انتحال حسابات التواصل الاجتماعي

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتحال الحسابات الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، سواء للمشاهير أو لغيرهم، حيث لا يكاد يمر يوم أو يومان حتى تأتي إلى حسابي إضافة من أحد الزملاء الأطباء، لأكتشف أن هذا الحساب ليس إلا لشخص منتحل لهذه الشخصية، لتبدأ بعدها مرحلة الحظر والتبليغ عنه. شخصيا فوجئت بأحد الزملاء يرسل إلي رسالة عبر برنامج “فيسبوك”، ويحذرني من الرد على أي رسالة على رقمه في “واتساب”، لأن حسابه تمت سرقته. تكمن خطورة هذا السلوك في جانبين، أولهما أن هذا الحساب المنتحل قد يقوم بكتابة ما يخالف التوجه العام أو الذوق، أو يرتكب أي جرائم إلكترونية باستخدام اسم وصورة صاحب الحساب الأصلي، ما قد يترتب عليه عديد من التبعات القانونية والأخلاقية. على الجانب الآخر فإن مثل هذه الحسابات غالبا ما تقوم بمراسلة حسابات أخرى، وطلب أرقام التواصل عبر برنامج “واتساب” أو غيره، ليتم بعد ذلك اختراقه والبدء في عملية الابتزاز لصاحب الحساب المسروق. قد يستغرب القارئ أن عديدا من الزملاء والأصدقاء ــ بعضهم من حاملي الدرجات العليا ــ قد وقعوا ضحية لهؤلاء المنتحلين، وقاموا بإرسال أرقام التواصل، لينتهي بهم الأمر إلى اختراق حساباتهم الشخصية والعبث بها لفترة قبل استعادتها لهم. غالبا ما يقوم هؤلاء المنتحلون أيضا بإرسال رسالة يطلبون فيها مبالغ مالية باسم الأشخاص أصحاب الأرقام الأصليين. أعتقد أنه من المهم الاستمرار في توعية المجتمع على جميع المستويات بالحذر من هذه الظاهرة الخطيرة، والتحذير من الاستجابة لأي حساب دون التثبت من صحته. الدور الكبير يقع على مسؤولي الأمن السيبراني الذين يقومون بدور مشكور في هذا المجال، لكن هذه الظاهرة تحديدا تحتاج إلى الانتباه لها، نظرا إلى انتشارها وخطورتها على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
* استشاري أمراض
الجلدية والتجميل

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي