شركة إعادة نموذجا .. قطاع إعادة التأمين في المملكة حماية محلية وحضور دولي
سجلت سوق إعادة التأمين في المملكة 6.8 مليار ريال في 2020، ويعد قطاع إعادة التأمين أحد قطاعات الخدمات المالية المهمة والحديثة في المملكة، التي تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، نسبة لإسهامه بفاعلية في حماية الأصول، وتمكين قطاع التأمين المباشر، إضافة إلى دعم المحتوى المحلي من خلال الاحتفاظ بأقساط الـتأمين محليا، علاوة على تصدير الخدمات، التي تندرج ضمن الصادرات غير النفطية، التي تدعم الناتج المحلي العام.
تلعب إعادة التأمين دورا أساسيا في إدارة المخاطر، تتمكن خلالها شركة التأمين من الحصول على تغطية للأخطار، التي تكتتبها وتسندها إلى شركة إعادة التأمين، وهذا الوضع يوفر لشركات التأمين سعة اكتتابية إضافية، ويحد من تركز الأخطار، ويسمح باكتتاب قدر أكبر من الأعمال، دون الحاجة للجوء لزيادة رؤوس أموالها، أو فوائضها المالية، ما يمنح هذه الشركات ميزة مضافة، كما تساعد شركات إعادة التأمين على تحقيق متطلبات الملاءة المالية، وتسهم في تطوير المنتجات والحلول التأمينية.
نموذج "إعادة"
أسست شركة "إعادة"، السعودية في 2008 لتكون أول شركة متخصصة في إعادة التأمين في السعودية، وتوفر حلول إعادة التأمين بنوعيه الاختياري والاتفاقي في المجال الهندسي والممتلكات والبحري والمسؤوليات والمركبات والصحي والحياة. وقد أسهم وجودها في واحدة من أسواق التأمين الأعلى نموا ضمن أحد اقتصادات دول مجموعة العشرين في نجاح الشركة. وقد استثمرت "إعادة"، مزاياها التنافسية المستمدة من قوة مركزها المالي ووضعها في السوق السعودية بتعزيز أعمال الشركة وتأسيس كيان محلي قوي شكل نقطة انطلاق نحو الأسواق العالمية. وتمتلك الشركة قاعدة أصول نحو 3.3 مليار ريال، ورأسمال قدره 891 مليون ريال، حيث تصنف الشركة حاليا بين أقوى شركات إعادة التأمين في الشرق الأوسط، من حيث رأس المال والقوة المالية.
وترتكز استراتيجية الشركة على محاور رئيسة تستهدف تعظيم قيمة مساهميها، وتتمثل في تحقيق حجم أعمال مجز اقتصاديا مكن الشركة من استيعاب تأثير الحوادث الجسيمة، والحفاظ على محفظة تأمينية تتمتع بقدر من التنوع في الأخطار المكتتبة، وكذلك الانتشار الجغرافي، وبناء علاقات متميزة ومستدامة مع العملاء والوسطاء والشركاء قائمة على مبدأ الالتزام طويل المدى، وامتلاك قدرات فنية وتشغيلية وتقنية وبشرية ذات كفاءة وفعالية عالية تسخر لتقديم خدمات متميزة للعملاء والشركاء، وتحقيق السلامة المالية والحفاظ على مركز مالي صلب يتمثل في رأسمال قوي ومستوى ملاءة ملائم واحتياطيات فنية كافية ومصادر إيرادات متنوعة وتقييم ائتماني قوي.
الحضور الدولي
تعد إعادة التأمين إحدى الخدمات المالية العابرة للحدود، فعلى الصعيد الخارجي، فقد سعت "إعادة"، إلى تعزيز مكانتها في سوق إعادة التأمين الدولي مدفوعة لتحقيق أهدافها في النمو والتنوع الجغرافي، حيث استهدفت "إعادة"، الأسواق الناشئة، التي تشهد نموا ومستوى ربحية مجز، ونجحت في بناء علاقات وطيدة مع العملاء والوسطاء وتكوين سمعة جيدة تعكس قوة والتزام الشركة تجاه المتعاملين معها. وعلى الرغم من دخولها إلى أسواق تشتهر بالتنافسية العالية، نجحت الشركة في تعزيز حضورها في أكثر من 40 سوقا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، كما دخلت الشركة إلى سوق لويدز في المملكة المتحدة، إحدى أكبر أسواق التأمين في العالم. وأسست "إعادة"، فرعا لها في ماليزيا لخدمة عملائها في القارة الآسيوية. وتعد السوق السعودية السوق الأساسية للشركة، إلا أن أنشطتها في باقي دول العالم مثلت 63 في المائة من محفظتها التأمينية في 2020، ما يعزز من تنوع وتوازن أعمالها.
