تريد جزيرة خاصة؟ بضعة ملايين الدولارات تأتيك بواحدة
بما لديها من شواطئ بكر وشعاب مرجانية و32 فدانا من الحدائق الاستوائية المورقة، يمكن أن تكون جزيرة ماي Mai Island في فيجي المكان المثالي للتجول وانتظار ذهاب جائحة فيروس كورونا. مقابل بضعة ملايين من الدولارات يمكن أن تكون لك.
الجزيرة التي كانت معروضة في السابق مقابل أكثر من أربعة ملايين دولار بقليل، هي واحدة من مجموعة من المنتجعات البحرية التي يتم تسويقها إلى الأغنياء باعتبارها نقاطا مثالية للهروب من ويلات كوفيد - 19.
مناطق جنوبي المحيط الهادئ والبحر الكاريبي والأجزاء النائية من الولايات المتحدة وأوروبا هي من بين الوجهات الأكثر شعبية، وفقا لوكلاء العقارات الذين يسارعون للاستفادة من زيادة الطلب على الملاذات الخاصة حتى مع دخول الاقتصاد العالمي في ركود عميق.
قال ترايور ليسنوك، مؤسس شركة المزادات "بلاتنيوم لكشري أوكشنز" Platinum Luxury Auctions، التي تعقد مزادا عبر الإنترنت لبيع جزيرة ماي، السبت، إن الوباء قاد الناس إلى إعادة تقييم حياتهم ومتابعة الأشياء التي كانوا يحلمون بها، لكنهم دائما ما كانوا يمتنعون عن الإقدام عليها.
أضاف: "امتلاك جزيرة يعد منذ فترة طويلة أمرا رائعا ومرغوبا، إلا أنه غالبا ما يكون حلما غريبا. لكن مع كوفيد - 19 بدأ الأمر يبدو أنه عملي أكثر بكثير مما كان في السابق، لأن الناس الآن يندفعون للعثور على مساحات خاصة بهم والابتعاد عن الآخرين".
ليست الحدائق الاستوائية فقط ذات الطقس الرائع هي التي تغري الأغنياء. مشتر غامض اشترى الأسبوع الماضي جزيرة هورس، وهي مخبأ خاص مساحته 157 فدانا قبالة الساحل الجنوبي الغربي لإيرلندا كان السعر المطلوب 5.5 مليون يورو. إضافة إلى مكان الإقامة الرئيسة الواسع، تحتوي هورس آيلاند على ستة بيوت ضيافة وملعب تنس ومهبط هليكوبتر ومساحة كافية لأي شخص يرغب في الابتعاد اجتماعيا خلال جائحة.
قال كالوم باين، وهو مساح في شركة كوليرز إنترناشونال، الوكالة العقارية التي ساعدت على بيع الجزيرة: "من الواضح أن هناك عملية تفكير في أذهان الناس - ولا سيما الذين بمقدورهم شراء الممتلكات التي تبلغ قيمتها ملايين اليورو - حيث يمكنهم فقط الابتعاد وعزل أنفسهم".
أوضح أنه لا يعرف دوافع المشتري، لكنه أشار إلى أن جزيرة هورس كانت في السابق ملكية زراعية - ما يعني أن المالك الجديد سيكون قادرا على زراعة ما يكفي من الغذاء ليكتفي ذاتيا إذا أراد ذلك. أضاف أن قربها من مطار مدينة كورك المجاورة كان أيضا مصدر جذب لأي شخص لديه إمكانية الوصول إلى طائرة خاصة.
لكن كوفيد - 19 طرح تحديات سفر معقدة للمشترين المحتملين الذين يشعرون بالإغراء إلى الانتقال إلى الخارج، حتى لمن لديهم وسائل النقل الخاصة بهم. أغلقت بعض الدول، بما في ذلك اليابان ونيوزيلندا وأستراليا، حدودها أمام غير المقيمين، ما يجعل من المستحيل في بعض الحالات مشاهدة الجزر قبل الإقدام على شرائها.
وبحسب باين المالك الجديد لهورس آيلاند اشترى الجزيرة دون أن يزورها شخصيا، بينما لن يسمح لمقدمي العطاءات الأجانب المحتملين لجزيرة ماي آيلاند بالقدوم إليها قبل تقديم عرض.
فرهاد فلادي، رجل أعمال ألماني ذكر أنه باع أكثر من ثلاثة آلاف جزيرة خلال حياته المهنية الممتدة لـ50 عاما، قال: "بعنا بعض الجزر الأقل تكلفة في الدول الاسكندنافية وكندا أخيرا إلى مشترين نظروا إلى الصور واشتروا العقارات. لكن الناس يرغبون عموما في زيارة الجزر الأكثر تكلفة قبل شرائها".
ووافق على أن الوباء أدى إلى ارتفاع في الاهتمام بين الأفراد أصحاب الثروات الذين يتطلع كل منهم إلى الاستحواذ على جزيرته الخاصة، لكنه لاحظ كيف أن الأغنياء في كثير من الأحيان يفضلون استئجار مخابئهم البحرية بسبب مخاوف أمنية، خاصة إذا كانوا معروفين.
هون فلادي من صعوبة امتلاك الشخص لجزيرته الخاصة، عادا أن امتلاك جزيرة ليس أمرا بعيد المنال كما يعتقد كثير من الناس. "لست بحاجة إلى أن تكون مليارديرا لشراء جزيرة. إذا كنت قادرا على شراء سيارة جيدة جدا، يمكنك شراء جزيرة".
مثلا، هناك جزيرة صغيرة قبالة سواحل فنلندا معروضة للبيع حاليا عبر شركة Vladi Private Islands بأقل من 100 ألف يورو. على الطرف الآخر من المقياس، فإن منتجعا عبارة عن جزيرة يونانية مساحتها 1100 فدان في البحر الأيوني سيكلفك 45 مليون يورو.
قال وكلاء إن الجزر الخاصة في الدول التي تجنبت أسوأ انتشار للوباء أثبتت شعبيتها لدى المشترين المحتملين، مع بقاء أستراليا ونيوزيلندا وجزر جنوب المحيط الهادئ خالية نسبيا من الفيروس.
جزيرة بمبكين Pumpkin، وهي ملاذ بيئي في منتزه الحيد البحري العظيم Great Barrier Reef Marine في أستراليا، تم طرحها في السوق بسعر 25 مليون دولار أسترالي، وصفها أصحابها الحاليون بأنها "ملاذ آمن" من الوباء.
قالت لوريث رامبل، التي تملك عائلتها جزيرة بمبكين: "لقد تجاوزنا عاصفة فيروس كورونا بشكل جيد ويبحث الناس عن أماكن تكون لديهم فيها مساحة ولا يشعرون أنهم يثقلون على شخص آخر. بالتأكيد أعتقد أن هذا عامل جذب".
لا يزال من غير المعروف ما إذا كان من الممكن تحقيق السعر المطلوب نظرا لعدم السماح لغير المقيمين حاليا بدخول أستراليا. لكن فرص امتلاك مثل هذا المكان لا تتكرر كثيرا: عائلة رامبل اشترت جزيرة بمبكين قبل 17 عاما مقابل 1.3 مليون دولار أسترالي من المالك السابق الذي فاز بها في لعبة بوكر في عام 1961.
قالت السيدة رامبل: "سيكون من المحزن جدا أن نغادر. الجزيرة بكل بساطة مذهلة".