قمة بين الاتحاد الأوروبي والصين عبر الفيديو لتبديد الخلافات
بدأ الإتحاد الأوروبي والصين قمة عبر الفيديو الإثنين في محاولة لحل عدة خلافات بينهما والتحضير لاجتماع استثنائي يضم قادتهما ويهدف إلى توقيع اتفاقية لحماية الاستثمار.
وقال مسؤول أوروبي كبير الإثنين "ننتظر إشارة على أعلى مستوى تفيد برغبة الصين في زيادة طموحاتها خصوصا لحماية استثمارات. وإلا فاننا على استعداد لاستخدام ورقة أخرى للدفاع عن مصالحنا".
ولا تنظر واشنطن بارتياح إلى هذه القمة، وقد حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من أن "الحزب الشيوعي الصيني يريد إجباركم على الاختيار" بين الولايات المتحدة والصين. وبدأت القمة في الساعة 10:00 (08:00 بتوقيت جرنتش) بين ممثلي الاتحاد الأوروبي شارل ميشال رئيس المجلس وأورسولا فان دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء لي كيكيانغ.
ويتوقع عقد اجتماع ثان في الساعة 14:30 (12:30 بتوقيت جرنتش) مع الرئيس شي جينبينغ. لكن لا اعلان مشتركا متوقعا و"لم يقترح الصينيون عقد مؤتمر صحافي مشترك" بحسب مسؤول أوروبي آخر بحسب ما نشرت "الفرنسية". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان "إن الصين تعلق اهمية كبيرة على هذا الاجتماع وهي مستعدة للعمل مع الإتحاد الأوروبي لتحقيق نتائج ايجابية".
وقال مسؤول أوروبي كبير "أبدينا استعدادنا العام الماضي لابرام اتفاق حول حماية الاستثمارات لكننا لم نحرز التقدم المطلوب". وأوضح "ندخل في صلب الموضوع لكن لا يزال الطريق طويلا أمامنا. على الصين تغيير موقفها وهذا ما نترقبه من هذه القمة". وعبّر الجميع عن توقعاتهم وقلقهم في الوقت نفسه خلال الاجتماعات التحضيرية.
وتسيطر الريبة التي تتخذ شكل تحذيرات مبطنة. يشعر الأوروبيون بالقلق حيال نفوذ بكين المتزايد في هونغ كونغ خصوصا مع المساس بالحريات الأساسية.
وقد طالب الاتحاد الأوروبي الجمعة بالإفراج عن عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان. كما ندد بحملات التضليل التي قامت بها الصين بشأن وباء كوفيد-19.
ويشعر الأوروبيون بالخيبة لقلة التقدم المحرز في وفاء بكين بتعهداتها من ناحية المناخ مع بناء محطات جديدة تعمل بالفحم. وتمثل الصين ربع الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة.
وقال مسؤول أوروبي "في حال لم تتخذ الصين تدابير سيكون ذلك ذريعة للدول الرافضة الالتزام".
وقد انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ. ويبدي الصينيون، من جانبهم، قلقهم حيال التشريع الأوروبي الجديد بشأن الاستثمارات الأجنبية ونأي الاتحاد الأوروبي بنفسه منهم.
وتطلب بكين التي تخوض نزاعا تجاريا وسياسيا مع واشنطن، الدعم لكن الأوروبيين يرفضون زج أنفسهم في التوتر بين القوتين. وأكد المفوض الأوروبي للشؤون الصناعية تييري بروتون الأحد "إن أوروبا لن تكون ساحة معركة بين الولايات المتحدة والصين".
وكانت قيمة التبادل التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي في 2019، 1,5 مليار يورو يوميا وفقا لأرقام المفوضية.
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن "العلاقة مع الصين معقدة وستبقى كذلك". وأضاف "يجب أن تقوم على الثقة والشفافية والمعاملة بالمثل".
وردت بكين بتحذير ضمني. وقال سفيرها لدى الاتحاد الأوروبي شانغ مينغ "إن الصين تأمل أن يجد الاتحاد الأوروبي بيئة عادلة وحيادية وغير تمييزية" للاستثمارات. وذكرت المفوضية الأوروبية "نحتاج إلى مواصلة المفاوضات.
نحتاج إلى اتفاق جيد ونحن لم نتوصل إلى ذلك بعد. سنأخذ الوقت اللازم".