4 طرق لتداول العملة الرقمية المشفرة .. بمخاطر عالية

4 طرق لتداول العملة الرقمية المشفرة .. بمخاطر عالية
4 طرق لتداول العملة الرقمية المشفرة .. بمخاطر عالية
4 طرق لتداول العملة الرقمية المشفرة .. بمخاطر عالية
4 طرق لتداول العملة الرقمية المشفرة .. بمخاطر عالية
4 طرق لتداول العملة الرقمية المشفرة .. بمخاطر عالية

بداية يجب أن ننوه إلى أن التعامل بالعملة الرقمية المشفرة، مثل بيتكوين وإيثيريوم ولايت كوين وغيرها، ينطوي على مخاطر عالية، لحداثتها من جهة ولعدم وضوح مستقبلها وما ستنتهي إليه من جهة أخرى، ولا سيما أن البنوك المركزية عموما لا تعترف بها. وقد صدر هنا في المملكة تحذير من التعامل بها، سواء من وزارة المالية أو من اللجنة الدائمة للتوعية والتحذير من نشاط المتاجرة بالأوراق المالية في سوق "الفوركس" غير المرخص، لما لتلك التعاملات من عواقب سلبية مختلفة على المتعاملين، ومخاطر عالية كونها خارج نطاق المظلة الرقابية في المملكة.

التحذير من الجهات الرسمية سببه أن هناك عمليات نصب واحتيال تستغل شهرة العملات المشفرة بدعوات لفتح حسابات لديها واستقطاع رسوم وعمولات من حسابات العملاء، أو حتى سرقة الحسابات بشكل كامل. وعلى الرغم من ذلك، بدأت بعض المؤسسات الكبرى تبدي اعترافها بالعملات المشفرة كوسيلة استثمارية بديلة، وقبل أسبوع أعلن بنك سيتي أن بيتكوين ربما تصبح وسيلة الدفع المفضلة للتجارة الدولية. مثل هذه التطورات تجعل بعض المضاربين والمستثمرين يتساءلون عن معقولية الاستمرار بتجاهل بيتكوين، وعدم تضمين شيء من العملات المشفرة في محفظة الشخص الاستثمارية.
هنا سنتحدث عن أربع طرق رئيسة للتعامل مع بيتكوين، وهي: "1" الشراء المباشر، "2" شراء من خلال الأسهم، "3" شراء من خلال العقود المستقبلية، و"4" شراء من خلال عقود الخيارات، لكن قبل ذلك نتطرق لواقع العملات المشفرة.

هل العملات المشفرة حقيقة أم خيال ؟

العملات المشفرة حقيقة ملموسة ومخيفة للبنوك المركزية، لأنها تسحب ميزة كبيرة تتمتع بها البنوك المركزية، ألا وهي طباعة النقود. منذ فك ارتباط الدولار بالذهب، وبالتالي فك ارتباط جميع العملات الدولية عن الذهب، أصبحت العملات الورقية غير مرتبطة بشيء، أو في بعض الحالات مرتبطة بعملة أخرى أقوى منها. وبكل الأحوال، يستطيع أي بنك مركزي القيام برفع كمية النقد في البلاد بقرار سريع لضخ سيولة نقدية في القطاع المصرفي.

لذا، فإن جاذبية العملة الرقمية، وتحديدا بيتكوين دون سواها، هو أنه لا يمكن طرح مزيد منها بعد أن يصل عدد القطع المصدرة إلى 21 مليون قطعة، وبالتالي ستتمتع هذه العملة بندرة غير موجودة، ولا حتى في الذهب. من المعروف أن الذهب تزداد كميته سنويا بنحو 2 في المائة، نتيجة عمليات التنقيب حول العالم. وبحسب وصف صحيفة "فوربز"، فإن كمية الذهب الموجودة في العالم اليوم تغطي تقريبا حجم ثلاثة مسابح أولمبية فقط.

بالمقابل، هناك من يعتقد بأن البنوك المركزية قد تنجح في إطلاق عملة رقمية خاصة بها، وقد تلاقي قبولا من الناس، على الرغم من فقدانها أهم عنصر في العملات المشفرة، وهو اللامركزية.

