مبدعون سعوديون يلهمون العالم
كوكبة من الفنانين يشاركون إبداعاتهم في احتفالية "نور الرياض"، نصفهم تقريبا من السعوديين، الذين أضافوا ألقا وضوءا إلى العاصمة.
ومن هؤلاء المبدعين الفنان أحمد ماطر، الطبيب والتشكيلي الذي سجل السبق كأول فنان سعودي يقيم معرضا منفردا في الولايات المتحدة تحت عنوان "مدن رمزية: أعمال أحمد ماطر"، وذلك في معرض آرثر ساكلر التابع لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن عام 2016، وكانت مسيرته حافلة بالمعارض التي توثق حقائق عن المملكة المعاصرة، ويركز على استكشاف الذكريات الجماعية للكشف عن التاريخ غير الرسمي وتسجيله.
لقي ماطر شهرة كبيرة بعد عمله "المغناطيسية"، الذي صممه للمرة الأولى في عام 2008، وبيع في مزاد خيري دولي في نوفمبر الماضي بـ 133 ألف دولار، ويصور بيت الله الحرام بشكل ثلاثي الأبعاد، على شكل مغناطيس وبرادة حديد، تمثل الكعبة والحجاج الذين يطوفون حولها.
كما تشارك في "نور الرياض" الفنانة لولوة الحمود، الحاصلة على عديد من الجوائز، وتحمل الماجستير في الفن من سنترال سانت مارتينز، وتعرض أعمالها مع المجموعات الدائمة في المتاحف والمؤسسات الفنية الدولية، مثل متحف مقاطعة لوس أنجلوس، والمتحف البريطاني في لندن، ومتحف القارات الخمس في ميونيخ، ومتحف جيجو الوطني الكائن في مدينة جيجو في كوريا الجنوبية، ومتحف الصندوق الأخضر للفن المعاصر من المملكة، الذي يقع في أمستردام.
ويكتمل المشهد بمشاركة منال الضويان، إذ تستثمر جهدها منذ فترة طويلة في تحليل العادات المتحيزة ضد المرأة، وأثر ذلك في أحوال النساء في المملكة، وتنبع أعمالها من تجارب اجتماعية كاللقاءات المباشرة مع حالات الظلم الاجتماعي، ومخاض الذاكرة والنسيان، فيما تمنحنا الفنانة التشكيلية مروة المقيط دافعا لرؤية أعمالها، التي تثريها التفاصيل غير المرئية أو غير المألوفة للحياة اليومية.
ومن أبناء المملكة، تشارك الفنانة سارة أبو عبدالله، التي تتحدى من خلال أعمالها فكرة المستحيل، وذلك عن طريق قيامها بتجميع عناصر وروابط غير مترابطة معا، وتحويلها إلى بادرة أمل ومنفذ لسرد جديد باستخدام الفيديو والتركيب والشعر والصور والمحادثات، فيما تتمحور أعمال الفنان أيمن زيداني حول الأشياء والتركيبات متعددة الطبقات، مع إطلاق محاولات إعادة النقاش بشأن العلاقة القائمة بين الإنسان وكل ما هو غير بشري، وبنى أعماله التشكيلية على سلسلة من التجارب التي تتطلع إلى فلسفات مادية جديدة تستكشف فاعلية المادة.
ومن الأحساء، يشارك الفنان محمد الفرج، ويركز اهتمامه على الطبيعة والبيئة، الأمر الذي قاده إلى العمل على استخدام أدوات مختلفة ومتعددة الأبعاد، بما في ذلك الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والكتابة، ومن حائل يشارك الفنان طلال الزيد المتخصص في فن الكتابة على الجدران "الجرافيتي"، وسعيد قمحاوي الرسام والفنان التشكيلي المعروف بتناول التراث الثقافي والقضايا الاجتماعية في أعماله.
وبثيمة الخط العربي والفن الإسلامي، يبدع الفنان والخطاط ناصر السالم، الذي تتمحور أعماله حول الكلمة العربية المكتوبة، وسمحت له خلفيته المعمارية ليقوم بتطوير نهج فريد للخط ويعتمد نهجه على ثلاثة عناصر، هي الكلمة والوسيط والبعد الجمالي، فيما يسرد موقع "نور الرياض" الإلكتروني سيرة ثرية للفنانة دانة عورتاني التي تعيد إحياء الهندسة التقليدية وأنماط التصنيع التاريخية، بالاعتماد على الحرف التقليدية والممارسات الحرفية.
مها ملوح بدورها تستعد بأعمالها التي بدا عليها التأثر بنجد التاريخية، وتراثها الديني والثقافي القوي، إلى جانب الأقمشة المزخرفة الملونة، والعمارة النجدية القديمة، وتركت هذه العناصر مجتمعة أثرا كبيرا في أعمالها الفنية، فيما يطرح الفنان أيمن يسري ديدبان أسئلة حول الوجود والهوية والانتماء والمواضيع المتعلقة بالتراث الثقافي من خلال أعماله الفنية، أما الفنان سليمان السالم، فيتمحور عمله حول البحث والاكتشاف، في محاولة منه للوصول إلى استيعاب جديد لمفهوم "حالة الوجود" وصورتها وما يصاحبها من شعور.
الفنان والشاعر الشاب عبدالله العثمان يشارك برؤيته في الاحتفالية، بعد أن شارك في عدد من المعارض المحلية والعالمية، فرديا أو جماعيا، وكذلك الفنان متعدد الأساليب زمان جاسم، وغالبا ما تثري أعماله مجموعة متنوعة من الرموز والأنماط والعلامات الخطية، وكان قد حصل على جائزة بينالي للفن العربي المعاصر في الكويت.
فيما يتناول الفنان السعودي سلطان بن فهد من خلال رسوماته التجريدية ولوحاته ومنحوتاته وأعماله التركيبية مواضيع ثقافية متعلقة بموطنه، ويسرد القصص والروايات التاريخية باستخدام الفن، كما يشارك في "نور الرياض" الفنان مهند شونو، ونجود السديري الباحثة عن الهوية الشخصية والجماعية المتجذرة في الثقافة السعودية الحضرية المعاصرة، وراشد الشعشعي الذي يسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية واستكشاف الوجود البشري من خلال أعماله الفنية.
على نحو آخر، يشارك الفنان أحمد عنقاوي في "نور الرياض" مستندا إلى خبرة واسعة، فهو المدير المشارك لمؤسسة المكمد الثقافية التي تعمل في مجال الحفاظ على التراث الحجازي وإعادة إحيائه، وعمل في السابق مديرا للبرامج ومدرسا في مركز مدرسة الأمير للفنون التراثية في حي البلد التاريخي في مدينة جدة، كما يعد المؤسس لمركز "زاوية 97"، الذي يعمل على دعم الجهود والمساعي الثقافية في مجالات الفنون والثقافة والتعليم، ويستلهم عنقاوي أعماله من ثقافة منطقة الحجاز، وتمتاز المنطقة بالتنوع الثقافي والغنى الطبيعي، ويتناول في أعماله حالة الإنسان الثقافية مع الاحتفاء بالتراث والبيئة.