2.7 تريليون دولار أحجام تداول العملات المشفرة .. ارتفعت 17 %

2.7 تريليون دولار أحجام تداول العملات المشفرة .. ارتفعت 17 %
أحجام التداول بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق في يوم 23 فبراير.

ارتفعت أحجام تداول العملات المشفرة 17 في المائة خلال الشهر الماضي في أعقاب استثمار "تسلا" 1.5 مليار دولار في "بيتكوين"، فيما استحوذت البورصات الأكبر حجما على نصيب آخذ في التنامي من إجمالي حجم التداولات، وفقا لما أظهرته بيانات أمس.
وبحسب "رويترز"، قالت كريبتو كومبير للأبحاث "إن أحجام التداولات قفزت إلى 2.7 تريليون دولار في شباط (فبراير)، وزادت الأحجام في البورصات الرئيسة ما يزيد على 35 في المائة إلى 2.4 تريليون دولار". وشهدت التداولات في البورصات الأصغر حجما تراجعا 36 في المائة إلى 381 مليار دولار، بما يشير إلى تنامي ترسخ التداول في البورصات الأكبر.
وأضافت أن "أحجام التداول بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق في يوم 23 شباط (فبراير)، إذ سجلت 159.9 مليار دولار، وذلك عندما هبطت "بيتكوين" 10 في المائة".
وفي الأسبوع الماضي، كان من اللافت للنظر بالقدر نفسه أن "سيتي بانك" أخبر عملاءه بأن العملة الرقمية وصلت إلى "نقطة تحول" ويمكن أن تصبح يوما ما "العملة المفضلة للتجارة الدولية".
هذا يشير إلى مستويات الاحتفال المتوقعة من عشاق "بيتكوين"، والذهول أو الرعب من الآخرين تقريبا. مع ذلك، يبدو أن منتقدي العملة المشفرة والمعجبين بها يتفقون على شيء واحد، "بيتكوين" تأخذ التمويل إلى عالم التجارب التكنولوجية الجريئة في القرن الـ21.
وتعتمد "بيتكوين" على الثقة المنتشرة بين جمهرة من الناس. على الرغم من أن الشفرة الحاسوبية قد تبدو غير شخصية وبعيدة عن التدخل البشري التعسفي، إلا أن النظام يعمل فقط إذا وثق الأشخاص في قدسية تلك الشفرة الحاسوبية. إذا تعطل ذلك النظام في أي وقت - مثلا بسبب اختراق إلكتروني أو تغيير في القواعد - فستحصل عملة "بيتكوين" على قيمة أقل.
لا يوجد ما يشير إلى انهيار الثقة بـ"بلوكتشين". في الواقع، تدعي الملاحظة الأخيرة الصادرة من "سيتي" عكس ذلك. تتمثل النقطة الأساسية في أن أي شخص يراهن على العملة لا يعبر فقط عن ثقته بالخوارزميات، بل بنمط معين من الثقة أيضا "أي أن الشفرة الحاسوبية هذه تعني شيئا".
هذا لا يجعل "بيتكوين" غير صالحة أو أن "بلوكتشين" عديمة الفائدة. فقبل كل شيء، العملات الرئيسة التي تعتمد عليها حياتنا تعتمد أيضا على معايير اجتماعية ضعيفة في بعض الأحيان. أحد الطرق لتأطير المنافسة بين "بيتكوين" والعملات الورقية هي معركة القواعد، والثقة المنتشرة مقابل الثقة الهرمية.
ولعدة ساعات من الأربعاء الماضي، كانت الخدمات الرقمية التي يستخدمها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتسوية التحويلات بين البنوك، غير متصلة بالإنترنت، بسبب "خطأ تشغيلي". انتقد حاملو "بيتكوين" موثوقية شبكة المدفوعات الخاصة بالعملات المشفرة. أظهر زاك برينس، الرئيس التنفيذي لشركة بلوك فاي، وهي شركة إقراض للعملات المشفرة، مزيدا من ضبط النفس، مشيرا عبر تغريدة على "تويتر" إلى أن المدفوعات عبر نظام التشفير بالكاد "تستمر في العمل بشكل طبيعي".
إحدى الحجج المؤيدة لشراء عملة "بيتكوين" والاحتفاظ بها هي أن العملات المشفرة ستحل في النهاية محل البنوك نفسها، لأنه لن تكون هناك حاجة إلى خدماتها لتخزين الأموال وتحويلها. وهذا بدوره سيجعل عملة "بيتكوين" ذات قيمة كبيرة، بحيث إنها ستحل محل الدولار، ما يترك أولئك الذين لديهم "بيتكوين" هم الذين في حوزتهم الأموال الحقيقية الوحيدة.
الاحتفاظ بأي أصل على أمل أن يصبح مالا هو بالتأكيد استراتيجية استثمار طويلة الأجل، لكنه يظهر أيضا فهما خاطئا لكيفية عمل الدولارات، ومن يصنعها الآن. معظم ما يعمل حاليا في شكل أموال في الولايات المتحدة وأي اقتصاد متطور لا يأتي من الحكومة، إنه يأتي من البنوك التجارية. البنوك لا تحتفظ بالمال أو تتولى تحويله فقط، بل تصنعه أيضا.

الأكثر قراءة