المسؤولية المجتمعية ودور المواطن

تناولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي فيديو معبرا للدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة، يضرب يدا بيد، ويطالع صورا لبعض الشوارع في عدد من المدن السعودية التي امتلأت واكتظت بالناس، وهم يمارسون حياتهم العادية، ولا يتقيدون بالسلوكيات الصحية، ولا يأبهون بلبس الكمامات، وأكثر من هذا لا يهتمون بتنفيذ التعليمات الصحية الأساسية، ومنها تحقيق التباعد الاجتماعي، وترك المسافات الآمنة بين الأفراد.
إزاء هذا الخروج على الواجب الشرعي والوطني من قبل بعض المواطنين، خرج الدكتور محمد العبدالعالي الناطق الرسمي لوزارة الصحة، وناشد المواطنين بالحرص على تنفيذ التعليمات الصحية الوقائية، وطالب المواطنين بضرورة الحرص على تنفيذ التعليمات الصحية ولبس الكمامات الواقية، وتحقيق التباعد الاجتماعي المحدد حتى يحمي المواطن نفسه وأمته من فيروس نشط، وقاتل، وسريع الانتقال والعدوى، والفتك بالناس أجمعين.
من ناحيتها وضعت وزارة الداخلية في الأسبوع الماضي خريطة تخفيف منع التجول، ثم نشرت برنامج عودة الحياة الطبيعية إلى الشارع السعودي بدءا من يوم الأحد 21 حزيران (يونيو) 2020 الموافق 29 شوال 1441 هجرية.
وبذلك تكون حكومتنا الرشيدة قد قامت بكل واجباتها على الوجه الأكمل، وهيأت المواطن كي يقوم بواجبه الشرعي والوطني، وينفذ التعليمات الصحية الوقائية والاحترازية، وفي مقدمتها لبس الكمامات وتحقيق التباعد الاجتماعي، واستخدام المطهرات.
والواقع أن هذا التدرج الحكيم من حكومتنا الرشيدة في مواجهة جائحة فيروس كورونا كان محل تقدير وإعجاب كثير من الدوائر ليس في داخل المملكة، لكن على مستوى كل دول العالم. ونؤكد أن اقتصادنا الوطني يحتاج إلى هذه الإجراءات المهمة في هذا التوقيت بالذات حتى يبدأ مرحلة جديدة من النمو والبناء.
ومعنى ذلك أن دور المواطن في الانتقال من مرحلة الحظر الجزئي إلى مرحلة عودة الحياة الطبيعية دور مهم للغاية من أجل ممارسة حياتنا الطبيعية، وتمكين اقتصادنا من القيام بدوره في تحقيق التنمية والحياة للشارع السعودي المتطلع بشغف إلى ممارسة حياته الكريمة والقيام بدوره الطبيعي في التنمية والبناء.
ويجب أن نذكر الجميع بأن قراءة الحكومة السعودية للفيروس منذ البداية كانت قراءة سليمة وموضوعية وواعية، وذلك حينما بادرت بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باتخاذ سلسلة إجراءات وقائية واحترازية مهمة للحيلولة دون انتشار الفيروس بين الناس.
ويومها اتهمت الحكومة السعودية بأنها بالغت في إجراءات مكافحة فيروس كورونا، وقال البعض إن الفيروس لا يقوى على الانتشار، وأن مداه لن يتجاوز حدود الدولة الصينية.
ولكن بعد أيام قلائل بدأ الفيروس ينتشر خارج الصين، وفي دول كثيرة حتى بلغ أوروبا وأمريكا، ثم أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس أصبح وباء، وعلى الدول أن تناشد مواطنيها إلى الاحتراز والمساهمة في عدم انتشار الفيروس بينهم.
إذن القرارات التي اتخذتها الحكومة السعودية لم تكن مكان تقدير واحترام المواطن السعودي فحسب، بل كانت وما زالت مكان تقدير واحترام كل دول العالم التي نهجت نهج المملكة نفسه، واتخذت سلسلة قرارات سبق أن اتخذتها الحكومة السعودية الواعية والمدركة لتبعات هذا الفيروس الجديد والمتجدد.
وهذا يعني أن السعودية كانت القدوة والمثل الأعلى لجميع دول العالم بالنسبة لمواجهة ومكافحة فيروس كورونا المستجد.
وإذا كانت حكومتنا القدوة والمثل الأعلى لكل دول العالم، فما أحرانا أن تكون حكومتنا الرشيدة قدوة لنا، ويبادر كل مواطن بالحذو حذو حكومته الرشيدة الموفقة.
إن مسؤولية المواطن تجاه وطنه مسؤولية كبيرة، ويجب أن تعلو إلى المستوى الذي بلغته الحكومة وتعاملت بفاعلية ورقي مع وباء مدمر وخطير ومخيف.
أتمنى أن يتسابق المواطنون إلى تنفيذ التعليمات الصحية، ويستجيبوا بحرص للنصائح، بل عليهم أن يلزموا بيوتهم ولا يخرجوا منها إلا للضرورة، وعليهم كذلك أن يلتزموا بالتعليمات الوقائية مثل عدم الوجود في التجمعات الكبيرة كالملاعب الكبيرة والصغيرة، والمولات، ودور السينما، والمطلات البحرية، والاهتمام بلبس الأشياء الوقائية مثل الكمامات، وواجبهم أن يحرصوا على غسل اليدين، وعدم لمس الأدوات المعدنية الناقلة للعدوى، وأخيرا وليس آخرا عدم نشر الأخبار غير الموثوقة عن هذا الوباء التي تنشر الهلع والبلبلة بين الناس، وهي الظاهرة المربكة التي تنتشر في هذه الأيام بين وسائل التواصل الاجتماعي، ويدخلها المندسون لنشر سمومهم وافتراءاتهم وأكاذيبهم بين الناس، إلى غير ذلك من التعليمات التي صدرت عن مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة.
إن دور المواطن في الحد من انتشار وباء كورونا لم يعد محصورا في تنفيذ التعليمات الصحية والوطنية، بل أصبح المواطن أمام مسؤولية وطنية واجبة الأداء، وإذا لم يبادر المواطن ويقدر المسؤولية الوطنية، فإنه سيكون كمن ارتكب جرما في حق الوطن والمواطنين.
نريد من المواطن أن يسجل لنفسه إسهامه في القضاء على فيروس كورونا، وعلى الجميع أن يلتزموا بالتعليمات الصحية والوطنية والدينية، وخليكم في البيت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي