بعد أفغانستان والعراق .. هل اكتفت أمريكا من الحرب؟

بعد أفغانستان والعراق .. هل اكتفت أمريكا من الحرب؟
بعد أفغانستان والعراق .. هل اكتفت أمريكا من الحرب؟
جنود أمريكيون يزيلون العلم من قاعدة على أفغانستان.
بعد أفغانستان والعراق .. هل اكتفت أمريكا من الحرب؟
الرئيس الأمريكي بايدن

في مساء أحد أيام الثلاثاء في آذار (مارس)، يجلس قدامى المحاربين في الحرب الأمريكية في أفغانستان في فناء خارجي في فندق في واشنطن العاصمة. وجود شرائح اللحم بصوص التارتار وسيفيتشي سرطان البحر ورقائق الكمأة على قائمة الطعام هو الدليل الوحيد على أن هذا فندق راق في جورجتاون، واحد من أغلى أحياء العاصمة. خلافا لذلك، الأجواء عبارة عن شذوذ من "المجانين" والآمال المنهَكة.
يقول أحد المحاربين القدامى إنه أصيب برصاصة في أوتار المأبض. وآخر فقدَ ساقه بسبب انفجار عبوة ناسفة في قندهار في عام 2012. وتعافى في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني القريب.
في أحد الأيام أثناء العلاج، تسلل من المنشأة وذهب إلى مقهى، كان يشرب للتو مشروبه الأول بسرعة عندما سأله زوجان شابان لا يعرفهما عن إصابته. أجاب، "فقدت ساقي في أفغانستان منذ خمسة أسابيع".
كانا مصدومين وقالا: "هل لا يزال لدينا جنود في أفغانستان؟".
بعد نحو عقد من الزمن، بدأت القوات الأمريكية للتو انسحابها النهائي من البلاد. أرسلهم أول مرة الرئيس جورج بوش الابن في عام 2001، بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر؛ دعاها "معركة الحضارة" واستمر في الجهود للإطاحة بطالبان. أما خليفته باراك أوباما، فقد أمر بزيادة عدد الجنود ما أدى إلى زيادة القوات الأمريكية إلى أكثر من 100 ألف، وتحدث في عام 2012 عن استجابة الأمريكيين في أفغانستان "للدعوة للدفاع عن أصدقائهم المواطنين والحفاظ على كرامة الإنسان".
لكن تجربة الولايات المتحدة تروي قصة أقسى. حتى الآن، تقدّر تكلفة المشروع بنحو 2 تريليون دولار و2,448 وفاة. أصيب أكثر من 20,700 أمريكي، وفقدَ المئات أطرافهم. تشير الأبحاث إلى أن حوالي خمس القوات الأمريكية البالغ عددها 775 ألف جندي من الذين خدموا في أفغانستان، بعضهم خدم أكثر من خمس جولات، يعانون من الاكتئاب واضطراب الإجهاد ما بعد الصدمة. كما انتحر أكثر من 45 ألف محارب قديم أو عسكري منذ عام 2013. يقول معظم قدامى المحاربين الأمريكيين الآن إن حربي العراق وأفغانستان لم تكونا تستحقان القتال.
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي أن هذا الفصل من التاريخ الأمريكي سيغلق أخيرا. سيتم سحب القوات الأمريكية المتبقية البالغة 2,500 جندي بحلول الحادي عشر من سبتمبر - الذكرى العشرين لهجمات عام 2001 - دون أي بوادر على الفوز. تلك الحرب، فضلا عن تأثيرها على الجيش، زعزعت شيئا عميقا في إحساس أمريكا بنفسها. التحوّل الذي شهدناه عبر الطيف السياسي بدأ يستكشف الدور العالمي للولايات المتحدة وحتى فكرة الاستثنائية الأمريكية، وهي فكرة أن البلاد هي قوة فريدة من أجل الخير في العالم.
يميل أتباع الاستثنائية الأخلاقية الأمريكية إلى العودة إلى قصة إنشاء الولايات المتحدة - في عام 1780، قال الرئيس المستقبلي توماس جيفرسون إن أمريكا هي "إمبراطورية الحرية" - وكان لتلك العقيدة عواقب سياسية عميقة في زمن الحرب ووقت السلم على حد سواء. قامت الولايات المتحدة بتشكيل مؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة وحلف الناتو والنظام المالي والنقدي الدولي التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية.
لكن القوة العظمى تميل أيضا إلى الابتعاد عن الاتفاقيات متعددة الأطراف عندما لا تكون قد صاغت القواعد أو تخاطر بأن تخضع لتدقيق غير مواتٍ - سواء كانت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي أو سلسلة من الاتفاقيات الدولية بشأن حقوق النساء والأطفال والعمل المنظم؛ وبعض القيود على التعذيب والقنابل العنقودية؛ وحتى إمكانية الوصول إلى القمر. في فترة ما بعد الحرب، تم استخدام الفكرة لتبرير التدخل العسكري والانقلابات والنشاط السري في كل مكان من اليونان وفيتنام إلى نيكاراجوا والعراق.
حامل اللواء غير المحتمل لولايات متحدة أقل استثنائية كان دونالد ترمب، الذي قال في عام 2015 إن فكرة الاستثنائية الأمريكية "مهينة" للعالم وإنه "لم يحب هذا المصطلح قط". كان ترمب، كرئيس، هو من عقد صفقة مع طالبان في عام 2020 ووعد بسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان في عام 2021، قبل بضعة أشهر فقط من الموعد النهائي الذي حدده بايدن.
تحاول الآن موجة جديدة من الأكاديميين وقدامى المحاربين وخبراء السياسة قلب الإجماع على الاستثنائية الأمريكية، حيث تلعب دور المتمرد أمام مؤسسة السياسة الخارجية. لا يهدف البعض إلى التشكيك في عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية فحسب، لكن أيضا أسسها الأخلاقية والمزاعم أن العالم يحتاج أمريكا زعيمة له. تقوم مؤسسة فكرية جديدة مناهضة لفكرة الاستثنائية، وهي معهد كوينسي، حتى بتوحيد النقاط المعاكسة في البوصلة السياسية، من جورج سوروس إلى أحد الشقيقين كوك.
شككت الولايات المتحدة بدورها في العالم من قبل، خاصة في الوقت الذي كانت تعترك فيه حول ما إذا كان ينبغي أن تدخل الحرب العالمية الثانية وفي أعقاب حرب فيتنام. مع ذلك، إذا اكتسبت هذه الموجة المناهضة للاستثنائية السلطة الفكرية مع تحوّل الديناميكيات الجغرافية السياسية ودخول الولايات المتحدة منافسة جديدة مع الصين، فإنها ستغير تماما طريقة ارتباط أمريكا بالعالم والادعاءات التي تطلقها في القرن الحادي والعشرين. هل ستؤيد الولايات المتحدة حقا أي رؤية للشؤون الجغرافية السياسية العالمية لا تكون فيها هي القوة العظمى الوحيدة؟
هناك دلائل على أن كبار المسؤولين في إدارة بايدن متعاطفون مع إعادة تقييم أهمية الاستثنائية الأمريكية. في مقابلة مع الفايننشال تايمز، يقول مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إنه "لم يسمع على وجه التحديد" الرئيس يستخدم هذا المصطلح وأنه لا يعرف ما سيقوله بايدن إذا سئل عما إذا كان "يؤمن بالاستثنائية الأمريكية".
يقول إن بايدن يهتم أكثر "بالهدف الأمريكي، القدرة الأمريكية ... لا يتعلق الأمر بصياغة العبارات. بل يتعلق بالمقترحات والمبادئ الأساسية التي توجّه سياستنا الخارجية". سوليفان نفسه يعترك مع هذه العبارة، قائلا "بعض تعريفاتها كانت مرتبطة بمشاكل ومخاطر عميقة، وهو يسعى إلى صياغة رؤية محدودة أكثر".
في العاصمة، يعتبر المحاربان القدامى نفسيهما وطنيين ولا يندمان على خدمتهما العسكرية - في الواقع، لا يزالان يعملان لصالح الحكومة الأمريكية في المنطقة. (طلبا عدم الكشف عن هويتهما للتحدث بحرية). لكنهما لم يعودا يقبلان الحجج الأخلاقية أو الاستراتيجية للعمليات العسكرية الأمريكية في الخارج ويرفضان ما يعتبران أنه استمرار لسياسة خارجية إمبريالية استثنائية.
يقول الرجل الأول، الذي يندم الآن على شبكة أمريكا الواسعة التي تضم أكثر من 750 قاعدة عسكرية في الخارج، "نشأت معتقدا بأننا دائما الأشخاص الطيبون على الجانب الصحيح. أنا لا أصدق القصة الوطنية ما قبل النوم بعد الآن".
بالنسبة إلى كثير من المدافعين المحليين عنها، فإن الاستثنائية الأمريكية توفر فكرة مريحة ليس فقط أن أمريكا هي الأفضل عالميا - من خلال قوة الثروة أو السلطة أو الدستور أو الروح أو الجغرافيا أو أي ميزة أخرى، سواء طبيعية أو تم الحصول عليها - لكنها أيضا مبررة أخلاقيا في هذا الوضع. قام رؤساء وشخصيات سياسية عبر تاريخها بالترويج لأمريكا بشغف باعتبارها نموذجا فريدا للعالم.
