الخميس, 8 مايو 2025 | 10 ذو القَعْدةِ 1446


تحرك جماعي لفسح اللقاحات في إفريقيا «1من 2»

يعد تسريع الوصول العادل للقاحات أمرا ضروريا لتحقيق الانتعاش الاقتصادي وإنقاذ الأرواح في إفريقيا. وفي ظل تعرض الأنظمة الصحية للدول في أنحاء إفريقيا لضغوط هائلة بسبب الموجات الجديدة من جائحة كورونا كوفيد - 19، تشتد الحاجة إلى تكثيف جهود التطعيم (التلقيح) ضد الفيروس. ومن الضروري تسريع وتيرة الوصول المنصف إلى اللقاحات من أجل تعافي الاقتصاد وإنقاذ الأرواح في إفريقيا.
وسيكون تحقيق هدف الاتحاد الإفريقي بتطعيم 40 في المائة من السكان بنهاية هذا العام و60 في المائة بحلول منتصف العام المقبل تحديا جسيما لأن معدلات التطعيم في إفريقيا لا تزال متدنية.
ومع أن البنك الدولي يؤدي دوره في هذا السعي، إذ وافق بالفعل على 30 عملية لتمويل اللقاحات وتوزيعها في إفريقيا مجموع ارتباطاتها 2.7 مليار دولار وفي الطريق 11 عملية أخرى، فإنه يتعين القيام بما هو أكثر من ذلك بكثير. ولذلك، نرحب بالشراكة مع فريق العمل الإفريقي للحصول على اللقاحات التابع للاتحاد الإفريقي - وهي مبادرة لمفوضية الاتحاد الإفريقي والمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير (أفريكسيم بنك) والمبعوثين الخاصين للاتحاد الإفريقي بشأن أزمة كورونا واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة - لجمع كل الأطراف المعنية في غرفة لقاء افتراضي واحدة لمناقشة العقبات التي تحول دون الحصول على اللقاحات.
وأخيرا، عقد فريق العمل مع البنك الدولي اجتماعه التنسيقي الثاني مع 35 من وزراء المالية والصحة من مختلف أنحاء إفريقيا لتحديد التحديات الكثيرة سواء في شراء اللقاحات أو توزيعها التي تواجهها دول القارة في تنفيذ حملات التطعيم، وللاتفاق على الحلول العملية لهذه التحديات.
وتهدف هذه الاجتماعات إلى بذل مسعى مكثف مع شركائنا للوصول إلى آلية لتمويل اللقاحات بغية تطعيم أكثر من 400 مليون شخص. وفي هذا السياق، يؤدي كل مؤسسة إقليمية ومتعددة الأطراف دورا حيويا. ويعود اتخاذ المسار الإقليمي لشراء اللقاحات بمزايا كبيرة على الدول فهو يكفل إشراك الجميع وألا يتخلف أحد عن الركب، وكذلك تحقيق أفضل قيمة للمال، وهو أيضا أكثر كفاءة مما لو اتبع كل بلد مسارا منفردا وتفاوض بشكل ثنائي مع موردي اللقاحات.
وإننا نشهد بالفعل إحراز تقدم نحو بلوغ هذه الغاية. وخلال الفترة الماضية قام مصنع للأدوية في جنوب إفريقيا بإرسال الشحنات الشهرية الأولى من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى المنطقة بدعم من شراكة البنك الدولي مع فريق العمل الإفريقي للحصول على اللقاحات.
ونركز أيضا على مساعدة الدول على التأهب لتنفيذ عمليات التطعيم ومعالجة بعض عوائق توزيع اللقاحات التي واجهتها الدول في المراحل الأولى لبرامجها للتطعيم. وتتركز الأولويات الرئيسة التي نشهدها في مختلف الدول على مجالات مثل ما يلي: أولا: إدارة الخدمات اللوجستية للأنواع المتعددة للقاحات، بما في ذلك تحليل البيانات، ومتابعة المخزونات، وإدارة المخلفات، ثانيا: أنظمة الاتصال والمعلومات للتسجيل وتتبع المرضى ومراقبة الآثار الجانبية عقب التطعيم، وثالثا تقديم الدعم لمساندة نماذج تقديم الخدمات وتدريب الموارد البشرية على اتباع نهج أكثر تركيزا على الناس حتى تصل اللقاحات إلى الناس على نحو منصف في كل المراحل حتى المرحلة الأخيرة... يتبع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي