نحو انتعاش قادر على الصمود «1من 2»
مع اختتام اجتماعات الربيع لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين 2021، شعرت بجدية الجميع بالدعم البالغ والقوي من جميع المساهمين، مجموعة السبع والعشرين ولجنة التنمية، لإجراءات البنك الدولي بشأن المناخ، والديون، واللقاحات، وغير ذلك من الأولويات الإنمائية. فقد تحركت مجموعة البنك الدولي سريعا لمساعدة أكبر عدد ممكن من الدول للاستجابة لجائحة فيروس كورونا.
ورغم سروري بسرعة أنشطة مجموعة البنك الدولي ونطاقها وجودتها، فإنني لا أرى أي تهاون إزاء التحديات التي تنتظرنا. فالوقت قد حان للتحرك على وجه السرعة تجاه الفرص والحلول التي تحقق النمو الاقتصادي المستدام واسع النطاق، وجهودنا الجماعية بشأن الفقر والمناخ وعدم المساواة هي التي ستشكل الخيارات المحددة لعصرنا.
وأود أن أختصر أدناه بعض الأحداث التي أتيحت لي فرصة حضورها أو التحدث فيها.
ناقشت دور مجموعة البنك الدولي في كلمة ألقيتها أمام كلية لندن للاقتصاد حول "بناء انتعاش أخضر شامل وقادر على الصمود" بعد جائحة كورونا، مع التركيز على ثلاثة عناصر أساسية للتصدي لها: المناخ، والديون، وعدم المساواة. وفيما نعمل معا لمواجهة هذه التحديات، نحتاج إلى إيجاد استراتيجيات متكاملة طويلة الأمد تحقق تنمية خضراء شاملة وقادرة على الصمود. وسيكون ذلك عاملا رئيسا في تحقيق انتعاش عالمي دائم وواسع النطاق.
وضمن كلمة أخرى أمام اجتماع الأمم المتحدة ألقيتها بشأن هيكل الديون الدولية والسيولة، حيث انضممت إلى أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، وجاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي، وأندرو هولنيس رئيس وزراء جامايكا، وغيرهم لتسليط الضوء على أهمية الحلول الفعالة لقضية الديون. فتحقيق مستقبل أكثر إيجابية يتطلب تخفيف أعباء الديون التي لا يمكن تحمل أعبائها من أجل تحرير الموارد المالية للصحة والتعليم والمناخ.
وقد أتاح الاجتماع الوزاري المعني بالمناخ والتنمية في مؤتمر الأطراف الـ 26 منبرا جيدا لتسليط الضوء على الإجراءات والخطط المتعلقة بالمناخ التي اتخذتها مجموعة البنك الدولي، وأتوجه بالشكر إلى ألوك شارما رئيس مؤتمر الأطراف الـ 26 والمملكة المتحدة على الدعوة إلى عقد هذا الاجتماع. وكما أشار الرئيس شارما، فإن التحديات المناخية التي يواجهها أشد الناس فقرا وضعفا تمثل "ظلما حارقا". إن مجموعة البنك الدولي تعمل بنشاط باعتبارها أكبر مصدر للتمويل المناخي في العالم النامي، على مساعدة الدول الشريكة على التصدي لتغير المناخ.
وهنا تم الإعلان عن كثير من العناصر الرئيسة لخطة العمل الجديدة بشأن تغير المناخ التي قدمتها مجموعة البنك الدولي إلى مجلس مديرينا التنفيذيين في بداية شهر نيسان (أبريل). إن إدماج المناخ والتنمية هو أمر أساسي لتحقيق هدفينا المتمثلين في الحد من الفقر وتعزيز الرخاء المشترك، وتركز هذه الخطة على تحقيق الأثر في التخفيف والتكيف. وتعمل مجموعة البنك الدولي جاهدة على الدراسات التشخيصية لمساعدة الدول المعنية على تعظيم تأثير التمويل المتعلق بالمناخ.
وسيركز ملتقى رأس المال البشري في البنك الدولي على أهمية الاستثمار في رأس المال البشري من أجل تحقيق انتعاش أخضر شامل وقادر على الصمود. وفي الوقت الذي نعمل فيه على التعافي من الجائحة العالمية، فقد سررت بمناقشة الحاجة إلى الاستثمار في البشر، وتحقيق الفاعلية في الإنفاق، والوصول إلى الحكم الرشيد.
وقد ناقشنا الحاجة الملحة إلى التصدي لتغير المناخ، والحاجة إلى مزيد من المرونة في الانتعاش العالمي، والخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة وصندوق النقد ومجموعة البنك الدوليين استجابة لأزمة جائحة كورونا. خلال أجندة اجتماعي مع جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية، وكريستالينا جورجييفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي وضرورة اتخاذ الإجراءات واسعة النطاق حول الطريق قدما، "نحو مستقبل أخضر شامل وقادر على الصمود"... يتبع.