الميركاتو الصيفي .. إنفاق متراجع وصفقات متقلصة لميسي ورونالدو

الميركاتو الصيفي .. إنفاق متراجع وصفقات متقلصة لميسي ورونالدو
ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو خلال حفل رياضي جمعهما عام 2019. تصوير: هارولد كنينجهام "جيتي"

خفضت أكبر أندية كرة القدم الأوروبية الإنفاق على اللاعبين، حتى مع اشتمال الميركاتو الصيفي على أسماء كبيرة مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
انخفاض الإنفاق على الانتقالات يعكس عامين من الخسائر المالية الناجمة عن جائحة كورونا، ما جعل المسؤولين التنفيذيين في الرياضة يكافحون من أجل تحقيق مكاسب من سوق الانتقالات التي يبلغ حجمها مليارات اليورو.
تم إغلاق النافذة الصيفية - وهي فترة ثلاثة أشهر يمكن للفرق أثناءها التعاقد مع اللاعبين - الثلاثاء من الأسبوع الماضي. خلال هذه الفترة كان إجمالي إنفاق الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، إنجلترا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، يقترب من ثلاثة مليارات يورو، وفقا لأرقام من شركة ديلويت الاستشارية.
انخفض الرقم من 3.25 مليار يورو في العام السابق، ومن الرقم القياسي البالغ 5.5 مليار يورو في 2019، قبل أن يوجه الوباء ضربة لدخل الأندية من خلال خسارة إيرادات التذاكر والأموال التي استردتها شركات البث نتيجة للمباريات المؤجلة أو الملغاة. قدرت رابطة الأندية الأوروبية، وهي الهيئة التي تمثل نحو 200 فريق رائد، أن الأندية في جميع أنحاء القارة عانت نقصا جماعيا في الإيرادات بلغ 3.6 مليار يورو على مدى العامين الماضيين.
ومع أن الإنفاق على الرسوم سجل انخفاضا، إلا أن حركة الانتقالات بين الأندية كانت كبيرة. وشمل ذلك زيادة في الانتقالات "الحرة"، مثل انتقال ميسي من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، بعدما عجز النادي الإسباني عن تحمل راتب أحد "أصوله" الأعلى قيمة، في وقت يسعى فيه إلى خفض ديون تجاوزت مليار يورو.
كانت هناك أيضا سلسلة من صفقات "إعارة" رفيعة المستوى في اليوم الأخير للانتقالات، مثل تحول ساؤول نيجيز من أتلتيكو مدريد إلى تشيلسي وعودة أنطوان جريزمان من برشلونة إلى أتلتيكو.
عمليات الإعارة تسمح للأندية بالتخلص من اللاعبين ذوي الأجور العالية. رواتب اللاعبين، وليس رسوم الانتقالات، تمثل أكبر تكلفة بالنسبة إلى معظم الأندية الأوروبية. في الأغلب ما تتضمن صفقات الإعارة خيارا، أو التزاما من جانب النادي الذي انتقل إليه اللاعب بدفع رسوم تجعل الانتقال دائما في تاريخ لاحق، ما يؤدي في الواقع إلى تأخير بعض التكلفة إلى مواسم لاحقة.
قال دان جونز، رئيس الأعمال الرياضية في شركة ديلويت، "كان هناك تشعب. لا تزال الأندية الكبرى تنفق أموالا طائلة على أفضل اللاعبين، لكن في الطرف الآخر من السوق، كان هناك كثير من صفقات الانتقال والإعارة المجانية."
بالنسبة إلى بعض الفرق يؤدي خفض الإنفاق على رسوم الانتقالات إلى تفاقم الأزمة المالية التي لا تزال تؤثر في الأندية.
قال مسؤول تنفيذي في فريق إيطالي بارز، إن الأندية الصغيرة تعتمد على بيع أفضل اللاعبين مقابل ما بين عشرة و30 مليون يورو للمساعدة على تحقيق توازن حساباتها في كل موسم. لكن الطلب على عمليات الاستحواذ على هذا المستوى تبخر، حيث تسعى فرق في إسبانيا وإيطاليا وألمانيا إلى تقليل نفقاتها على اللاعبين، مضيفا، "إنها سوق مزدحمة".
