بعد 5 أسابيع .. منصة «مدرستي» والتعليم عن بعد يتجاوزان مرحلة الخطر
بعد نحو خمسة أسابيع من بدء العام الدراسي الجديد الذي حل مختلفا بسبب جائحة كورونا، وذلك باستبدال حضور الطلاب والطالبات لمدارسهم إلى الحضور الافتراضي عبر منصات إلكترونية وحلول بديلة جلبتها وزارة التعليم لضمان سير العملية التعليمية.
ورغم حداثة التجربة التي أقرتها الوزارة لهذا العام عبر منصة "مدرستي" وقنوات عين التعليمية، إلا أن مختصين في التعليم وأولياء أمور خلال حديثهم لـ"الاقتصادية" يرون التجربة تتجه إلى النجاح، وأسهمت في المحافظة على الرحلة التعليمية والتغلب على الظروف.
وقال الدكتور عبدالملك الزعبي إخصائي تربوي، إن التعليم عن بعد عد قرارا مصيريا اتخذته الوزارة بكل شجاعة لنقل ملايين الطلاب والمعلمين إلى منصة تعليمية افتراضية موحدة تسهم في استمرارية العملية التعليمية بشراكة ناجحة مع الأسرة.
وأضاف الزعبي أن الحلول الإلكترونية التي لجأت إليها الوزارة، ورغم صعوبة البدايات إلا أنها مع مرور الوقت بدأت تتحسن ويستوعبها الطلاب وأسرهم.
وشاركه الرأي سالم الشهري مختص في التعليم والتدريب، وأكد أن ثقافة التعليم عن بعد بدأت التغير عما كانت عليه قبل الجائحة، عادا تجربة الوزارة عبر منصة مدرستي بدأت في النضج.
وأشاد الشهري بالتجارب المتميزة لعدد من المعلمين والمعلمات في تفعيل منصة مدرستي وتذليل الصعوبات التي تواجهه الطلاب وأسرهم للتعامل معها.
من جانبه، أوضح إبراهيم المجري أحد أولياء الأمور، أنه لقي وأبناؤه بعض الصعوبات في بداية التعرف على منصة مدرستي خاصة الأيام الأولى من بداية العام الدراسي، إلا أنها تلاشت مع مرور الوقت.
ويرى المجري أهمية الاستمرار في التعلم عن بعد وتطوير منصة مدرستي للأفضل لتكون خيارا دائما للطلاب والطالبات حتى بعد الجائحة.
ويتفق معه إبراهيم الطريف ولي أمر، ويؤكد أنه يجب استمرار المنصة حتى بعد زوال الجائحة، وتكون أحد الخيارات لأولياء الأمور، خاصة مع تعليق الدراسة وظروف تقلبات الأجواء.
إلى ذلك أكدت وزارة التعليم أهمية دور الأسرة وأولياء الأمور في تقديم الدعم لأبنائهم وبناتهم، من خلال تهيئة الأجواء المناسبة لهم داخل المنزل، وتحفيزهم ومتابعة أدائهم في منصة مدرستي.
وأكملت وزارة التعليم جميع استعداداتها وخططها التعليمية، من خلال توفير جميع الكتب الدراسية وضمان آلية توزيعها للطلاب والطالبات وفق إجراءات احترازية داخل المدرسة، إلى جانب تهيئة "منصة مدرستي" للتعليم عن بعد، متضمنة جميع الأدلة الاسترشادية للاستخدام من قبل الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، والمعلمين والمعلمات، وقادة المدارس والمشرفين التربويين.
وهيأت الوزارة 23 قناة تعليمية "عين الفضائية" لبث الدروس وفق جدول دراسي، من بينها ثلاث قنوات للتربية الخاصة، وأرشفتها في "يوتيوب" للرجوع إليها في أي وقت، حيث يمكن للطالب الذي لا يتوافر لديه جهاز ذكي أو خدمة إنترنت تلقي دروسه من خلال قنوات عين.
ويستفيد من منصة مدرستي أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة في أكثر من 250 ألف فصل افتراضي يومي، إلى جانب 525 ألف معلم ومعلمة وأولياء الأمور وقادة المدارس والمشرفين التربويين، حيث يتفاعلون في رحلة تعليمية متعددة المسارات، والمهام، والأدوار.
وتبدأ رحلة الطالب في منصة مدرستي بالدخول للمنصة، والاستماع للنشيد الوطني، وإجراء التمارين الرياضية الخفيفة، ثم استعراض الجدول الدراسي، والدخول للفصل الافتراضي مع المعلم، والتفاعل معه من خلال تحضيره، وأثناء عملية الشرح، وإعداد التكليفات والاختبارات، إلى جانب الاستفادة من المحتوى الرقمي لإثراء معارفه ومهاراته عبر سلسلة من الفيديوهات والأسئلة المتنوعة.
وشددت الوزارة على أن المدرسة تعد الداعم الفني الأول للطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، من خلال حل أي مشكلة تقنية تواجههم في الدخول واستخدام منصة مدرستي، كما يسهم المعلمون والمعلمات في تقديم الدعم الفني أثناء دخول طلابهم وطالباتهم للمنصة.