أداء مالي مستقر
استطاعت الشركة أن تحقق نموا خلال الأعوام الماضية بشكل ثابت ومتنوع، حيث بلغت الأقساط المكتتبة 935 مليون ريال في 2020، مقارنة بـ556 مليون ريال 2014، بزيادة تتجاوز 65 في المائة شملت الأسواق المحلية والعالمية. وتحرص الشركة على الحفاظ على متانة مركزها المالي، حيث تجاوز إجمالي الأصول 3.3 مليار ريال بنهاية النص الأول من العام، في حين سجلت الاحتياطيات الفنية 2.14 مليار ريال، كما بلغ هامش الملاءة المالية 223 في المائة. وقد انعكس ذلك على تحقيق الشركة لتصنيف القوة المالية من الفئة A3 من وكالة التصنيف الائتماني الدولية "موديز"، الذي يسند إلى قوة الشركة ماليا ومكانتها السوقية، إضافة إلى تصنيف ائتماني للقوة المالية من فئة AA+ من وكالة سمة للتصنيف "تصنيف".
وتمكنت الشركة من تحقيق أداء مالي مستقر يحقق استدامة الربحية، حيث يظهر سجل الشركة استمرار الأرباح على مدى الستة أعوام الماضية، ولدعم القاعدة الرأسمالية للشركة وتمويل أنشطة التوسع المستقبلية، فقد تم زيادة رأسمال الشركة من 810 ملايين ريال إلى 891 مليون ريال، عن طريق رسملة 81 مليون ريال من حساب الأرباح المبقاة، وذلك بمنح سهم واحد لكل عشرة أسهم مملوكة.
الاستدامة
تعد "إعادة"، من أوائل الشركات في سوق التأمين السعودية، التي تقوم بإصدار تقرير الاستدامة المبني على أسس الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة. ويعتمد إطار الاستدامة للشركة على ست ركائز أساسية، هي: المساهمة الوطنية، حماية البيئة، رعاية الأفراد والمجتمع، حوكمة قوية وأداء اقتصادي قوي، علاقات متميزة مع العملاء، والتأمين المستدام.
وانطلاقا من الإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، فإن "إعادة"، تطبق تقنيات اﻻﺑﺘـﻜﺎر عبر اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺮقمي، ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻛﺰ اﺳـﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻻﺑﺘـﻜﺎر اﻟﺨﺎﺻﺔ بالشركة ﻋﻠـــﻰ اﻟﻌﻤﻴﻞ، وﺗﻬﺪف لتحسين ﺳﻠﺴﻠﺔ قيم العملاء، وأطلقت الشركة ﻓﻲ 2020 ﻣﺸـﺎرﻳﻊ ﻣﺒﺘﻜﺮة، ﻣﺜﻞ الحصول على أول نموذج اكتواري في المملكة لتقدير مخاطر الكوارث الطبيعية ﻣﺸـﺮوع ﻣﺴــﺘﻮدع اﻟﺒﻴﺎﻧــﺎت وﻣﺸـﺎريع ﺗﻌﺰﻳـﺰ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت واﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻣﺸـﺎرﻳﻊ ﺗﺤﺴـﻴﻦ اﻟﺒﻨﻴـﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ.
المساهمة في دعم اقتصاد المملكة
تستشعر "إعادة" أهمية المساهمة في المنظومة الاقتصادية المحلية كونها الشركة المتخصصة في إعادة التأمين في المملكة، وتسهم في دعم الناتج المحلي الإجمالي للمملكة عبر عدة مجالات، أبرزها زيادة المحتوى المحلي عبر الاحتفاظ بأقساط إعادة التأمين داخل المملكة وزيادة قيمتها في الاقتصاد المحلي، والحد من تسرب هذه المبالغ للأسواق الخارجية. ومن أمثلة ذلك، ساهمت الشركة بالاحتفاظ بنحو 2.5 مليار ريال داخل السوق السعودية خلال الخمسة أعوام الماضية، كما تسهم "إعادة" من خلال انتشارها في الأسواق الخارجية عبر تصدير خدمات إعادة التأمين للأسواق العالمية وتمثيل المملكة في المحافل الدولية، حيث بلغت صادراتها في آخر خمسة أعوام 2.2 مليار ريال. وبشكل عام تشارك الشركة في تطوير صناعة التأمين من خلال نقل المعرفة وتوفير الحلول التأمينية. ويعد برنامج التأمين المشترك على العيوب الخفية، الذي حصلت "إعادة" على امتياز حصري لإعادة التأمين، أحد أحدث البرامج، التي تم تطويرها، الذي يلبي الحاجة الملحة إلى سوق البناء والتشييد في المملكة، ويغطي العيوب الخفية، التي تظهر في المباني والإنشاءات وسيرفع من جودة البناء.