400 مليون يورو خسائر السكك الحديدية الفرنسية بسبب الإضراب
أكد جان بيير فاراندو، رئيس السكك الحديدية الفرنسية، أن الإضراب الحالي في فرنسا كبد الشركة حتى الآن خسائر تقدر بنحو 400 مليون يورو، مضيفا "هذا مبلغ كبير بالفعل".
وأشار فاراندو إلى أنه في ظل استمرار الإضراب بسبب إصلاحات أجور التقاعد، الذي طال معظم أنحاء فرنسا، فإنه من السابق لأوانه التحدث عن الخسائر النهائية، حسبما نقلت عنه صحيفة "لو موند" على موقعها الإلكتروني اليوم.
وأفادت الشركة الوطنية للسكك الحديدية SNCF بأن حركة القطارات في فرنسا تضررت عشية عطلة الميلاد، البارحة الأولى، بشكل هائل بسبب الإضراب، موضحة أن خمس القطارات السريعة TGV، في المتوسط، فقط، هو الذي كانت تنفذ الرحلات المقررة له، وفقا لما نقلت "الألمانية".
وفي ضوء الإضراب تضررت حركة القطارات من ألمانيا وإليها.
وبحسب "الفرنسية"، ضاعف عمال السكك الحديدية في فرنسا اليوم خطواتهم ضد إصلاح نظام المعاشات التقاعدية، قبل أسبوعين من الموعد الذي حددته الحكومة لاستئناف المناقشات مع الشركاء الاجتماعيين في السابع من كانون الثاني (يناير) المقبل.
ويشهد عدد المضربين تراجعا حيث شارك اليوم الأول نحو 10 في المائة من موظفي الشركة الوطنية للسكك الحديدية، ونصف عدد السائقين. لكن الوضع بقي مضطربا اليوم، في اليوم الـ20 من الإضراب، سواء في شبكة السكك الحديدية أو قطارات الضواحي أو مترو باريس مع بقاء ستة خطوط من أصل 16 مغلقة بشكل تام.
وأعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديدية اليوم مواعيد عمل قطارات المسافات البعيدة لعطلة نهاية الأسبوع خلال يومي 28 و29 كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
وبغية الإبقاء على الحماسة، خططت نقابة الكونفدرالية العامة للعمل "سيه جيه تيه" للقيام بتحركات طوال الأسبوع، خصوصا عبر اتخاذ "مجموعة من المبادرات للاحتفال بالسنة الميلادية بين المضربين"، وفقا لما قاله لوران بران أمينها العام.
وأوضح إريك ماير النقابي أن من المتوقع أن تكون ذروة التحرك يوم السبت 28 الشهر الجاري، مع تعبئة في جميع أنحاء البلاد بدعوة من النقابة المذكورة ونقابة "سود راي".
واليوم الأول، قام متظاهرون لفترة قصيرة بإغلاق حركة المرور على الخط 1 لمترو باريس واحتلوا رصيف قطار في "جار دي ليون" في باريس.
وقال فابيان فيلديو مندوب نقابة "سود راي" الذي شارك في هذا العمل المفاجئ "قيل لنا إن الاضراب انتهى، وإن كل شيء يسير على ما يرام.. كان الهدف هو إظهار نوع من التصميم".
وأضاف "الدولة في حالة من الجمود، لا يمكن للناس استخدام القطار، هناك غضب اجتماعي لم يسبق له مثيل"، وحض الحكومة على "قطع عطلتها".
لكن السلطة التنفيذية التي تريد استبدال أنظمة التقاعد الحالية البالغ عددها 42 بـ"نظام شامل" بنقاط، تستبعد أن تعود عن "إلغاء الخطط الخاصة"، بما في ذلك خطط الشركات التي تحكم مترو باريس والقطارات، وهذا ما ذكر به لوران بيترازفسكي المسؤول الجديد عن الإصلاحات.
وأعلن مكتب إدوار فيليب رئيس الحكومة البارحة الأولى برنامج المشاورات مع الشركاء الاجتماعيين الذين سيتم استقبالهم في 7 كانون الثاني (يناير) من قبل عديد من الوزراء للحديث عن إدارة نهاية الخدمة.
وستستمر المناقشات، بما في ذلك مع وزراء آخرين قبل تقديم مشروع القانون إلى مجلس الوزراء في 22 كانون الثاني (يناير)، لبحث -بشكل خاص- انتهاء خدمات العاملين في المستشفيات، والتقاعد التدريجي لموظفي الخدمة المدنية أو رواتب المدرسين.
في الوقت نفسه، سيقترح إدوار فيليب "طريقة عمل" بشأن التوازن المالي لنظام التقاعد خلال الأسبوع السادس من كانون الثاني (يناير).
واليوم الأول، على قناة "بي إف إم تي في"، دعا إيف فيرييه الأمين العام لنقابة "فورس أوفريير" الحكومة مرة أخرى إلى التخلي بكل بساطة عن الإصلاحات، قائلا "إن الموضوعات التي يقترحون أن نناقشها لا علاقة لها بنظام التقاعد الشامل".
وستشارك هذه النقابة مع نقابة "سيه جيه تيه" في تظاهرة في التاسع من كانون الثاني (يناير) المقبل.