فوضى إعلانات وسائل التواصل

في القرن الماضي كانت وسائل الإعلام التقليدية أهم وسيلة للإعلان عن أي منتج أو خدمة، ووفق قوانين وأنظمة أخلاقية صارمة. لكن في الأعوام الأخيرة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي من أهم وسائل الإعلان على حساب وسائل الإعلام من صحف وتلفزيون وغيرهما، حيث من الممكن طرح الإعلان إما عبر هذه البرامج مباشرة أو عبر المؤثرين في هذه الوسائل. وعند مقارنة هاتين الوسيلتين يتبين لنا الفرق الكبير بينهما من ناحية القوانين المفروضة ودرجة الرقابة، التي تكاد أن تكون معدومة – أو على أحسن الأحوال ضعيفة – في وسائل التواصل الاجتماعي. أصبح بعض المعلنين لا يراعون الجوانب الأخلاقية من ناحية اختيار المؤثر وكون مصدر شهرته هي أمور سخيفة بل ربما معيبة أخلاقيا. على الجانب الآخر انجرف بعض المؤثرين للإعلان عن منتجات وخدمات دون التثبت من فاعليتها وأمانها على المستخدم. هذا الخليط الممزوج بضعف الرقابة أنتج لنا عديدا من الإعلانات غير الأخلاقية التي يتم ضخها للأسف يوميا في مجتمعنا، دون النظر إلى الجوانب الأخلاقية والفئة العمرية المستهدفة. ومن أخطر هذه المنتجات الإعلانات عن المنتجات والخدمات الطبية، حيث تتزايد الإعلانات في هذا المجال عن كثير من الإجراءات والمنتجات غير المثبتة علميا، بل في بعض الأحيان غير مصرحة من قبل الجهات الرسمية في المملكة. هذا الأمر في غاية الخطورة، لأن هذه الإعلانات من الممكن أن تؤدي إلى استخدام هذه المنتجات التي يترتب عليها عديد من المضاعفات الطبية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي