العلاوة المدفوعة للأسهم الأمريكية تواجه اختبارا
للحصول على منتج عالي الجودة، يمكن للمستهلكين عادة تبرير دفع علاوة مقابله. هذه هي الحال بالنسبة للمستثمرين ومؤشر إس آند بي 500.
جرى تداول الأسهم في المؤشر المعياري لسوق الأسهم الأمريكية لفترة طويلة بعلاوة على أقرانه العالميين، ولكن تم تعزيز هذا الاتجاه من خلال التحول المستمر للمؤشر نحو الشركات الموجهة للتكنولوجيا التي تنمو بسرعة وتحقق أرباحا كبيرة.
قال ديفيد بيانكو، كبير محللي الاستثمار للأمريكتين في DWS، مدير الأصول: "إس آند بي مؤشر رقمي وهذه الشركات لديها قدرة مثبتة على تنمية الأرباح الاقتصادية". ويقدر بيانكو أن 45 في المائة من مؤشر إس آند بي رقمي في شكل شركات تكنولوجيا وتلك الموجودة في قطاعات تقديرية استهلاكية وتجارة التجزئة عبر الإنترنت.
يميز هذا التكوين السوق الأمريكية عن أسواق أوروبا اليابان الأكثر تأثرا بالشركات التي تنمو بوتيرة أبطأ من قطاعات مثل الشركات المالية وشركات المواد والشركات الصناعية.
لكن الاتجاه المستمر للتقييمات الأعلى لمؤشر إس آند بي 500 أثار تحذيرات متكررة من المستثمرين من أنه سيتبين في النهاية أن العوائد المستقبلية للشركات الكبرى في الولايات المتحدة مخيبة للآمال.
إحدى الصور الشائعة لتقييم إس آند بي 500 تتمثل في نسبة شيلر المعدلة دوريا للسعر إلى متوسط الأرباح على مدى عشرة أعوام. المستوى الحالي للنسبة 36.9 لم يتم التفوق عليه إلا أثناء الذروة البالغة 44 في أواخر 1999، خلال طفرة الأسهم المستوحاة من الإنترنت في مطلع القرن. كانت عائدات سوق الأسهم في العقد التالي ضعيفة، بفضل سوقين هابطتين سيئتين للغاية.
في ضوء تلك التجربة، من المفهوم سبب وجود قلق من أن فترة مماثلة من العائدات منخفضة المستوى قد تصيب وول ستريت. احتشد المستثمرون في الأسابيع الأخيرة عند باب الخروج من شركات التكنولوجيا حتى الآن لإثبات حسن نواياهم في تحقيق الأرباح، كما توتروا أيضا في المنطقة المزدهرة سابقا لشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، التي يتم تعويمها في سوق الأسهم ثم تبحث عن شركة ما لشرائها.
يتفاقم الشعور الحالي بالقلق بسبب عدم اليقين بشأن المسار الحقيقي للتضخم، ومعدل التغيير المستقبلي في أسعار الفائدة في سوق السندات من مستوياتها المنخفضة الحالية.
ثم هناك تساؤلات حول التوسع الإضافي للابتكار التكنولوجي وإلى أي مدى يحرك الحوافز المالية الحالية والمقبلة نموا أساسيا أقوى في الاقتصاد وأرباح الشركات.
على الرغم من أن التقييمات نقطة انطلاق جيدة لتقييم حجم العوائد المستقبلية، إلا أنها مجرد عنصر واحد من صورة مالية واسعة.
أحد العوامل التي يجب على المستثمرين مراعاتها هو خط إنتاج الشركات الجديدة التي ستنضم إلى المؤشر في العقد المقبل، وهو تطور يعكس حيوية رأس المال المغامر الأمريكي الذي يغذي الشركات الناشئة في خطوط أعمال جديدة التي تصبح في الوقت المناسب شركات كبيرة.
قال نيكولاس كولاس، المؤسس المشارك لـ DataTrek، وهي شركة أبحاث في نيويورك: "لست قلقا بشأن التقييمات الحالية لأنها تستند إلى مؤشر إس آند بي 500، والتغييرات في تكوين المؤشر ستحرك العوائد المستقبلية".
على سبيل المثال، كانت الطاقة قبل عقد من الزمن تمثل 12 في المائة من مؤشر إس آند بي 500 وفي ضوء الأداء الضعيف اللاحق للقطاع، كان ينبغي أن تضر بالعائدات طويلة الأجل للمستثمرين الذين يتتبعون المؤشر. بدلا من ذلك، أدى ظهور شركات التكنولوجيا إلى تحويل مؤشر إس آند بي 500 وشحن أدائه بشكل كبير خلال معظم السنوات العشر الماضية.
صحيح أنه بحلول بداية 2021، أدى ذلك إلى دفع أسعار أسهم إس آند بي 500 إلى مستوى مرتفع من التداول عند 22.6 مرة ضعف أرباحها المتوقعة خلال الشهور الـ12 المقبلة. انخفض معدل السعر إلى الأرباح الحالي لمدة 12 شهرا إلى 21 في أعقاب تحسن الأرباح. لكن لا تزال هذه النسبة أعلى من متوسط 17.9 في الأعوام الخمسة الماضية، وقراءة 16 على مدى العقد الماضي وفقا لـ FactSet.
من المرجح أن يكون للانخفاض المتواضع في التقييمات هذا العام مجال أكبر للاستمرار بالنظر إلى الأمور المعروفة عن الانتعاش الاقتصادي. أسعار الأسهم في أعقاب الركود ترتفع بشكل حاد على خلفية التوقعات بارتفاع الأرباح المستقبلية، ومن ثم يتراجع مضاعف التقييم بمجرد أن تؤكد الشركات أن ذلك يحدث.
تمت مكافأة الشركات ذات الأرباح التي تستفيد من تحسن الاقتصاد على الحساب النسبي لأسماء التكنولوجيا التي حققت أداء جيدا للغاية خلال معظم العام الماضي. يجب أن تثبت الأسهم ذات القيمة العالية أن براعة أرباحها تبرر التوقعات العالية.
نظرا لأهمية التكنولوجيا، فمن المحتمل أن تحد من الأداء العام لمؤشر إس آند بي 500. حتى الآن هذا العام، تخلفت الشركات الكبرى في الولايات المتحدة عن أوروبا، حيث يوجد المزيد من الشركات من أنواع الاقتصاد الكلاسيكي. سيرى البعض أن هذا يعزز التحول في المحافظ بعيدا عن إس آند بي 500، في حين أن البعض الآخر يخشى أن يكون علامة على أن ساعة حساب أكبر تنتظر وول ستريت.
رأي آخر هو أنه على الرغم من كل نوبات القلق المحتملة من تغيير أسعار الفائدة ومفاجآت البيانات والقرارات المتعلقة بالسياسة، يظل مؤشر إس آند بي 500 المليء بشركات التكنولوجيا في اتجاه صعودي طويل الأجل بدأ في 2013. تخفيض الشركات القيادية في الولايات المتحدة قد لا يزال يتبين أنه مكلف في المستقبل، على الرغم من تحذيرات التقييم الشرهة من الذين يتوقعون هبوط السوق.
قال بيانكو: "يظل مؤشر إس آند بي مفاجئا في الاتجاه الصعودي من خلال تحقيق نمو أقوى في الأرباح، وانتصر المتفائلون حتى الآن".