بالنسبة إلى أبراهام لينكولن، مستشهدا بالنضال الثوري الذي شهدته البلاد في الأعوام 1775 - 1783 ضد البريطانيين، فإن أمريكا "قدمت وعدا عظيما لجميع شعوب العالم في كل الأوقات". في عشية الحرب الأهلية خلال الأعوام 1861-1865، التي تم خوضها حول مستقبل العبودية، قال إن الأمريكيين هم "الشعب المختار تقريبا". في القرن التاسع عشر، فكرة أن الولايات المتحدة كان مقدرا لها نشر هيمنتها أدت إلى التوسع المحلي أولا وثم الخارجي. بالنسبة لجاي لوفستون، وهو شيوعي أمريكي، كانت الاستثنائية الأمريكية تعني أن الرأسمالية الأمريكية كانت متقدمة جدا لدرجة أنها لن تتوافق أبدا مع التوقعات الماركسية للثورة.
كانت الاستثنائية الأمريكية مفهوما واسعا. استخدمها البعض لتبرير الانعزالية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، والبعض الآخر استخدمها لتبرير تدخلها المنتصر في الحرب العالمية الثانية. أدت الحرب الباردة إلى ظهور تفسير جديد، وهو السعي لتحقيق بنية دائمة عبر المحيط الأطلسي من شأنها تعزيز الهيمنة الأمريكية باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم.
قام الرؤساء الأمريكيون في الآونة الأخيرة باستخدام الاستثنائية الأمريكية تقريبا كدليل على الوطنية. بالنسبة إلى بيل كلينتون، كانت الولايات المتحدة هي "الأمة التي لا غنى عنها". بالنسبة لأوباما، كان الاعتقاد السائد هو أن أمريكا مبنية على "مجموعة أساسية من القيم" تحثها على تحقيق أداء أفضل. منذ عام 2012، شكلت الاستثنائية الأمريكية البند الرئيسي في البرنامج الانتخابي للحزب الجمهوري، الذي تنبأ "بقرن أمريكي آخر".
بالنسبة إلى معظم المتحمسين، إحدى الصور اكتسبت قوة البقاء. في عام 1961، قبل فترة وجيزة من توليه الرئاسة، قال جون كينيدي للمشرعين في ولاية ماساتشوستس إننا "سنكون كمدينة فوق تلة - عيون الجميع علينا". كما تحدث رونالد ريجان أيضا مرارا وتكرارا عن أمريكا في الثمانينيات باعتبارها "مدينة مشرقة على تلة". الإشارة هي من خطبة في عام 1630 ألقاها الإنجليزي البروتستانتي جون وينثروب، الذي هاجر من إنجلترا لتأسيس مستعمرة خليج ماساتشوستس في ذلك العام - مجتمع أراد أن يكون نموذج الأعمال الخيرية المسيحية.
كتب أستاذ التاريخ المتقاعد من جامعة برنستون، دانيال رودجرز، كتابا في عام 2018 عن خطبة وينثروب. يجادل أن فكرة أن الولايات المتحدة دائما ما كانت تتصرف بنية حسنة - متأصلة في الاستثنائية الأمريكية - هي "أسطورة خطيرة". يقول، "فكرة أن هناك نوعا من القوة الخالدة للأمريكيين هي ببساطة عقبة في طريق الفحص الدقيق فعلا لما يمكن وينبغي أن تفعله الأمة القوية جدا في العالم". ويضيف أن فكرة أن أمريكا هي مستثناة من القواعد التي تحكم تاريخ كل أمة أخرى أدت إلى نقاط عمياء: "مرّت أمريكا بأوقات من التراجع الأخلاقي الكبير".
لدى النقاد الكثير من الذخيرة، مشيرين إلى عمليات الحرب الباردة التي شملت مؤامرات الاغتيال، وتغييرات النظام التي زعزعت استقرار البلدان أو الصراع المباشر مع كوريا وسوريا ومصر وإيران وغواتيمالا وتشيلي وإندونيسيا وكوبا وغيرها كثير. الولايات المتحدة هي قوة استثنائية في الطريقة التي استخدمت بها ثروتها وسخاءها، لكن أيضا قوتها في أنها البلد الوحيد الذي فجر الأسلحة النووية في زمن الحرب. في السبعينيات، كشفت تحقيقات الكونجرس عن سلسلة من الإجراءات السرية في الخارج قامت بها وكالة المخابرات المركزية لتقويض الحكومات. في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر وغزو أفغانستان، أنشأت الولايات المتحدة شبكة عالمية من "المواقع المخفية" للتعذيب. يجادل البعض أنها ليست في وضع يسمح لها بإلقاء المواعظ على الآخرين.
