سباكس .. مدخل جانبي إلى الأسواق العامة
الطفرة القياسية في شركات الشيكات على بياض في الولايات المتحدة أدت إلى زيادة المنافسة في البحث عن أهداف للاستحواذ.
شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، أو ما يعرف بـ"سباكس"Spacs ، جمعت 51.3 مليار دولار في الولايات المتحدة هذا العام، وهو أعلى مبلغ مسجل ـ يعادل تقريبا نصف 111.6 مليار دولار تم جمعها في العروض العامة الأولية، وفقا لمزودة البيانات "ريفينتيف". وبذلك تكون شركات سباكس قد جمعت في 2020 أكثر مما جمعته خلال الأعوام العشرة الماضية مجتمعة.
شركات سباكس تجمع رأس المال الاستثماري من خلال الإدراج في البورصة، ثم تبحث عن شركة يتم الاندماج معها، ما يوفر بابا جانبيا إلى الأسواق العامة مقارنة بالطرح العام الأولي التقليدي. وفي إجراء وقائي، لدى شركات سباكس عموما سقف زمني - عادة ما يكون عامين - لإيجاد صفقة قبل إعادة الأموال إلى المساهمين، الذين يحق لهم أيضا خيار التصويت ضد الاندماج المقترح.
بعض الشركات الخاصة اختارت التفاوض مع شركات سباكس لأن هذه العملية يمكن أن تقلل شهورا يستغرقها استكمال عملية الاكتتاب العام الأولي التقليدي. يمكن أن يستغرق الاندماج بين شركة ما وشركة سباك نحو أربعة إلى ستة أشهر حتى يكتمل، مقارنة بعملية اكتتاب عام تقليدية يمكن أن تستمر من 12 إلى 18 شهرا أو أكثر.
التفاوض مع شركة سباك يتيح أيضا للشركة التي تناقش موضوع الاندماج الحصول على صورة واضحة حول تقييمها قبل أن تتحول إلى شركة عامة، وهو ما قد يكون جذابا في الأسواق المتقلبة. في الاكتتاب العام الأولي، يتم تحديد التقييم قبل يوم واحد فقط من الإدراج ويعتمد على أحكام المصرفيين الاستثماريين والمستشارين الآخرين.
يأتي الانبثاق الكثيف لشركات سباكس في وقت يعكف فيه مديرو الأموال الآخرون على جمع رأسمال استثماري بمليارات الدولارات، ما دفع ما يسمى "المسحوق الجاف" - رأس المال الذي تم التعهد به لشركات الأسهم الخاصة وشركات رأس المال المغامر، للاستحواذ على الشركات الخاصة - إلى مستوى قياسي. وبأخذها مجتمعة، تواجه شركات سباكس ضغوطا أكبر من أي وقت مضى لتأمين هدف، وفقا لمصرفيين ومحامين.
قال بول تروب، محامي في شركة روبز آند جراي، عمل على بعض أكبر الصفقات هذا العام: "كانت هناك زيادة كبيرة في النشاط عند النهاية الأمامية، لذلك يجب أن تكون هناك زيادة في نشاط (الاندماج)".
أضاف: "يتطلب ذلك المراقبة على مدار 12 18 شهرا مقبلة لمعرفة عدد شركات سباكس التي تحولت إلى شركات عامة في الأشهر الستة الماضية، القادرة على أن تنفذ بنجاح عملية دمج إيجابية".
يتضاعف التحدي الذي تواجهه شركات سباكس هذا العام من قبل الشركات التي تم إدراجها في العامين الماضيين، والتي لا تزال تبحث عن صفقة. شركات سباكس الـ124 التي أطلقت هذا العام، التي لم توافق بعد على الاندماج مع شركة خاصة، تنضم إلى 27 شركة من 2019 لا تزال تبحث عن شركات، وفقا لبيانات من شركة دي لوجيك. أظهر تحليل بيانات أنه بالنسبة لشركات سباكس المدرجة في 2018، استغرق الأمر نحو 14 شهرا في المتوسط للإعلان عن صفقة.
ليس كل صانعي الصفقات يجلسون مكتوفي الأيدي على الهامش. شامات باليهابيتيا، مدير تنفيذي سابق في "فيسبوك" ومستثمر في رأس المال المغامر، يقف وراء شركتي سباكس تم إدراجهما في نيسان (أبريل) وأعلنت كلتاهما عن عملية استحواذ. سيتم دمج شركة سوشل كابيتال هيدوسوفيا 2 و3، على التوالي، مع شركة أوبندر لابس، وهي شركة تكنولوجيا، وشركة كلوفير هيلث التي تستخدم تحليل البيانات لخفض تكاليف الرعاية الصحية، وهما اثنتان من أكبر صفقات العام. اندمجت أول شركة سباكس لباليهابيتيا مع "فيرجين جالاكتيك"، شركة السفر الفضائي التابعة لريتشارد برانسون، العام الماضي.
نظرا لأن شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة أصبحت أكثر شيوعا، فهي تجذب مجموعة أوسع من المستثمرين، والجهات الراعية، والشركات المستهدفة.
قالت ميشيل جاساواي، الشريكة في شركة سكادين أربس للمحاماة: "لقد رأينا كثيرا من العملاء الذين كانوا يفكرون في اكتتاب عام أولي تقليدي يفكرون الآن في مسار مزدوج. كان من الشائع لأعوام التفكير في عمليات الاندماج والاستحواذ جنبا إلى جنب مع الاكتتاب العام، لكنهم الآن يفكرون في شركة سباكس إلى جانب الاكتتاب العام".
الولايات المتحدة تمثل 99 في المائة من الأموال التي تم جمعها في شركات سباكس على مستوى العالم هذا العام، لكن الشعبية الجديدة قد تظهر قريبا في الخارج. اكتسبت شركات سباكس بعض الشعبية خارج الولايات المتحدة، لكن إحدى الصفقات البارزة تؤكد مخاطر شركات سباكس وأهمية العناية الواجبة قبل إتمام الصفقة: انضمت "وايركارد"، شركة التكنولوجيا المالية الألمانية التي تم الكشف عن عمليات احتيال فيها، إلى الأسواق العامة بعد الاندماج مع شركة سباكس.
يتوقع مصرفيون استثماريون ومحامون يعملون على الصفقات أن تصبح شركات سباكس الدعامة الأساسية لأسواق أسهم رأس المال.
قال بينيت شاتشر، مصرفي في مورجان ستانلي متخصص في شركات سباكس: "جمع الأموال عمل عالمي. عندما يرى المصدرون في الخارج مقدار رأس المال الذي يتم جمعه ونشره في الولايات المتحدة، من الطبيعي جد أن يتساءلوا: ’كيف لنا جلب هذه التكنولوجيا (...)ونشرها محليا؟‘".
لم يشمل العام إصدارا قياسيا فحسب، بل شهد أيضا أكبر اندماج بين شركة سباكس ومجموعة خاصة. في الشهر الماضي، اندمجت شركة يونايتد هول سيل مورقج United Wholesale Mortgage مع شركة سباكس تبلغ قيمتها 425 مليون دولار في صفقة قدرت الشركة بـ16 مليار دولار.
"في الوقت الذي تكبر فيه شركات سباكس (...) تكبر الصفقات"، حسبما قالت جاساواي. "هذا اتجاه رأيناه لبعض الوقت، خصوصا هذا العام، مع زيادة عدد شركات سباكس".