عناية متعاقبة بأصغر قطعة في الكعبة .. الميزاب
لحظات سعيدة يعيشها الطائفون حول الكعبة، وقت هطول الأمطار، وهم يرون المياه تتساقط عبر ميزاب الكعبة، في مشهد جميل يحرص كثير منهم على توثيقه بكاميراتهم.
وعلى الرغم من أن الميزاب يعد من أصغر القطع الموجودة في الكعبة، إلا أنه حظي بعناية فائقة على مر العصور.
والميزاب هو، الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية الممتد نحو الحجر والمصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة عند سقوط الأمطار أو غسل السطح إلى حجر الكعبة، وأول من وضع الميزاب قريش حين بنتها وجعلت لها سقفا، وطوله 258 سنتيمترا، مما هو داخل في جدار الكعبة، وعرض بطنه 26 سنتيمترا، وارتفاع كل من جانبيه 23 سنتيمترا، ودخوله في جدار السطح 58 سنتيمترا.
وشهد ميزاب الكعبة المشرفة عبر الأعوام عددا من عمليات التجديد والتطوير، كما تم تلبيسه بالذهب كحال أجزاء الكعبة الأخرى، حيث صنع من الذهب الخالص ومبطن من الداخل بالفضة الخالصة السميكة، ما يعني أن الذهب محيط بالفضة من بطنه وجانبيه، أما علو الميزاب فهو مفتوح لا غطاء عليه، وبين الذهب والفضة خشب سميك من جانبه وبطنه الأسفل، وكل ذلك مسمر بمسامير من الذهب الخالص، وهو على شكل مستطيل، على وجهه قطعة من الذهب الخالص ومدلاة متحركة إلى الأمام والخلف، تسمى اللسان والبرقع.
وكتب على جوانب الميزاب ولسانه على الذهب تاريخ عمله وتجديده بخط الثلث الجميل البديع، وهو قوي ومتين، وتم إصلاح المسامير التي هي من الفضة الخالصة، واستبدل الخشب بخشب قوي جديد، قام بذلك الصائغ المكي محمد نشار.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، استبدل الميزاب القديم لسطح الكعبة المشرفة، بآخر جديد أقوى وأمتن بمواصفات الميزاب القديم نفسها.