كابل .. زاوية أخرى
أجيال من شباب العالم العربي، خاضوا خلال العقود الماضية، تجارب وخيبات، سببها الانشغال بتفاصيل لا تمسهم بشكل مباشر. بل إنها كانت مقدمة لإحداث الضرر والأذى بمجتمعاتهم.
وبعيدا عن أي فهم خاطئ، فإن ما تشهده كابل حاليا لا شأن للجيل العربي الجديد به. ولجوء البعض إلى تبشير العامة من خلال منصات التواصل الاجتماعي بما تشهده أفغانستان، هو مقدمة غير مبشرة للعودة للمربع الأول. حيث قد يتم السعي إلى استقطاب وتجييش الشباب لتكرار الصورة القديمة ذاتها، التي سادت منذ نهاية ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
مثل هذه القضايا، دفع العالم العربي ثمنها طويلا، وقد عانى الناس خيباتها بشكل كبير. ولعل الخيار الأجدى للشباب، أن يمارس نوعا من العزلة الاختيارية عن كل أمر ليس داخلا ضمن دائرة اهتماماته. هذا هو الأمر الطبيعي. وغير الطبيعي، أن يتحول الإنسان إلى بنك للعواطف الجياشة المهدرة في كل أزمة سياسية يشهدها هذا البلد أو ذاك.
باختصار: ليس مطلوبا من شاب أو فتاة، أن يندمجا في الهموم السياسية العالمية، هناك أشياء أكثر أهمية، مثل: بناء المهارات، تطوير القدرات، الانخراط في برامج التطوع المجتمعي، والقراءة الإيجابية.
ما يحدث في كابل وغير كابل، يدخل في دائرة اهتمام الساسة وصناع القرار فقط. ومع ذلك، فإن هناك جهات مشبوهة تتقن الرقص على الجراح، وتسعى إلى استغلال عاطفة الناس، بهدف إعادة برمجة السلوك الجمعي وصياغة الرسائل السلبية. هذا الأمر يستدعي الانتباه من الجيل الجديد.
وحتى لا ننسى، فإن طالبان كان يتم تسويقهم باعتبارهم فئة صالحة من طلاب المدارس الدينية في باكستان. ثم تحولت بعد ذلك إلى حاضنة للقاعدة، وما تمخض عنها من إرهاب، استهدفت كثيرا من المجتمعات العربية والعالمية. لا تتعاطف مع أي شخص يحاول أن يوهمك أن ما يحدث في أفغانستان شأن يخصك.
التخلص من كابوس طالبان وجرائمها شأن أفغاني. أو على الأقل: ليس شأني وشأنك.