التصدي لمهددات الأمن
تأكيدا للمؤكد، الأوطان الآمنة هي الملاذ، وهي الحضن، وهي السند بعد الله. الوطن الآمن المطمئن، تعمل قيادته على إعطاء المواطن والمواطنة فرص الحياة الرغيدة والتعليم الكافي والخدمات الصحية الراقية والعمل والترفيه والنماء. وعندما تغدو مصالح الميليشيا طاغية، تتحول الأوطان إلى ثكنات وأوكار يستوطنها الخوف والرعب والجوع والفقر. وهذا هو الواقع الذي يعيشه بعض الدول، إذ تشهد حالة من الفشل في كل مسارات التنمية، فتغدو طاردة لأبنائها وبناتها. وهذا محصلته ما نراه من هجرات يتجشم فيها المهاجر كل المخاطر، إذ يتعرض معظمهم للموت أثناء محاولاتهم الهرب من الواقع المتأزم.
وحتى إن نجحوا في الهرب، فإن حظوظهم تقودهم أحيانا إلى أماكن يتعرضون فيها للتنمر والعنصرية والاضطهاد.
وقد شهدنا في الآونة الأخيرة موجات كراهية تعرض لها لاجئون من سورية والعراق في تركيا. هذا التنمر والاعتداء المستمر، أدى إلى إحراق وتكسير محال وسيارات. كما شهدنا في أفغانستان في الأيام الأخيرة حركات هروب أسفر بعضها عن إزهاق أرواح أناس تعلق عدد منهم بعجلات الطائرات.
كان دافع هؤلاء للنزوح من أوطانهم البحث عن الأمان، الذي لم يتوافر لهم في دولهم.
ومن المهم هنا، التأكيد أن هناك إصرارا على استهداف الدول الآمنة، والسعي إلى زرع القلاقل فيها، سواء من خلال التغرير بعامة الناس وتحريضهم على مجتمعاتهم، أو من خلال الاستهداف الخارجي الذي يشارك في تمويله أناس يفترض أن يوجهوا طاقاتهم وجهودهم لنشر السلام ولكنهم يبددون ثروات شعوبهم في تمويل الفوضى.
لقد استطاعت المملكة وعدد من دول الخليج العربية أن تقدم نماذج متميزة في التنمية. ولا شك أن كل ذي نعمة محسود. ولذلك من المهم أن يعي أبناء وبنات هذا الوطن، أن الدفاع عن هذا النماء يتطلب وعيا وسلوكا إيجابيا يتصدى لكل الأشباح الذين يستخدمون الـ"واتساب" وبقية منصات التواصل الإلكتروني حتى الألعاب الإلكترونية، للتنمر ونشر الكراهية ومحاولة التأثير في الآراء. كثيرة هي الرسائل التي تزعم الخير ومضامينها تفيض بالشر والأذى.