الطاقة- النفط

أسعار النفط تحت ضغوط تباطؤ التعافي الاقتصادي العالمي وتسارع إصابات كورونا

أسعار النفط تحت ضغوط تباطؤ التعافي الاقتصادي العالمي وتسارع إصابات كورونا

مؤشرات جيدة على نجاح خطة أوبك+ في امتصاص فائض المخزونات التي تمثل عقبة أمام تعافي الأسواق.

توقع مختصون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد ختام الأسبوع الماضي على خسائر بلغت 3 في المائة لخام برنت و2 في المائة للخام الامريكي، وذلك بسبب ارتفاع وتيرة الإصابات الجديدة بفيروس كورونا وتجدد المخاوف من ركود الاقتصاد العالمي.
وأوضح لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون، أن انخفاض أسعار النفط الخام في الأسبوع الماضي جاء على الرغم من جهود "أوبك +" لتشديد المعروض، ورغم تحسن بيانات المخزونات النفطية، ويرجع ذلك إلى صعود الدولار والمخاوف المتزايدة من أن موجة أخرى من جائحة فيروس كورونا ستؤدي إلى تشديد إجراءات الإغلاق وزيادة خنق الطلب على النفط الخام.
وذكر المختصون أن حالة عدم اليقين في الصناعة أدت إلى تراجع أسعار العقود الآجلة في نيويورك 2.1 في المائة، خلال الأسبوع، خاصة في ضوء مستجدات تشير إلى عودة وفرة المعروض، حيث رصد تجار النفط زيادة حادة في الصادرات العراقية للشهر المقبل، كما أظهر الإنتاج النفطي في ليبيا بوادر ارتفاع هذا الأسبوع.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة، إن ضغوط الجائحة تتنامي في السوق، ما يرجح معه استمرار حالة التقلبات والتذبذبات السعرية المتلاحقة، لافتا إلى اتساع المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي المتباطئ، مشيرا إلى تطلع العالم إلى التوصل إلى لقاح موثوق، ما سيؤدى إلى إعادة فتح واسعة النطاق وزيادة كبيرة في حركة السفر، حيث يأمل الجميع في تعافي الطلب وارتفاع الأسعار.
وأوضح أن طول أمد الوباء يعوق حدوث انتعاش حقيقي ومستقر في مستويات استهلاك النفط الخام وموارد الطاقة الأخرى كلها، لكن في المقابل نجد توقعات إيجابية لبنك جولدمان ساكس، تشير إلى أن استهلاك النفط حاليا يزيد قليلا على 93 مليون برميل يوميا، وقد يرتفع 1.8 مليون يوميا حتى نهاية العام الجاري.
ويرى دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، أن الاستقرار يغيب بشدة عن سوق النفط المضطربة، رغم أن كثيرين يعتقدون أن الجزء الأكبر من تأثير الجائحة المدمر على الطلب، الذي ظهر في أبريل الماضي، قد تم تجاوزه، مشددا على ضرورة المحافظة على ثبات واستقرار اتفاق "أوبك +"، لأنه الضمانة لعدم حدوث انهيار جديد في السوق، كأفضل آلية للحد من عودة وفرة المعروض من النفط الخام لمنع انخفاض وتدهور الأسعار.
وأشار إلى أن كبار المنتجين نجحوا حتى الآن في زيادة التنسيق بينهم والسيطرة على تضخم الإمدادات لتعزيز استعادة السوق حالة التوازن والاستقرار، لافتا إلى أن السعودية وروسيا نجحتا في قيادة التزام المنتجين، وخفضتا إنتاجهما بشكل كبير، ما أدى إلى استنزاف المخزونات في البحر وتقليل تدفق الشحنات إلى الأسواق الدولية.
من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص بالشؤون القانونية للطاقة، إن كبار المنتجين ليس أمامهم خيارات كثيرة لدعم التوازن في السوق، وهناك تركيز على زيادة قيود الإنتاج من أجل دعم الأسعار المتوترة صعودا وهبوطا، مشيرا إلى أن روسيا، وهي أكبر المنتجين من خارج "أوبك"، ستشحن كميات من خام الأورال الرئيس من موانئها الغربية الشهر المقبل على نحو أقل بكثير من المستوى المعتاد، وذلك في إطار جهود تعزيز التزام التعاون مع تحالف "أوبك +"، من خلال المحافظة على قيود الإنتاج.
