الذهب مرشح للارتفاع إلى 2050 دولارا
تراجعت أسعار الذهب أمس بعد أن بلغت أعلى مستوى في ثمانية أسابيع، في الوقت الذي تعافى فيه الدولار من أدنى مستوى في عدة أعوام، رغم تراجعه، قبيل انتخابات إعادة لمجلس الشيوخ الأمريكي في جورجيا ستحدد المسار المستقبلي للتحفيز المالي في أكبر اقتصاد في العالم ومن ثم أسعار الدولار والذهب.
ورغم ذلك، ما زال اتجاه الذهب صعوديا مع ارتفاع توقعات التضخم، إذ قال كونال شاه رئيس الأبحاث لدى "نيرمال بانج" للسلع الأولية في مومباي "إن تبني مجلس الاحتياطي لهجة تميل إلى التيسير النقدي وضعف الدولار سيدفعان الذهب صوب 2000 - 2050 دولارا هذا العام".
وبحسب "رويترز"، تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1939.79 دولار للأوقية "الأونصة" بحلول الساعة 05:29 بتوقيت جرينتش بعد أن بلغ أعلى مستوى منذ التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) عند 1945.26 دولار في وقت سابق من الجلسة، بينما هبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1944.10 دولار.
وقفز المعدن الأصفر ما يصل إلى 2.5 في المائة أمس الأول بعد أن نزل الدولار إلى أدنى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2018، لكن العملة الأمريكية تعافت منذ ذلك الحين.
ستحدد انتخابات الإعادة المزدوجة في جورجيا الحزب الذي سيتحكم في مجلس الشيوخ الأمريكي. ويُنظر إلى فوز الديمقراطيين على أنه سيعزز التحفيز.
ودخلت إنجلترا في عزل عام جديد على المستوى الوطني لاحتواء ارتفاع في حالات الإصابة بكوفيد - 19، بينما سجلت نيويورك أول حالة إصابة بالسلالة الأكثر عدوى من فيروس كورونا.
ومن المقرر صدور آخر محضر اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" في وقت لاحق اليوم.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.1 في المائة إلى 27.24 دولار، وفقد البلاتين 0.9 في المائة إلى 1060.47 دولار، وزاد البلاديوم 0.3 في المائة إلى 2380.10 دولار.
يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه حيازات المستثمرين من الذهب في شركة "البورصة الألمانية" على نحو طفيف بعد الارتفاع القياسي الذي سجلته في النصف الأول من عام 2020.
وأعلنت البورصة أمس أنه في نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بلغ حجم الحيازات 216.9 طن، لكنها لا تزال أعلى من حجم حيازات الذهب في الشركة مقارنة ببداية عام 2020 بمقدار 13.7 طن، بحسب "الألمانية".
وحتى 30 حزيران (يونيو) 2020، سجلت حيازات الذهب قيمة قياسية قدرها 221.7 طن. ونتيجة لذلك، استخدم بعض المستثمرين ارتفاع أسعار الذهب في غضون ذلك لجني الأرباح أو تحويل الأموال إلى أسهم. وفي تموز (يوليو)، تجاوز سعر الذهب مستواه القياسي الذي سجله قبل نحو عقد، حيث بلغ سعر الأوقية الترويسية "31.1 جرام" 1944.71 دولار .
ويضاف الذهب الجديد دائما إلى ممتلكات شركة "البورصة الألمانية" عندما يشتري المستثمرون ما يعرف باسم سندات الذهب "إكسترا". ويتم إيداع جرام من المعدن الثمين عن كل سهم. وفي نهاية العام الماضي بلغ إجمالي قيمة حيازات الذهب في الشركة 10.7 مليار يورو.
و"بورصة شتوتجارت" تقدم أيضا ورقة مالية متداولة في البورصة على أساس الذهب تحت اسم Euwax Gold.
ويعد المعدن الثمين ملاذا آمنا للمستثمرين في الأوقات المضطربة، كذلك في ظل ضعف عائدات حسابات التوفير أو حسابات العائد اليومي بسبب أسعار الفائدة المنخفضة للغاية، لذلك فإن الاستثمارات في الذهب، التي لا تجلب فوائد أو أرباحا، تعد رغم ذلك جذابة للمدخرين.
إلى ذلك، نزل الدولار أمام سلة من العملات الرئيسة أمس بعدما رفعت الصين سعر الصرف الرسمي لليوان إلى أعلى مستوى في 30 شهرا، ما دعم الطلب على عملات أخرى.
وحدد بنك الصين المركزي نقطة المنتصف الرسمية لليوان عند 6.4760 مقابل الدولار قبل فتح السوق، بحسب "رويترز".
وفي تعاملات السوق الخارجية، ارتفع اليوان إلى 6.4419 لأول مرة منذ حزيران (يونيو) 2018. وكان قد بدأ الأسبوع عند 6.4944.
وقال راي اتريل استراتيجي الصرف الأجنبي في "ناشونال أستراليا بنك" في سيدني "إذا ارتفعت العملة الصينية فإنها تقدم قدرا من الدعم للعملات الآسيوية بصفة عامة، وأعتقد أنه السبب وراء عكس الدولار جزئيا المكاسب التي شهدناها أثناء جلسة وول ستريت".
وأضاف "هذا تحرك كبير بأي معيار تاريخي، أعتقد أنه لا يمكن تجاهل ذلك".
ونزل مؤشر الدولار 0.2 في المائة إلى 89.731. وكان قد تراجع إلى 89.415 أمس الأول لأول مرة منذ نيسان (أبريل) 2018 لكنه أغلق مرتفعا 0.1 في المائة بعد هبوط الأسهم الأمريكية.
وقفز الدولار الأسترالي، وهو مقياس للإقبال على المخاطرة يميل إلى الاقتداء باليوان 0.7 في المائة إلى 77.18 سنت أمريكي خلال التعاملات في لندن مقتربا من أعلى مستوى في عامين ونصف العام عند 77.43 سنت الذي لامسه في آخر أيام 2020.
ونزل الدولار 0.3 في المائة إلى 102.86 ين وكان قد هبط إلى 102.715 ين أمس الأول لأول مرة منذ آذار (مارس).
وصعد اليورو 0.2 في المائة إلى 1.22765 دولار بعدما بلغ 1.231 دولار أمس الأول وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2018. وكسب الجنيه الاسترليني 0.1 في المائة إلى 1.3573 دولار.