مطار جاتويك في لندن يكافح للخروج من مطبات «كوفيد ـ 19»

مطار جاتويك في لندن يكافح للخروج من مطبات «كوفيد ـ 19»
مسافرون عائدون إلى المملكة المتحدة عبر مطار جاتويك.

قبل أقل من أسبوعين، كان الرئيس التنفيذي لمطار جاتويك يتحدث عن إعادة تشغيل الرحلات الجوية بحلول نهاية هذا الشهر، في الوقت الذي كان فيه ثاني أكبر مطار في المملكة المتحدة يخطط للتعافي من الوباء الذي ضرب صناعة الطيران بشدة.
بناء على ما رآه في الوقت الذي خففت فيه بعض الدول عملية الإغلاق في آسيا، قال ستيوارت وينجيت: إنه كان يرجو "وصول بعض الحجم المعقول عبر المطار بحلول نهاية أيار (مايو) والبدء في زيادة الأحجام في حزيران (يونيو) ثم تموز (يوليو)".
لكن في الأسبوع الماضي، الحالة المزاجية في المطار الواقع على بعد 30 ميلا جنوب لندن، أصبحت سلبية. قالت شركة فيرجين أتلانتيك، وهي واحدة من أقدم عملاء المطار من شركات الطيران، إنها ستغلق عملياتها بعد أيام فقط من تهديد الخطوط الجوية البريطانية، ثاني أكبر شركة طيران في جاتويك، بالانسحاب.
فيما بينهما تخدم شركتا الطيران أكثر من 70 خطا، بدءا من المدن والمنتجعات الأوروبية، إلى وجهات العطلات الشهيرة ذات المسافات الطويلة، خاصة في منطقة البحر الكاريبي والولايات المتحدة.
مثل هذه الخسارة الكبيرة في الخدمات تزيد من احتمال ارتفاع الأسعار للمستهلكين - 46 مليون مستخدم للمطار العام الماضي - ما يؤدي إلى رفع تكاليف العطلات.
قال لوك بيثبريدج، رئيس قسم الشؤون العامة لدى ABTA، التي تمثل وكلاء السفر في المملكة المتحدة: "أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل أسعار تذاكر الطيران في المملكة المتحدة قضية حادة للغاية هو المنافسة الشديدة في هذه الصناعة، وأي تخفيض في المنافسة لن يعمل لمصلحة العميل، ما يؤثر في كل من الأسعار والاختيار".
الأسبوع الماضي حذرت منظمة إياتا، الهيئة التجارية العالمية لشركات الطيران، من أن أسعار الرحلات الجوية يمكن أن ترتفع بنسبة تصل إلى 54 في المائة مقارنة بعام 2019، إذا طلب من شركات الطيران اتخاذ تدابير للتباعد الاجتماعي على الطائرات.
ستغادر فيرجن أتلانتيك، سادس أكبر شركة طيران من حيث السعة، المطار الذي استخدمته مقرا لها طوال 35 عاما وستنقل ما هو في الأساس خطوطا ترفيهية إلى عملياتها في مطار هيثرو في لندن.
لكن تهديد الخطوط الجوية البريطانية بالمغادرة سيكون له تأثير أكبر في جاتويك. وفقا لبيانات مكتب المدقق العام للطيران OAG، فإن هذا الناقل الرئيسي البريطاني يمثل 17 في المائة من السعة.
إغلاق فيروس "كوفيد ـ 19" ضرب شركات الطيران في جميع أنحاء العالم بشدة، بما في ذلك ثالث أكبر عميل لجاتويك "نورويان إير شتل" Norwegian Air Shuttle. حذرت الشركة المتعثرة من أن طائراتها قد تظل على الأرض لمدة 12 شهرا، وبعد الحصول على حزمة إنقاذ هذا الأسبوع، قالت إنها تستعد لإعادة التشغيل كشركة أصغر.
هيو ميريمان، رئيس لجنة النقل في البرلمان البريطاني، أبلغ إذاعة بي بي سي الثلاثاء، أنه "يأمل في أن يبقى جاتويك على قيد الحياة، لكن سيكون هذا صعبا على صناعة الطيران".
قال وينجيت إنه يظل "متفائلا جدا" بشأن الآفاق والمرونة طويلة الأجل لجاتويك، المملوك بحصة أغلبية من قبل مجموعة فينشي للبنية التحتية الفرنسية، لكنه أقر بأن الوباء أصاب الصناعة بشدة وأن "الآثار الجانبية الاقتصادية الحادة ستكون ملموسة في مجتمعنا المحلي".