وأشار إلى أن جهود تقليص المعروض النفطي قد تكتسب زخما جديدا إذا حدث إضراب محتمل في النرويج، ما يهدد بخسارة أكثر من خمس إجمالي إنتاجها من النفط والغاز، وذلك في حالة فشل الشركات والنقابات العمالية في التوصل إلى اتفاق بشأن الأجور في الأسبوع المقبل، كما تدعم السوق أيضا توقعات لمجموعة "فيتول"، ترجح استمرار انخفاض مخزونات النفط العالمية لبقية العام.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص بشؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، إن هناك مؤشرات جيدة على نجاح خطة "أوبك +" في امتصاص فائض المخزونات، حيث إنها تعد العبء الأكبر على السوق، وهي التي تحول دون تعافي الأسعار، لافتة إلى أن تقارير دولية، تشير إلى أن مخزونات العالم من النفط تضاءلت بنحو 300 مليون برميل منذ أن بلغت ذروتها عند 1.2 مليار برميل في بداية أشهر الصيف، موضحة أنه من المتوقع أن تنخفض بنحو 250 مليونا إلى 300 مليون برميل أخرى في الربع الأخير من العام الجاري.
وأضافت أن توتر الأوضاع في السوق بسبب إصابات الجائحة ما زال مستمرا، حيث من المتوقع أن تعافي الطلب سيكون غير منتظم في الأشهر المقبلة، خاصة أن استهلاك وقود الطائرات ما زال ضعيفا، حيث لم يتعاف قطاع الطيران في ظل الوضع المتأزم للجائحة في أغلب دول العالم، لكن الآمال في حدوث التعافي التدريجي ما زالت باقية.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، في ختام الأسبوع الماضي، نزل النفط الجمعة، مسجلا انخفاضا أسبوعيا بأكثر من 2 في المائة، إذ ارتفعت وتيرة الإصابة بكوفيد - 19 في أنحاء العالم، في حين تتجه إمدادات النفط إلى الزيادة في الأسابيع المقبلة.
وجرت تسوية برنت عند 41.92 دولار للبرميل، بزيادة سنتين، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ستة سنتات إلى 40.25 دولار للبرميل، وعلى أساس أسبوعي، خسر برنت 2.9 في المائة، وفقد غرب تكساس الوسيط 2.1 في المائة.
وفي الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، يزيد معدل الإصابات في الغرب الأوسط، فيما تدرس مدينة نيويوروك، التي كانت الأكثر تضررا في فصل الربيع، وتجديد إجراءات الإغلاق.
وشهدت البلاد وفاة أكثر من 200 ألف شخص جراء الفيروس، وما زال الطلب على الوقود في الولايات المتحدة في حالة ركود، إذ تقيد الجائحة السفر وتقوض تعافي الاقتصاد.
وانخفض متوسط الطلب على البنزين في أربعة أسابيع 9 في المائة، عن مستواه قبل عام. وفي أجزاء أخرى من العالم، تبلغ الزيادات اليومية للإصابات بالفيروس مستوى قياسيا، وتفرض قيود جديدة، ما سيقيد على الأرجح السفر.
في غضون ذلك، يهدد دخول مزيد من النفط الخام السوق العالمية بزيادة المعروض وتقليص الأسعار. وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، إن عدد حفارات النفط والغاز الأمريكية ارتفع 6 إلى 261 في الأسبوع المنتهي في 25 أيلول (سبتمبر).
وفي الآونة الأخيرة، زادت ليبيا إنتاجها، واستأجرت شركة شل مؤقتا، أول ناقلة خام يجري تحميلها في مرفأ الزويتينة الليبي منذ كانون الثاني (يناير).
وفي الوقت ذاته، أفادت ثلاثة تقييمات مبنية على بيانات تتبع ناقلات، أن صادرات النفط الإيرانية ارتفعت بشكل كبير في أيلول (سبتمبر) في تحد لعقوبات أمريكية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط