العالم يحتاج 330 مليار قفاز طبي سنويا .. المضاربات تشتعل وقوائم الانتظار تصل إلى 590 يوما

العالم يحتاج 330 مليار قفاز طبي سنويا .. المضاربات تشتعل وقوائم الانتظار تصل إلى 590 يوما
أزمة الحصول على قفزات من المتوقع أن تستمر حتى 2021.

لم يكن أحد يتوقع تحول القفازات القابلة للاستعمال الواحد إلى سلعة للمضاربة، وفي ظل الظروف الصحية الحالية يحتاج العالم إلى نحو 330 مليار قفاز سنويا، ما أشعل المضاربات بين الشركات وأطال فترات الانتظار للحصول على الطلبيات.
ووفقا لـ"الفرنسية"، تجد ماليزيا أحد أهم الدول المنتجة صعوبة في تلبية الارتفاع الكبير في الطلب بسبب جائحة "كوفيد – 19"، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
وتتلقى شركات تصنيع القفازات كمية كبيرة من الطلبات، وتتصل بها المراكز الطبية والاجتماعية "كل يوم" لهذا الغرض، بحسب سيباستيان لونوبل، أحد المسؤولين في شركة "شيلد ساينتفيك" الأوروبية التي تسوق القفازات لشركات صناعة الأدوية خصوصا وتتعاقد من الباطن مع مصانع آسيوية لإنتاجها. وقال، "ليسوا زبائننا المعتادين، بل يقصدوننا لأنهم قطعوا الأمل من إيجاد قفازات".
أما رومان جيزولم، من الجمعية الفرنسية لمديري دور العجزة، فوصف الحصول على قفازات بأنه هم، قائلا، "نجد كميات قليلة جدا منها، مع العلم أننا نستهلك كثيرا، والسبب في ذلك أن الأزمة الصحية أدت إلى زيادة كبيرة في الاحتياجات، كما هو الحال فيما يتعلق بالكمامات ومواد التعقيم".
وسواء كانت مصنوعة من اللاتكس أو الفينيل أو النتريل (اصطناعية)، لم تعد استخدامات القفازات محصورة بما كانت تخصص له، بل باتت تستخدم من قبل ركاب قطارات الأنفاق أو الباعة القلقين، إذ لاحظت وزارة الاقتصاد الفرنسية أن الطلب ازداد أربعة أضعاف عما كان عليه العام الماضي.
وأشارت الناطقة باسم شركة "سيمبيريت" النمساوية مونيكا ريدل إلى أن "الطلب على قفازات المعاينة الطبية زاد ثلاثة أضعاف، وكذلك سجلت زيادة كبيرة في الطلب على القفازات الجراحية"، وهذا فيما يتعلق بالقطاع الصحي فقط.
ولهذه الشركة فرع مختص بالقفازات الطبية هو "سيمبيرمد" يملك مصنعين للقفازات، أحدهما في النمسا والثاني في ماليزيا، والأخير يتولى تصنيع ما بين سبعة وثمانية مليارات زوج من القفازات للمعاينة سنويا.
ويتركز إنتاج القفازات بشكل كبير في آسيا خصوصا ماليزيا، وفي عام 2019، وصل الأمر بماليزيا إلى أن تصدر أكثر من 60 في المائة من القفازات المصنوعة من المطاط، بحسب الاتحاد الماليزي لمنتجي القفازات.
ومن المتوقع أن يبلغ حجم القفازات المنتجة في ماليزيا هذا العام 220 مليارا، وهذه الكمية لا تكفي لتلبية الاحتياجات العالمية التي قد تصل إلى 330 مليارا، وفق ما حذر منه الاتحاد في حزيران (يونيو) الماضي، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تستمر هذه المشكلة حتى 2021.
وتقدم شركة "توب جلوف" الماليزية نفسها على أنها أكبر منتج في العالم، وكشفت أن الطلب على قفازاتها ارتفع بشكل سريع من 4.5 مليار شهريا قبل الجائحة إلى ما بين 11 و12 مليارا. ويقول ليم وي شاي المدير العام للشركة، إن الإقبال الكبير على القفازات أدى إلى إطالة فترات الانتظار قبل حصول الزبائن على الطلبيات، حيث تصل أحيانا إلى 590 يوما، في مقابل 30 إلى 40 يوما قبل الأزمة.
وما زاد الأمور تعقيدا أن الولايات المتحدة حظرت أخيرا استيراد القفازات من مصنعين للشركة، تشتبه واشنطن في أنهما يفرضان العمل القسري على موظفيهما.
ومن الطبيعي أن يؤدي الطلب القوي وتركز الإنتاج إلى تعزيز المضاربات بين الشركات العالمية، كما حصل فيما يتعلق بالكمامات قبل أشهر. وقال سيباستيان لونوبل من "شيلد سيانتيفيك"، إن "التفاوض على المواد الأولية يمكن أن يحصل ثلاث أو أربع مرات قبل الوصول إلى المصنع، وتواجهنا زيادة 80 في المائة في تكاليف الإنتاج".
أما شركة "روستينج" الفرنسية التي كانت قبل الجائحة تسوق نوعين من القفازات القابلة للاستعمال مرة واحدة، إضافة إلى مجموعة القفازات التقنية التي تنتجها، فأشارت إلى أن مزودها بالمواد الأولية أبلغها في حزيران (يونيو) الماضي بأسعار تضاعفت ما بين مرتين وعشر مرات، عما كانت عليه قبل كوفيد – 19.
وأفادت "توب جلوف" بدورها بأن أسعارها تصحح لكي تعكس الطلب القوي في السوق، مشيرة أيضا إلى صعوبة في الحصول على المواد الأولية. ويشكل ارتفاع الأسعار تكلفة إضافية لا يستهان بها على الجهات التي تستهلك القفازات، ولتأمين احتياجات القطاع الطبي، بادرت بعض الدول إلى طلبيات ضخمة، فوزارة الصحة الفرنسية مثلا أشارت في نهاية آب (أغسطس) إلى أنها طلبت نحو 400 مليون زوج من القفازات، وأن سقفا للأسعار قد يحدد. أما ألمانيا، فوقعت عقدا للحصول على نحو 340 مليون زوج قفازات قابلة للاستخدام مرة واحدة.

الأكثر قراءة