يعتقد كثيرون في الصناعة أنه سيتعين على المطار إعادة النظر في خططه الاستراتيجية طويلة المدى وإعادة التركيز على قطاع شركات الطيران الاقتصادي. ولدى جاتويك حتى الآن شركة إيزي جيت، ثاني أكبر شركة طيران اقتصادي في أوروبا، باعتبارها الناقل المهيمن، كونها تمثل 40 في المائة من السعة. وقد بنت الشركة موقعها المهيمن على مدى عقدين تقريبا.
الاضطراب الذي أحدثه الوباء هو أحدث ضربة لجاتويك في الأوام الأخيرة. قبل أربعة أعوام، خسر معركة طويلة للحصول على موافقة الحكومة على مدرج ثان - وهو هدف استراتيجي طويل المدى للسماح له بمنافسة هيثرو. ومنذ ذلك الحين، فقد أيضا اثنين من أكبر عملاء شركات الطيران مع انهيار "مونارك" في عام 2017 و"توماس كوك" في العام الماضي. دفعت "فينشي" 2.9 مليار جنيه استرليني لحصة الأغلبية في جاتويك في نهاية عام 2018. قال جون جرانت، من شركة OAG: "هناك شيء واحد مؤكد، هو أن فينشي لم تتوقع هذا أبدا لجاتويك عندما دفعت كثيرا من المال".
في الشهر الماضي حذر جاتويك من أن العودة إلى مستويات حركة المرور قبل الأزمة قد تستغرق ما يصل إلى أربعة أعوام. في الأسبوع الماضي انخفض عدد الرحلات 98 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها عام 2019.
أشار أوليفييه يانكوفيتش، المدير العام لشركة أيه سي آي يوروب ACI Europe، الهيئة التجارية للمطارات، إلى أن تأثير الوباء سيكون ملموسا في جميع أنحاء القطاع. وهذا يعني أننا سنشهد تدهورا في الاتصال الجوي واحتمال ارتفاع أسعار تذاكر الطيران.
جون ستريكلاند، المستشار في شؤون الطيران، حذر من أن التوقعات ستكون صعبة لجميع المطارات وأن أي تعاف سيستغرق بعض الوقت. قال: "أعتقد أن الوضع الذي نحن فيه مؤقت. سيعود الطلب لكنه لن يعود إلى مستوى استخدام كل السعة التي رأيناها حتى الآن في هيثرو وجاتويك".
في غضون ذلك، بدأ مطار هيثرو تجربة للتحقق من درجة حرارة الركاب ضمن خطط لبدء زيادة الرحلات الجوية بعد انتهاء الإغلاق. جون هولاند كاي، الرئيس التنفيذي للمطار، أخبر أعضاء في البرلمان أن عمليات الفحص تجري عند بوابات المغادرة.
على النقيض من كثير من الدول الأخرى، اختارت حكومة المملكة المتحدة عدم إدخال عمليات الفحص على المسافرين في المطارات. وطالب هيثرو الحكومة البريطانية بأن تأخذ زمام المبادرة واستحداث مجموعة جديدة من المعايير الدولية لتمكين المسافرين من العودة إلى السفر الجوي في ظروف آمنة.
قال هولاند كاي: "إذا قيل لنا إن الحل الوحيد حتى نتمكن من الحصول على لقاح في غضون 12 إلى 18 شهرا هو التباعد الاجتماعي في المطارات، فسيتم إلغاء عشرات الآلاف من الوظائف. لا يسعنا الانتظار طويلا حتى نطير مرة أخرى".
تيم الدرسليد، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية البريطانية، قال لأعضاء البرلمان إن الحكومة ستحتاج إلى بذل مزيد لدعم هذا القطاع في وقت الأزمات، مضيفا أن شركات الطيران ستحتاج على الأرجح إلى تمديد خطة الإجازات الحكومية حتى أيلول (سبتمبر) أو تشرين الأول (أكتوبر) على الأقل، وتخفيف القواعد التي تتطلب من شركات الطيران استخدام 80 في المائة من الأماكن المقررة لها، أو المخاطرة بفقدها حتى نهاية العام.
قال: "السؤال الرئيسي بالنسبة لنا هو هل تنظر (الحكومة) إلى الطيران بالطريقة التي ينبغي عليها أن تفعلها؟ ما زلت مقتنعا".

الأكثر قراءة