذلك في ضوء نمو الإنتاج الأمريكي بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا هذا العام وهو ما يعادل التخفيضات السابقة التي أقرها المنتجون في "أوبك" وخارجها.
من جانبها، أوضحت لـ"الاقتصادية" نايلا هنجستلر؛ مدير إدارة الشرق الأوسط وإفريقيا في الغرفة الفيدرالية النمساوية، أن التقدم الإيجابي في تسوية الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين أدى إلى تراجع درجة خطر التباطؤ الاقتصادي وهو ما أنعش مستوى أسعار النفط الخام، وقاد إلى تسجيل مكاسب قياسية، لكنها لم تصمد كثيرا بعدما رصدت السوق غموضا حول مضمون الاتفاق الجزئي الجديد بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأشارت إلى أن "مستوى الأسعار المنخفضة للنفط الخام تجبر الولايات المتحدة على خفض الإنتاج، حيث وجدنا بالفعل تراجعا ملموسا في أنشطة الحفر"، مضيفة أن "حركة الأسعار قد تتغير في العام المقبل، وقد نرى مردودا سريعا لخفض الإنتاج على ارتفاع الأسعار مرة أخرى وهو ما سيؤدي إلى إنعاش الإنتاج الأمريكي مجددا لكن وكالة الطاقة الدولية تراهن في توقعاتها على استمرار تباطؤ الطلب على النفط، ما يؤدى إلى الحد من ارتفاع أسعار النفط".
من ناحيته، ذكر لـ"الاقتصادية" لوكاس برتيرير المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز، أن السوق تجتاز حاليا حالة من تلاشي التفاؤل من اتفاق التجارة الأمريكي – الصيني، الذي حقق مكاسب قياسية سابقة في الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن الأنظار تحولت الآن من قبل المشاركين في السوق إلى حالة من التطلع إلى مستوى أكبر وهو البحث عن مزيد من الوضوح بشأن تفاصيل الصفقة التجارية.
وذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نجح في تبديل معنويات السوق نحو طاقة إيجابية جديدة، خاصة مع تأكيده أنه لن يتم فرض الرسوم المقررة في 15 ديسمبر بسبب التوصل إلى الصفقة الجزئية الجديدة، كما دعم الأجواء الإيجابية أيضا الإعلان عن بدء فوري للمفاوضات حول الصفقة الثانية بدلا من الانتظار حتى بعد انتخابات 2020 وهو ما يعكس الجدية والرغبة في عدم إهدار الوقت لتقديم أكبر وأسرع دعم للنمو الاقتصادي العالمي.
بدوره، بين لـ"الاقتصادية" أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، أن التطورات الأخيرة والخاصة باتفاق التجارة واتفاق تعميق تخفيضات الإنتاج ساهما في زيادة التوقعات الإيجابية لأسعار النفط الخام بفعل التأثير القوي المتوقع لتخفيضات الإنتاج الأعمق من قبل تحالف "أوبك+".
ولفت إلى أن التوقعات تذهب إلى أن نمو الإنتاج الأمريكي قد يسجل مزيدا من التباطؤ، مبينا أن صناديق التحوط رفعت من الرهان الصعودي على خام غرب تكساس الوسيط بأعلى قدر في ثلاثة أعوام في الأسبوع الماضي.
ولفت إلى أن الاتجاه التصاعدي في أسعار النفط الخام، الذي تم تسجيله منذ أوائل شهر أكتوبر الماضي سيبقى على حاله في ظل تحسن المعنويات في السوق بشكل كبير، وقد يلقى بعض المقاومة من استمرار ارتفاع مستوى المخزونات أو احتمالات وقوع تعثر جديد في مفاوضات التجارة الأمريكية الصينية.
وفيما يتعلق بالأسعار، فاستقرت أسعار النفط أمس، قرب أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر مدعومة بإعلان الأسبوع الماضي عن التوصل إلى اتفاق تجارة أولي بين الولايات المتحدة والصين.
وبحلول الساعة 11:45 بتوقيت جرينتش، كانت العقود الآجلة لخام برنت مرتفعة عشرة سنتات بما يعادل 0.15 في المائة إلى 65.32 دولار للبرميل، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات أو 0.07 في المائة إلى 60.03 دولار للبرميل.
وقال محللون من "آي.إن.جي" إيكونوميكس "ما تحتاج إليه السوق الآن هو الوضوح حيال فحوى الاتفاق بالتحديد.. كلما طال أمد انتظار التفاصيل، زادت احتمالات تشكيك المتعاملين في مدى جودة الاتفاق فعليا".
وقال مايكل مكارثي، كبير محللي السوق في "سي.إم.سي" ماركتس، "يبدو أن الأسعار في السوق أصبحت تتضمن بالكامل اتفاق تجارة المرحلة 1، ولذا سنحتاج إلى أخبار جديدة إذا كان لنا أن نخترق مستوى المقاومة (الفني) الماثل أمامنا".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 66.76 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 65.81 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي وإن السلة كسبت نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 65.24 دولار للبرميل.

سمات

الأكثر قراءة