صياغة مستقبل البيئة
في تصريحه الذي أدلى به ولي العهد السبت الماضي، قال: إن المملكة مصممة على إحداث تأثير عالمي دائم، من أجل الإسهام في حماية الأرض والطبيعة ومواجهة التغير المناخي. هذا الإعلان يأتي متضمنا مبادرتين، أولاهما: مبادرة السعودية الخضراء، والثانية: مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
من المؤكد أن المملكة تتعامل مع هاتين المبادرتين بمنتهى الجدية، وقد أكد ولي العهد على صعوبة هذا المسار وأهمية الإصرار على المضي فيه، لأنه يمثل أحد أسس التوجهات المستقبلية للمملكة، إذ تسعى بلادنا لتحقيق هاتين المبادرتين من خلال مسارين، المسار الأول المحلي: أساسه عمل دؤوب لترجمة مستهدفات رؤية المملكة 2030، وقد رأينا نواة هذه المبادرة من خلال مشروع الرياض الخضراء. واليوم يتم إعلان المبادرة الأشمل للمملكة بمختلف وجهاتها ومناطقها. المسار الثاني مسار إقليمي ودولي: تسعى المملكة من خلاله لتوفير الضمانات كي يصبح حقيقة، وقد دعت المملكة إلى تجمع إقليمي ينتظم العام المقبل بحضور الشركاء الدوليين لتعزيز المبادرة وإثرائها. هذه الخطوة المهمة تأتي لتتعامل مع التحديات البيئية ومعالجتها، بهدف إسعاد الإنسان وجعل البيئة التي يعيش فيها أكثر جودة. ومن الأمور المبشرة أن المساحة المغطاة بالأشجار ستقفز محليا لتصبح 12 ضعفا. كما أن المناطق المحمية ستصل إلى 30 في المائة من مساحة المملكة، وهذا سيؤدي للحد من الجور على الطبيعة. إن الوعي الذي تقوده المملكة فيما يخص حماية البيئة يمثل خطوة صوب المستقبل، وهذا الأمر ليس عفويا، بل عمل استراتيجي واضح المسار. علينا أن نتذكر أن كل المشاريع السياحية الضخمة التي أطلقتها المملكة تضع مسألة التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة في مقدمة اهتماماتها.
قبل بضعة أيام، تابعنا الجهود التي بذلها فريق مشروع "أمالا" لإنقاذ مجموعة من أشجار السمر المعمرة، التي يصل عمر بعضها إلى 100 عام. هذا في رأيي هو عنوان المرحلة البيئية المقبلة وشعارها.