صدمة في قطاع السيارات .. نقص الرقائق يخفض إنتاج كبرى الشركات 40%

صدمة في قطاع السيارات .. نقص الرقائق يخفض إنتاج كبرى الشركات 40%
قلص صانعو السيارات طلبياتهم وحوّل صانعو الرقائق الإنتاج إلى الإلكترونيات الاستهلاكية.

عطل النقص الشديد في أشباه الموصلات إنتاج عديد من مصانع السيارات العالمية، وأرخى بظلاله السلبية على إمدادات الإنتاج ومكونات السيارات، في وقت تواجه فيه الأسواق العالمية صعوبة في التغلب على مخاوف تأخر التعافي الاقتصادي.
ودفع تفشي السلالة دلتا المتحورة لفيروس كورونا المستجد في مختلف دول العالم، ولا سيما جنوب شرق آسيا، آلاف العمال إلى تمديد عطلاتهم أو العمل بنظام الدوام الجزئي، وحرم الأسواق من مئات الآلاف من المركبات.
ووفقا لـ"رويترز"، قالت شركة تويوتا موتور كورب إنها ستخفض الإنتاج العالمي لشهر أيلول (سبتمبر) 40 في المائة عن خطتها السابقة، لتصبح أحدث شركة صناعة سيارات كبرى تقلص الإنتاج بسبب النقص الخطير في أشباه الموصلات.
وأغلقت أسهم "تويوتا" أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم من حيث أحجام المبيعات، متراجعة 4.4 في المائة، مسجلة أكبر انخفاض يومي منذ كانون الأول (ديسمبر) 2018، لتدفع مؤشر نيكي القياسي لأدنى مستوى في سبعة أشهر.
وهزت الصدمة مصنعين آخرين للسيارات وقطع الغيار، وخسر سهم "دينسو" 4.3 في المائة، بينما نزل سهم "سوبارو" 2.8 في المائة، وتراجع سهم "هوندا موتور" 2.7 في المائة.
وأبلت الشركة بلاء أفضل من منافساتها، إذ كونت مخزونا كبيرا من الرقائق بموجب خطة استمرار النشاط بعد زلزال في 2011 وكارثة فوكوشيما النووية. لكن ارتفاعا من جديد في الإصابات بكوفيد - 19 في أنحاء آسيا فاقم أزمة أشباه الموصلات.
وقال مسؤول تنفيذي في "تويوتا" إن تخفيضات أيلول (سبتمبر) تشمل 14 مصنعا في اليابان ومصانع في الخارج، وإن الشركة ستخفض إنتاجها العالمي المخطط لذلك الشهر بنحو 360 ألف سيارة.
وفي وقت سابق هذا الشهر قالت "تويوتا" إنها تواجه بيئة أعمال غير متوقعة بسبب حالات كوفيد - 19 الجديدة في الاقتصادات الناشئة ونقص أشباه الموصلات وارتفاع أسعار المواد الخام.
وأوقفت شركة صناعة السيارات بالفعل خطوط تجميع في بعض المصانع اليابانية بين أواخر تموز (يوليو) وأوائل آب (أغسطس) بما في ذلك مصنع تاهارا، بسبب زيادة الإصابات في فيتنام، ما يقيد توريد مكونات السيارات، وفقا لما أوردته صحيفة "نيكي" في وقت سابق.
وأوضح مصدر مطلع هذا الشهر أن "تويوتا" علقت الإنتاج أيضا في خط تجميع في قوانجتشو بالصين، الذي تشغله مع شريكها المشروع المشترك الصيني قوانجتشو أوتوموبيل جروب.
وفي تايلاند أيضا، أوقفت "تويوتا" الإنتاج الشهر الماضي في ثلاثة مصانع بسبب نقص في مكونات السيارات مرتبط بالجائحة.
وقالت صحيفة "نيكاي اليابانية" إن أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم خططت لإنتاج نحو 900 ألف سيارة الشهر المقبل، لكن تم تعديل ذلك إلى نحو 500 ألف سيارة دون أن تذكر مصادرها.
وأثر انتشار المتحورة دلتا الأشد عدوى من فيروس كورونا في جنوب شرق آسيا أيضا على شراء "تويوتا" قطع السيارات، وفقا للصحيفة.
واضطر منافسو الشركة اليابانية أيضا إلى إبطاء الإنتاج أو إيقافه مؤقتا بسبب نقص الرقائق الإلكترونية الدقيقة، التي تعد ضرورية للأنظمة الإلكترونية للسيارات الحديثة، وتعاني الشركات تدني المعروض منها منذ نهاية 2020.