في رسالة بريد إلكتروني، تقول الكاتبة سوزي هانسن، وهي ناقدة للسياسة الخارجية الأمريكية: "عادة الاستجابة العسكرية، والافتراض بأن البلاد يمكنها التصرف مع الإفلات من العقاب والسهولة، بصراحة، التي يقتل فيها الجيش الأشخاص في الخارج ... تفسد أيضا المشروع الأمريكي بالكامل ونفسية الأمريكيين".
المدينة الاستثنائية المشرقة على التلة ليست كل ما يدَّعي لها المروّجون. بعد وصول وينثروب إلى أمريكا، استمر بإدانة الديموقراطية باعتبارها "أحقر واسوأ شكل من أشكال الحكومات".
لا يوجد كثير من الأسباب التي يمكنها توحيد خبير صناديق التحوّط الليبرالي جورج سوروس وواحد من الشقيقين كوك المحافظين، وهما صناعيان من أصحاب المليارات اللذان قاما ببناء شبكة من المتبرعين الجمهوريين. لكن في عام 2019، قدمت كل من مؤسسة المجتمع المفتوح التابعة لسوروس ومؤسسة تشارلز كوك 500 ألف دولار لتأسيس معهد كوينسي للكفاءة السياسية المسؤولة. الأحداث التي أقيمت في المعهد، من بين أشياء أخرى، تساءلت عما إذا كان ينبغي الاستمرار برؤية الاستثنائية بأنها "حاجز ثالث لا يمكن المساس به في السياسة الأمريكية".
سمّي المعهد على اسم جون كوينسي آدمز، الرئيس الأمريكي السادس، الذي حذّر كوزير للخارجية في عام 1821 من أن أمريكا تخاطر بأن تصبح "دكتاتورية العالم" إذا اختارت القوة على الحرية. جادل كوينسي أن أمريكا "لا تذهب إلى الخارج بحثا عن الوحوش لتدميرها" وينبغي أن تكون "راغبة بالحرية والاستقلال للجميع".
كانت لورا لومبي، وهي خبيرة فيما تدعوه "العسكرة المفرطة" للولايات المتحدة، تعمل في مؤسسة المجتمع المفتوح عندما تواصلت مع معهد تشارلز كوك للتعاون في محاولة لتحدّي عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية. تقول، "تعاملنا معها كل منا من زاويته، الأمر الذي أظهر الطرف الآخر بشكل شيطاني إلى حد ما". وقد انضمت منذ ذلك الحين إلى معهد كوينسي كرئيسة تنفيذية.
وضع المعهد حملته للانسحاب من أفغانستان في مقدمة جهوده الأخيرة. تعرض وسائل الإعلام الأمريكية بانتظام الآن وجهات نظر كوينسي؛ يقول المعهد إنه ظهر في 196 مقالة رأي ومقالة خاصة العام الماضي، في صحف ومجلات تتراوح من نيويورك تايمز إلى تين فوج.
قد يكون الوقت إلى جانب كوينسي. في عام 2011، كان 8 في المائة فقط من الأمريكيين يعتقدون أن "هناك بلدانا أخرى أفضل من الولايات المتحدة"، وذلك وفقا لمركز بيو للأبحاث. لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 21 في المائة في عام 2019، كما يقول المركز، وهي أعلى من ذلك - 36 في المائة – بين الأشخاص الذين تقع أعمارهم بين 18 إلى 29 عاما (ارتفاعا من 12 في المائة في عام 2011). بالنسبة للناخبين الشباب من اليسار، ترتفع النسبة إلى 47 في المائة. (تم إجراء الاستبيانين بطرق مختلفة لذلك قد لا يكونا قابلين للمقارنة بشكل مباشر).
وجد المزاج الأخير أصداء في القمة أيضا، حتى لو كان ترمب رفيقا غير متوقع لبعض المشككين في الاستثنائية الأمريكية. وصل سام لونج، 33 عاما، إلى أفغانستان في عام 2013 كقائد في سلاح مشاة البحرية مع نظرة رومانسية لعمل مكافحة التمرد الذي كان يعتقد أن فريقه سيقوم به. لكنه تطور ليصبح يأسا من أن نخبة السياسة الخارجية في واشنطن كانت تدفع باستمرار لتمديد الحرب، وهو شك جعله قريبا بشكل غير مريح من ترمب، الذي ألقى باللوم على "قادة أغبياء" لإطالة أمدها.
عن ترمب، يقول لونج ذو الميول الديمقراطية: "ما يؤلمني هو أن ذلك الرجل، بكل عيوبه، وافتقاره التام إلى فهم الأماكن الأخرى، هو الذي قال: ما الذي نفعله بحق الجحيم؟ هذا عمل غبي".

الأكثر قراءة