اصطدام الزخم والقيمة يغير ديناميكية سوق الأسهم

اصطدام الزخم والقيمة يغير ديناميكية سوق الأسهم
متداول في بورصة الأسهم في نيويورك.

قوة الارتفاع الأخير في الأسهم الرخيصة يمكن أن تؤدي إلى تحول نادر في ديناميكيات سوق الأسهم التي يتوقع بعض المستثمرين أنها ستدعم مكاسب الشركات المالية وشركات الطاقة.
خلال معظم العقد الماضي، كان ما يسمى أسهم الزخم في غاية القوة والنشاط، وكانت تحقق مكاسب فوق المكاسب. في الوقت نفسه، تراجعت أسهم "القيمة" غير المحبوبة، ما أدى إلى إحباط جيل من مديري الصناديق الذين صنعوا سمعتهم من إبرام الصفقات في سوق الأسهم.
لكن منذ التطورات الكبيرة في لقاحات فيروس كورونا في تشرين الثاني (نوفمبر)، استفادت أسهم القيمة من حساسيتها العالية للدورات الاقتصادية. الآن، ترتفع بسرعة وباستمرار بشكل كاف لبدء تصنيفها كأسهم زخم أيضا. إنه اتحاد غير مألوف بين اثنين من "العوامل" المتعارضة عادة في السوق يمكن أن يؤدي إلى إرسال مليارات الدولارات التي عادة ما تطارد الاتجاهات، باتجاه أسهم القيمة التي كان يتم تجنبها في السابق.
قال أندرو سليمون، مدير محفظة أعلى في مورجان ستانلي لإدارة الاستثمار، "سيكون هناك تحول كبير في ما سيقع في سلة الزخم". أضاف "تفوق قطاع القيمة على قطاع النمو منذ الصيف الماضي، وستكون هناك إعادة توازن كبيرة (...) بدءا من التكنولوجيا والرعاية الصحية إلى المالية والطاقة والمواد والصناعات".
على الرغم من تقسيم الأسهم تاريخيا إلى قطاعات ساكنة ومتميزة - مثل المنشآت أو التكنولوجيا - يقوم المستثمرون بفرز سوق الأسهم من خلال خصائص مالية أكثر ديناميكية تعرف بالعوامل.
على خلاف القطاعات يمكن أن تتداخل العوامل، وغالبا ما تفعل، وبإمكان الشركات الدخول إلى سلال مختلفة والخروج منها. مع ذلك، غالبا ما ينظر إلى الزخم والقيمة على أنهما عدوان، وعادة ما يكون أداء أحدهما أسوأ إذا كان الآخر في حالة صعود.
مع ذلك، الأداء الفائق لكثير من المجالات التي تم تجنبها منذ فترة طويلة التي تهيمن على عالم أسهم القيمة، يغذي التوقعات بأنه سيتم تصنيفها أيضا كأسهم زخم عندما يتم تعديل الترجيحات بشكل دوري. التقارب بين أسهم القيمة والزخم هو "الغاية المنشودة" للاستثمار الكمي، وفقا لإنيجو فريزر جينكينز، المحلل الاستراتيجي لدى بيرنشتاين - وهو أمر نادر لدرجة أنه يسحر أذهان كثير من المستثمرين.
قال دينيس بانيل، رئيس الحلول الكمية متعددة الأصول في بي إن بي باريبا لإدارة الأصول، "إنها مجرد بداية. أسهم القيمة المتفوقة ستصبح أسهم زخم. أود القول إنها مترابطة عكسيا".
باستخدام التعريفات المتبعة على نطاق واسع لمزود المؤشرات MSCI، تفوق الزخم بشكل كبير على سوق الأسهم الأمريكية الأوسع خلال العقد الماضي، بينما تخلفت أسهم القيمة. وفقا لأحد المقاييس، عانت أسهم القيمة من أسوأ جولة لها منذ قرنين.
لكن الاحتمال المتزايد لحدوث طفرة اقتصادية عالمية ما بعد الوباء ساعد أسهم القيمة على التفوق على كل من أسهم الزخم وسوق الأسهم الأوسع منذ تشرين الثاني (نوفمبر). ارتفع مؤشر iShares MSCI USA Value Factor ETF التابع لشركة بلاك روك 40 في المائة تقريبا منذ بداية تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، ليتجاوز بشكل واسع مكاسب بنسبة 23 في المائة حققها نظيره لأسهم الزخم.
يقدر لين يو، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الاستراتيجية الكمية في شركة وولف للأبحاث، أن القيمة والزخم ارتبطتا ببعضهما بعضا لفترة وجيزة ثلاث مرات فقط خلال العقود الثلاثة الماضية، لكنهما سيجتمعان مرة أخرى بحلول الصيف.
في الوقت الحالي، شركات التكنولوجيا الكبرى مثل تسلا ومايكروسوفت وأبل تهيمن على استراتيجيات الزخم مثل الاستراتيجية التي يتتبعها مؤشر الزخم ETF التابع لشركة بلاك روك. شركات التكنولوجيا الأقل بريقا مثل إنتل وآي بي إم وسيسكو تحتل صدارة صندوق عامل القيمة لدى بلاك روك، مع حصول الشركات المالية وشركات الطاقة أيضا على ثِقل أكبر.
بالنظر إلى مدى ضعف أداء كثير من أسهم القيمة في السوق في الأعوام الأخيرة، يقول محللون إن التقارب بين أسهم القيمة والزخم قد يستمر لفترة أطول من الفترات القصيرة التي كان عليها في الماضي.
شركة كوانت إنسايت، وهي شركة أبحاث تتعقب العلاقات المتغيرة بين عوامل السوق المختلفة، قالت في تقرير صدر حديث "من المحتمل أننا على أعتاب نظام كلي جديد".
أضافت "بالنظر إلى الكم الهائل من رأس المال الذي يتبع استراتيجيات (العوامل)، مثل إعادة التوازن هذه لديها القدرة على إضافة المزيد من الزخم الكبير إلى تداول التناوب"، مشيرة إلى الابتعاد عن الأسهم التي ازدهرت أثناء الوباء باتجاه الأسهم الأكثر حساسية للتقلبات الاقتصادية.
قد يكون المزيد من الدعم لنهضة أسهم القيمة أيضا حافزا مرحبا به للفئة المتضائلة من صناديق التحوط التقليدية الموجهة نحو أسهم القيمة – التي تضرر كثير منها بشدة خلال العقد الماضي الكئيب فيما يتعلق بهذا الأسلوب - والصناديق التي في وضع تكتيكي يسمح لها بالانتعاش.
شركة بلاتينيوم لإدارة الأصول ـ مقرها سيدني ـ ومافريك كابيتال برئاسة لي أنسلي ولانسداون بارتنرز ـ مقرها لندن ـ هي من بين الصناديق التي تستفيد بالفعل من دوران السوق من أسهم النمو النشطة فيما مضى إلى أسهم القيمة. يعتقد بعضهم أن مدة وعمق ارتفاع أسهم القيمة يعنيان أن هناك مجالا كبيرا لاستمرار الارتفاع الأخير.
قال أندرو كليفورد، المؤسس المشارك لصندوق بلاتينيوم، الذي يعتقد أن مثل هذه الأسهم يمكن أن تحقق أداء جيدا في الأعوام المقبلة "نحن في واحد من أكثر المراكز تطرفا في الأسواق من حيث القيمة مقابل النمو". الارتفاع الأخير "رغم أنه مثير للإعجاب، إلا أنه صغير جدا في سياق الأداء الضعيف السابق".

