الكويت.. ذاكرة الوفاء
صادف أغسطس الحالي ذكرى احتلال الكويت. هذه القصة لا تزال تؤثر في الواقع العربي. كان العراق - قبل هذه المغامرة المتهورة - يعيش حالة من السلام مع محيطه العربي. حقق العراق انتصارا في مواجهة الأطماع الإيرانية.
كانت أجندة إيران منذ وصول الخميني واضحة المعالم. استهداف المنطقة والعالم العربي.
كان وصول الخميني من باريس مقدمة لما سيحدث بعد ذلك. مساع حثيثة لتصدير الثورة إلى الجوار الإيراني. تم استهداف المملكة وضيوف بيت الله الحرام أكثر من مرة. كما تورطت إيران باستهداف دول خليجية أخرى. فترة الثمانينيات كانت فترة مواجهات عراقية إيرانية.
قبل وصول الخميني كان الإيقاع الطائفي أقل حدة. عملت إيران على اللعب على المكون الطائفي. العالم العربي بدأ يكتوي بنيران الطائفية. كانت لبنان إحدى المحطات التي أفرزت عن قوى وميليشيات تخدم الأجندات الإيرانية. يصدق الأمر على اليمن. البحرين شهدت أحداثا أليمة بسبب الضخ الإيراني للكراهية. كان العراق يمثل أحد حوائط الصد المهمة للمطامع الإيرانية. تغير هذا الأمر مع مغامرة احتلال الكويت في آب أغسطس 1990.
أتذكر تلك الأيام. وقتها كنت في مكتبي أتابع وكالات الأنباء. كان الأمر أقرب إلى الجنون. تطلب الأمر كثيرا من التضحيات التي بذلتها المملكة مع الكويت ودول التحالف لإعادة تحرير الكويت. وصلت القوات الأجنبية المتحالفة للمملكة. تصدت المملكة لكل محاولات تمييع القضية. كان شعب الكويت ضيفا معززا ومكرما في المملكة. تحولت بيوت كثير من المواطنين إلى منازل للأشقاء. إضافة إلى مشاريع الإسكان التي كانت خالية، وتم تسليمها للمواطنين الكويتيين.
منذ تحرير الكويت حتى يومنا هذا، تعددت الأجيال التي ولدت ولم تشهد هذه المأساة. هؤلاء بلا ذاكرة. لا يعرفون شيئا عما شهدته الكويت والمملكة من تهديدات.
بعض الأنظمة العربية انحاز للمحتل. الأمر نفسه يصدق على تيار الإخوان المسلمين. كانت فلسطين هي العذر الذي حاولوا ترديده. كذبوا وقالوا، تحرير فلسطين يمر عبر الكويت. كان احتلال الكويت بداية اهتزاز الأمن القومي العربي.