الطريقة الأولى : تداول العملات بشكل مباشر في سوق العملات الرقمية

يقدر عدد البورصات التي تتعامل بالعملات المشفرة بأكثر من 500 بورصة إلكترونية، بعضها كبيرة ومعروفة، وبعضها جديدة وصغيرة، وبحسب حجم العمليات التي تتم فيها، فأكبر خمس بورصات، بحسب مركز الإحصائيات ستاتيستا، هي "بينانس" و "إتش بي تي سي"، و"هايداكس"، و"ديسداك"، و"زد جي دوت كوم".

ولكن بغض النظر عن حجم البورصة وسمعتها، يجب على من يقرر الشراء المباشر عدم ترك ما يشتريه من عملات في محفظة البورصة، بل يجب أن يحتفظ بها لديه في جهازه أو هاتفه المحمول، أو في قطعة تشفير خاصة معدة لهذا الغرض. كما ذكرنا الأسبوع الماضي عند الحديث عن طريقة عمل بيتكوين من الداخل، بأن المحفظة التي فيها نقود بيتكوين تتكون من مفتاحين، عام وخاص، وأن المفتاح الخاص هو مفتاح سري، يجب أن يبقى مع الشخص ولا يطلع عليه أحدا.

لذا، فإن بعض هذه المنصات، أو البورصات، تقوم بتسجيل النقود المشتراة بمفاتيحها الخاصة وتضيفها إلى حساب الشخص لدى المنصة، لكن بهذه الحالة، فإن النقود المشتراة لا تعد ملكا للشخص، طالما أن عملية الشراء لم تتم باستخدام المفتاح الخاص للشخص.

لذا، فإن الطريقة الصحيحة لشراء العملة المشفرة تتم من خلال إحدى هذه المنصات، لكن باستخدام المفتاح الخاص للشخص، أو بعد إتمام عملية الشراء يقوم الشخص مباشرة بإرسال النقود المشتراة إلى محفظته المشفرة الموصلة بجهازه، كما في الشكل.

الشراء المباشر مكلف لأنه يتطلب رأسمال كاف لشراء العدد المطلوب من العملة، وهذا مناسب لبعض الفئات من المستثمرين، لكن هناك من يبحث عن طرق أخرى لتعظيم الاستفادة من صعود العملة أو هبوطها، باستخدام رافعات مالية معينة، كما سنرى في ما يلي.

الطريقة الثانية : تداول العملات المشفرة عن طريق سوق الأسهم

لا توجد طريقة لشراء بيتكوين كشركة أو أسهم، لكن يوجد عدد من الشركات المدرجة المتعلقة أعمالها بالعملات المشفرة بشكل أو بآخر، وبالذات تلك التي لديها أعمال متعلقة بسلسلة الكتل "بلوك تشين"، وهي تقنية برمجية تزيل الحاجة إلى المركزية في مختلف المجالات، وبشكل عام متفق على أهميتها ومستقبلها الواعد. ويوجد عدد كبير من هذه الشركات في سوق ناسداك، منها شركة رايوت "الرمز RIOT" وشركة مارا "الرمز MARA".

هناك كذلك شركات عريقة لديها تقنيات وأجهزة متعلقة بالعملات المشفرة، وبالذات في أجهزة تعدين العملات وتصنيع المعالجات التي تعمل عليها، مثل شركة إنفيديا وإنتل وأي إم دي، وغيرها.

أقرب وسيلة للاستثمار في العملات المشفرة عن طريق الأسهم وأعلاها جاذبية هي الصناديق المتداولة ETF، حيث يتوقع بعض المطلعين أنه قد يطلق أول صندوق من هذا النوع في أمريكا هذا العام، على الرغم من أن هيئة الأسواق المالية في أمريكا لا تزال تعارض إنشاء صندوق بهذا الشكل. ولكن يوجد صناديق متداولة لبيتكوين في بعض الدول الأوروبية وفي كندا، حيث يوجد صندوقان في كندا، بالرمز BTCC والرمز EBIT.

كيف يعمل الصندوق المتداول لعملة بيتكوين ؟

تقوم الجهة التي تدير صندوق  بيتكوين باقتناء كميات معينة من العملة الرقمية، ومن ثم تقسيمها إلى عدد من الأسهم، ومن ثم تطرح للتداول مثل الأسهم، ويتم شراؤها وبيعها بالدولار، إضافة إلى إمكانية تحويلها إلى بيتكوين مباشرة عن طريق الصندوق، لمن يملك الكمية القياسية القابلة للتحويل.