بلغ إجمالي إنفاق الأندية الـ20 في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي المنافسة المحلية الأكثر قيمة في أوروبا، 1.1 مليار جنيه استرليني، منخفضا 9 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وتعد هذه فترة الانتقالات الصيفية الثانية على التوالي التي تنخفض فيها الرسوم.
مع ذلك، ظلت الأندية الإنجليزية الأكثر نشاطا في أوروبا. بلغ صافي نفقات الانتقالات في الدوري الإنجليزي الممتاز - المشتريات مطروحا منها المبيعات - 560 مليون جنيه سترليني "655 مليون يورو" هذا الصيف. هذا الرقم يقزم صافي الإنفاق في الدوري الإسباني "لا ليجا"، البالغ 65 مليون يورو، والدوري الإيطالي "سرى أ"، 61 مليون يورو، والدوري الفرنسي الممتاز، 15 مليون يورو. حققت الأندية في الدوري الألماني "بوندسليجا" أرباحا صافية من مبيعات اللاعبين بلغت 40 مليون يورو.
تركزت أكبر النفقات في الدوري الإنجليزي الممتاز على آرسنال ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي، وهي الأندية الأعلى إدرارا للأرباح في البريمير ليج. مع ذلك، عبر الدوري، بلغ صافي الإنفاق على تحويل اللاعبين كنسبة من الإيرادات المقدرة 10 في المائة هذا العام، مقارنة بـ18 في المائة العام الماضي، في إشارة أخرى إلى أنه حتى أندية النخبة الإنجليزية مجبرة على العيش في حدود إمكاناتها.
لا يزال الطلب قائما على اللاعبين الذين يعدون من بين الأفضل. تم تأمين عودة رونالدو إلى مانشستر يونايتد من يوفنتوس الإيطالي مقابل رسوم تصل إلى 23 مليون يورو، لكن لا يزال من المتوقع أن يكون اللاعب الأعلى أجرا في النادي الإنجليزي.
عرض ريال مدريد الإسباني ما يصل إلى 200 مليون يورو للتعاقد مع كيليان مبابي من باريس سان جيرمان، على الرغم من انتهاء عقد المهاجم الفرنسي قريبا، ما يعني أنه يمكن أن ينتقل الصيف المقبل دون رسوم على الإطلاق.
قال أشخاص مشاركون في مناقشات الانتقالات هذه إن دافع ريال مدريد للسعي إلى الحصول على انتقال مبابي نابع من التنافس المرير بين الناديين.
كان رئيس النادي الإسباني، فلورنتينو بيريز، هو المهندس الرئيس للدوري الأوروبي الممتاز، وهي منافسة انفصالية انهارت في وقت سابق من هذا العام، بعد معارضة من باريس سان جيرمان وأندية أخرى.
قال أشخاص مقربون من بيريز إن قدرة الجانب الفرنسي على مقاومة مثل هذا العرض الضخم لمبابي تسلط الضوء على إلى أي مدى يعد النادي الباريسي الثري غير مقيد بالاعتبارات المتعلقة بالميزانية مثل الآخرين، ولا سيما في الوقت الذي تم فيه تخفيف ما تسمى لوائح اللعب النظيف المالي بسبب الجائحة.
كان مانشستر سيتي وتشيلسي من بين الأندية التي أبدت اهتماما بإيرلينج هالاند، مهاجم بوروسيا دورتموند النرويجي الذي يمثله "الوكيل الخارق" مينو رايولا.
تراجع الناديان بعد أن قيل لهما إن هالاند، الذي يعد من بين أفضل اللاعبين المحتملين في كرة القدم الأوروبية، سيكلف 500 مليون جنيه استرليني على مدى خمسة أعوام، وهو مبلغ يتضمن راتب اللاعب وأتعاب الانتقال والوكيل، وفقا لشخص مطلع على المحادثات.
قال هذا الشخص، "الحديث عن رسوم الانتقال المخفضة برمته خداع. رسوم الوكيل لا تزال ترتفع والأجور مريعة."

الأكثر قراءة