ألمانيا تقر ميزانية إضافية تتضمن اقتراضا قياسيا جديدا
أقرت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ميزانية تكميلية ممولة من الدين بقيمة 60 مليار يورو "71 مليار دولار" ترفع الاقتراض الجديد إلى مستوى قياسي يتجاوز 240 مليار يورو العام الجاري.
وتبرز الميزانية المعدلة استعداد برلين لمواصلة الإنفاق الضخم الممول من الاقتراض خلال جائحة كوفيد - 19 فيما يعاني أكبر اقتصاد في أوروبا موجة ثالثة من الإصابات بفيروس كورونا المرتبطة بسلالة أكثر نقلا للعدوى.
ووفقا لـ"رويترز"، ذكر مسؤول حكومي أمس، أن أولاف شولتز وزير المالية اقترح أيضا مسودة ميزانية للعام المقبل تتضمن صافي دين جديد 81.5 مليار يورو وهو ما يعني أن يعلق البرلمان للعام الثالث على التوالي قيودا يفرضها الدستور على الاستدانة. وتعني خطط الدين أن إجمالي اقتراض ألمانيا بسبب الجائحة قد يتجاوز 450 مليار يورو من عام 2020 إلى عام 2022.
إلى ذلك يتوقع معهد البحوث الاقتصادية الألماني "آي دابليو" تراجع الأداء الاقتصادي في ألمانيا خلال العام الحالي بأكمله في ضوء التراجع المنتظر في الربع الأول من هذا العام جراء الإغلاق المرتبط باحتواء جائحة كورونا. ووفقا لـ"الألمانية"، خفض المعهد الآن توقعاته بشأن النمو الاقتصادي في ألمانيا لهذا العام ليصل إلى 3 في المائة، فقط، بعدما توقع الخريف الماضي أن يبلغ 4 في المائة.
وخفض خبراء اقتصاديون آخرون، من بينهم "مجلس حكماء الاقتصاد" الذي يقدم المشورة للحكومة الألمانية، أخيرا أيضا توقعاتهم. وجاء في تقرير توقعات المعهد أمس، أنه من المتوقع أن يعود الأداء الاقتصادي لألمانيا إلى مستويات ما قبل الأزمة بحلول مطلع 2022.
وفي العام الماضي، تراجع الناتج الاقتصادي في أكبر اقتصاد في أوروبا بنسبة 4.9 في المائة، ويلاحظ الخبراء الاقتصاديون تفاوتا متزايدا في الاقتصاد الألماني. فبينما يدعم قطاع التصنيع، الذي يستفيد من الطلب من الصين والولايات المتحدة على وجه الخصوص، الوضع الاقتصادي في ألمانيا، يواجه قطاع الخدمات طريقا مسدودا إلى حد كبير.
وبحسب المعهد، فإن الانتعاش المأمول في النصف الثاني من العام يعتمد على مدى نجاح حملة التطعيم. وقال ميشائيل هوتر مدير المعهد "علينا التطعيم بسرعة لمنع انتكاسات محتملة من خلال الطفرات، إذا حدث إغلاق ثالث طويل، فإن ذلك سيكون بمنزلة انتكاسة باهظة الثمن لرجال الأعمال وتجار التجزئة".
وعقب انتقادات حادة، قررت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التراجع عن قرار تشديد الإغلاق خلال عطلة العيد، والذي تم الاتفاق عليه مع قادة الولايات الثلاثاء الماضي.