الطريقة الثالثة : شراء بيتكوين من الأسواق المستقبلية

في سوق العقود المستقبلية في بورصة شيكاغو يمكن شراء عقود بيتكوين، ويمكن كذلك بيعها على المكشوف، بمعنى أنه يمكن المراهنة على صعود العملة أو نزولها، وذلك من خلال عقود BTC، حيث يحتوي العقد الواحد على خمس قطع بيتكوين. ويشترط إيداع مبلغ 94 ألف دولار للعقد الواحد، أي بما أن العقد الواحد خمس قطع بيتكوين، التي قيمتها حاليا نحو 200 ألف دولار، فيجب أن يكون هناك ضمان مالي للعملية بمقدار 94 ألف دولار، وهذا الضمان أعلى بكثير من الضمان المطلوب للسلع المستقبلية الأخرى نتيجة كون المخاطرة في بيتكوين أعلى من غيرها.

يوجد تداول عال نسبيا على عقود بيتكوين المستقبلية، حيث يصل المتوسط إلى نحو ستة آلاف عقد شهريا، أو 30 ألف قطعة، ما يعادل نحو 1.5 مليار دولار، علما بأن التسوية في نهاية مدة العقد تكون بالدولار، وليست بعملة بيتكوين.

الطريقة الرابعة : شراء بيتكوين من سوق عقود الخيارات

أما من لديه الرغبة والمقدرة على المخاطرة بشكل كبير في سبيل تحقيق عائد أعلى بكثير من مجرد ارتفاع سعر العملة، فيمكنه عمل ذلك عن طريق عقود الخيارات على بيتكوين. ولكن مرة أخرى، هذه طريقة لا تناسب معظم الناس، نظرا إلى احتمال خسارة رأس المال المستثمر بشكل كامل، أي أنها علاوة على المخاطرة الموجودة ضمنيا في بيتكوين، هناك مخاطرة أخرى متعلقة بطبيعة عمل عقود الخيارات.

في الجدول المرفق نجد، على سبيل المثال، أنه عند سعر بيتكوين الحالي، البالغ نحو 48 ألف دولار، هناك عقود شراء calls تنتهي في ديسمبر 2021، بسعر تنفيذ 100 ألف دولار معروضة للبيع بسعر 8775 دولارا. بمعنى، أن يقوم الشخص بدفع 8775 دولارا الآن، ومن ثم يبدأ بتحقيق ربح صاف إذا ارتفع سعر بيتكوين لأعلى من 108775 دولارا من الآن حتى نهاية عام 2021. فمثلا، لو ارتفع سعر العملة بعد ستة أشهر إلى 120 ألف دولار، فتكون قيمة حساب الشخص 20 ألف دولار، مقابل تكلفة الشراء بمبلغ 8775 دولار.

أما إذا كان الشخص يرى بأن سعر بيتكوين سينهار بشكل كبير، فيمكنه شراء عقود البيع puts الظاهرة في الجدول، التي يمكن شراء عقود منها بسعر تنفيذ 30 ألف دولار بتكلفة نحو خمسة آلاف دولار، وبالتالي يبدأ بتحقيق الأرباح إذا انخفض سعر العملة لما دون 30 ألف دولار. لاحظ في الجدول أن الفرق بين سعري العرض والطلب كبير جدا، بسبب وجود مراهنات كبيرة على هبوط العملة، وفي مثالنا هنا نفترض أن الشخص يستطيع الشراء فيما بين سعري العرض والطلب.

خاتمة

العملات المشفرة عالية المخاطرة كوسائل استثمارية، لكن هناك قناعات متزايدة حول أهميتها كوسائل دفع مستقبلية، بحيث تستخدم في التجارة عموما، والتجارة الإلكترونية خصوصا، وذلك دون وجود جهة مركزية لإتمام عملية الدفع، وبالتالي بتكاليف أقل مما هو متاح اليوم من خلال المؤسسات المالية.

أما عن كون العملة الرقمية وسيلة استثمار بديلة، فهذه مسألة مثيرة للجدل، حيث هناك من يرى بأن الارتفاعات العالية في أسعار العملات المشفرة ليست إلا مضاربات بهدف اقتناص فرص سريعة لتحقيق أرباح مؤقتة. وبكل الأحوال، هناك عدة طرق للاستفادة من حركة هذه العملات مع تحمل درجات متفاوتة من المخاطرة، وذلك من خلال الشراء المباشر أو من خلال الأسهم والصناديق المتداولة أو من خلال العقود المستقبلية وعقود الخيارات.

سمات

الأكثر قراءة