وأعلن متحدث باسم شركة أودي الألمانية للسيارات أمس، اضطرار نحو عشرة آلاف عامل من عمال الشركة في انجولشتات ونيكارزأولم إلى تمديد عطلاتهم الصيفية أو العمل بنظام الدوام الجزئي، وذلك بسبب نقص أشباه الموصلات.
وأضاف المتحدث أنه من الممكن ألا تتمكن الشركة بسبب هذه المشكلة من إنتاج عدة آلاف من السيارات، التي كانت ضمن خطط الإنتاج.
وستتوقف كل خطوط الإنتاج في مصنع أودي الرئيس في إنجولشتات حتى 30 آب (أغسطس) الجاري، حيث سيتوقف الإنتاج على الخط رقم واحد بسبب التعديلات، التي تجري على هذا الخط للبدء في إنتاج السيارة الكهربائية الكاملة كيو6 إترون، فيما سيتوقف الإنتاج في الخطين الآخرين بسبب نقص الرقائق، وقد تسببت هذه المشكلة في تخفيض أوقات الدوام بالنسبة لستة آلاف عامل.
وسيتوقف الإنتاج لعدة أيام في القسم الأكبر في مصنع نيكارزأولم، الذي يعمل به نحو أربعة آلاف عامل بسبب نقص الرقائق.
وكانت "أودي" أبلغت أيضا عن تقليص أوقات الدوام في أيلول (سبتمبر) المقبل كإجراء احترازي، لكنها في الوقت نفسه أعدت خطة لتوفير نوبات عمل إضافية في عدة عطلات أسبوعية.
وعلى الرغم من امتلاء سجل الطلبيات لدى "أودي"، فإنها لم تتمكن من إنتاج نحو 50 ألف سيارة في النصف الأول من العام الحالي بسبب نقص في بعض المكونات، وستحاول "أودي" تعويض حجم الإنتاج في حال توريد المكونات الناقصة. وقال المتحدث باسم الشركة: "يجب التخطيط من أسبوع لآخر، وقد كان لا بد من إلغاء نوبات عمل إضافية في الفترة الماضية".
وكان يورجين ريتررسبرجر، المدير المالي لـ"أودي" أعلن في تموز (يوليو) الماضي أن حركة الإنتاج يمكن أن تتوقف مجددا، وأنه من الممكن أن يكون هناك تقليص لأوقات العمل في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) بسبب نقص أشباه الموصلات.
ونقص الرقائق الإلكترونية يواجه شركات أخرى، حيث أعلن نيكولاس بيتر، المدير المالي لشركة بي إم دبليو أن الشركة كان يمكنها أن تزيد من مبيعاتها بمقدار يراوح بين 70 و90 ألف سيارة لولا نقص هذه المكونات.
وعندما انتشر الوباء، قلص صانعو السيارات طلبياتهم وحول صانعو الرقائق الإنتاج إلى الإلكترونيات الاستهلاكية مع ارتفاع الإقبال على شراء معدات العمل والتسلية في المنزل، تاركين شركات صناعة السيارات في موقف صعب مع تزايد الطلب على السيارات.
وأوضحت شركة فورد موتور الأمريكية لصناعة السيارات أمس الأول، إنها ستغلق مؤقتا مصنعها للتجميع في كانساس سيتي، الذي يصنع شاحناتها الصغيرة الأفضل مبيعا إف-150 بسبب نقص في مكون مرتبط بأشباه الموصلات ناتج عن جائحة كوفيد - 19 في ماليزيا.
وقال ثاني أكبر صانع أمريكي للسيارات إن الإغلاق، الذي يستمر أسبوعا سيبدأ في 23 آب (أغسطس). وتضررت صناعة السيارات العالمية بشدة من نقص في الرقائق الإلكترونية تسبب في تخفيضات كبيرة للإنتاج.
وقال ياسو ساكوما، كبير مسؤولي الاستثمار في ليبرا إنفستمنتس "لا بد وأنها كانت مفاجأة للسوق لأن تويوتا أبلت بلاء حسنا حتى مع تضرر منافسيها من نقص الرقائق".
وفاقم التقرير أيضا مخاوف من إمكانية تعطل سلاسل إمداد كثير من المصنعين اليابانيين بسبب ارتفاع إصابات كوفيد - 19 في جنوب شرق آسيا.
واستمر تضرر الأسهم المرتبطة بأشباه الموصلات من المخاوف بشأن احتمال وصول نموها إلى ذروته، وانخفض مؤشر إم.إس.سي.آي لأشباه الموصلات في اليابان 3.2 في المائة إلى أدنى مستوى في خمسة أشهر.

الأكثر قراءة