من أكون أنا
فنكتارمن لم يكن مضطرا لأن ينتظر لأعوام طويلة من عمره حتى يدرك الذات المطلقة ويصل إلى أعلى مراتب الكمال الروحي، كما أنه في حقيقة الأمر لم يجهد ويسعَ لأجل ذلك، ففي منتصف عام 1896 وحين لم يبلغ بعد سن الـ17، هجس في نفسه وعلى حين غرة هاجس الموت المروع، شعر أن ساعة أجله باتت قاب قوسين أو أدنى. لماذا وكيف باغته هذا الشعور؟، ما كان له ليعرف، رغم ذلك تعاطى مع الأمر بكل اتزان ورباطة جأش، وبدأ يحاكي تجربة الموت بكل تفاصيلها، محولا نفسه إلى جثة هامدة بكل ما للكلمة من معنى، لينخرط بعد ذلك في مناجاة نفسه. "من أكون أنا"؟ هو عنوان قد أعطي لمجموعة من الأسئلة والأجوبة حول طريقة الاستفهام الذاتي، وهي الطريقة التي وضعها بكوان شري رمنا مهاريشي كوسيلة لبلوغ الاستنارة أو الخلاص الروحي. كان قد تم وضع تلك الأسئلة أمام بكوان شري رمنا مهاريشي من قبل شري إم. شيفا براكاشم بللي، الذي كان يحمل إجازة جامعية في الفلسفة.