«مسجد السهوم» .. المزج بين الطراز الإسلامي والبناء النجدي
في الوقت الذي أسهم بلاغ مواطن في حماية "مسجد السهوم" التاريخي في حي منفوحة وسط الرياض من أضرار أعمال حفر كانت تجري في محيطه، استعادت دارة الملك عبدالعزيز تاريخ المسجد الذي يعود تاريخ بنائه لأكثر من 200 عام، حيث بني من الطين والحجر ويقوم على أعمدة من الحجر الطبيعي، ويتكون من خلوة ومصابيح وساحة.
وقال الباحث محمد الحسين في الفيديو الذي بثته الدارة، إن المسجد التاريخي يقوم على خمسة أعمدة من الحجر الطبيعي، وينقسم إلى ثلاثة أقسام خلوة أمامية ومصابيح وساحة، ويوجد فيه نافذتان من الجهة الجنوبية والشمالية، ودرج من الجهة الجنوبية.
وأضاف الحسين، "يتميز المسجد بوقوعه على الطريق ويربط مزارع منفوحة بمسجد السهوم إلى البلدة، منوها بأن بناء المسجد تم فيه استعمال الطراز الإسلامي حيث ميزه باستعمال المثلثات والأحجار في الزوايا والأعمدة، واستعمال الطين والأخشاب والأثل الذي ميز بناء أهالي نجد، حيث كانوا في تلك المرحلة يهتمون بتزيين المساجد".
وأسهمت هيئة التراث في جهود حماية "مسجد السهوم التاريخي" في منفوحة وسط الرياض من أضرار أعمال حفر كانت تجري في محيطه، حيث عملت الهيئة بالتعاون مع أمانة منطقة الرياض على رصد أعمال الحفر ودراسة آثارها في أساسات المسجد التي صدر على أثرها التوجيه بإيقاف مختلف الأعمال الإنشائية كي لا تهدد سلامة المسجد.
وتضم منفوحة عدة مساجد تاريخية أخرى منها مسجد القبلي المدرج ضمن مشروع ولي العهد لترميم وتأهيل المساجد التاريخية في المملكة.
وجاءت مبادرة هيئة التراث لإيقاف عمليات الحفر حول مسجد السهوم في إطار جهودها لحماية التراث الوطني والحفاظ على قيمته التاريخية بكل تجلياته المادية وغير المادية.
وبدأت الهيئة عملها في مسجد السهوم التاريخي بعد بلاغ تلقته من مواطن يفيد بخطر عمليات الحفر التي تجري في محيط المسجد التي قد تهدده بالزوال، واستجابت الهيئة للبلاغ وقامت بالتواصل مع أمانة منطقة الرياض ممثلة في بلدية منفوحة التي تجاوبت سريعا بإرسال فرقة لإيقاف الحفر والتحفظ على الآليات، وسط متابعة من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للتأكد من سلامة المسجد التاريخي من أي مهددات محتملة، وذلك في تجسيد مثالي للتعاون بين الجهات الحكومية في الحفاظ على المكتسبات الوطنية.
وكلفت هيئة التراث فريقا مختصا من الهيئة بالوقوف على مسجد السهوم للنظر في إدراجه في مشاريع ترميم المساجد التاريخية، وذلك ضمن جهودها لحماية التراث الوطني المادي وغير المادي وصيانته.