العوامل

القيمة: هي العامل الأقدم والأكثر شهرة. تعود أصوله إلى عمل أساسي قام به جراهام ودود في الثلاثينيات. هذا العامل يشير إلى ميل الأوراق المالية الرخيصة نسبيا إلى التفوق على الأوراق المالية المكلفة نسبيا، حيث يفضل كثير من المستثمرين بشكل خاطئ بريق أسهم "النمو" الأكثر إثارة.
الزخم: هو دلالة على كيف تميل الأصول ذات الاتجاه الإيجابي إلى الاستمرار في الأداء الجيد، والأصول التي تنخفض تستمر في الانزلاق. يقول معظم الأكاديميين إن الظاهرة متجذرة في علم النفس البشري وكيف أننا في البداية لا نتفاعل بشكل كاف مع الأخبار لكننا نبالغ في رد الفعل على المدى الطويل، أو غالبا ما نبيع الأسهم الفائزة بسرعة كبيرة فوق الحد ونتشبث بالفاشلة لفترة طويلة فوق الحد.
الجودة: هذا العامل بحقيقة أن الشركات الأقل خطورة والأكثر أمانا تميل إلى تحقيق أداء أفضل من الشركات الأكثر خطورة والأكثر مديونية. غالبا ما يعزى العامل إلى الطريقة التي يدفع فيها المستثمرون بشكل منهجي أقل من اللازم للشركات ذات نماذج الأعمال المملة والدفاعية.
التقلب: يستند إلى ملاحظة أن الأسهم الجامدة ذات الحركة الواهنة تميل إلى التفوق على الأسهم الأكثر تقلبا مع مرور الوقت، على عكس الرأي القائل ينبغي تعويض المستثمرين عن المخاطر الإضافية المتمثلة في شراء أسهم أكثر اضطرابا.
الحجم: هو أحد العوامل المعروفة أكثر. وهو يلتقط ميل الأسهم الأصغر لتحقيق أداء أفضل من الأسهم الأكبر على المدى الطويل، ربما لأنها أقل بريقا وأكثر خطورة.

الأكثر قراءة