الاستفادة من الشركات الأجنبية

‏تشهد السعودية - ولله الحمد - إقبالا كبيرا على الاستثمارات المحلية والأجنبية، نظرا لتحديث وتجديد الأنظمة والتشريعات وتسجيلها وتشجيع هذه الاستثمارات بأدوات تحفيز عديدة، إضافة إلى ما يشكل موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي بين دول العالم، وحيث نلمس أخيرا رغبة عديد من الشركات الأجنبية، خاصة نقل مقارها الإقليمية للمملكة وبدء استثمارات جديدة لها في المدن الصناعية في مواقع وقطاعات متعددة في المملكة.
إن هذه فرص كبيرة لتوظيف الشباب والشابات من المواطنين والمقيمين على هذه الأرض المباركة، وهذه الفرص تتطلب الاستعداد لها من أوجه عدة قد يكون أولها تحدث اللغة الإنجليزية، فرغم أن اللغة العربية هي لغتنا التي نعتز بها ونجلها ونقدمها للعالم بأنها لغة القرآن الكريم وندعمها بالتحدث بها دائما إلا إذا اقتضت الضرورة أن نتحدث بغيرها فلا حرج حين إذن من التحدث باللغة التي يتطلبها الموقف، ولا شك أن اللغة الإنجليزية من اللغات الجدير بالشاب والشابة معرفتها، خاصة الراغبين في الاستفادة من هذه الاستثمارات الأجنبية والانضمام إليها.
ومن المهارات المطلوبة كذلك إعداد سيرة ذاتية حقيقية باللغتين العربية والإنجليزية للتعريف بالشخص ومؤهلاته العلمية والمهارات التي يتقنها، وبيان رغباته وطموحاته وكتابة اسمه وعنوانه وطرق التواصل اللازمة معه وتزويد ذلك بصورة من مؤهلات وشهادات الخبرة التي حصل عليها إن وجدت.
ومن أوجه الاستفادة كذلك الدخول إلى موقع هذه الشركات في الشبكة الإلكترونية والتعرف على نشاطات الشركة المختلفة وقيادتها الإدارية، والطرق الصحيحة للتواصل معها وإرسال السيرة الذاتية لها، فالشركات الأجنبية بلا شك ستحتاج إلى عديد من الكفاءات الوطنية للأعمال الإدارية والفنية والخدماتية، وسيحدث وجودها فرصا عديدة في ذلك، فجدير بالشباب والشابات الاستفادة والمبادرة في ذلك، وهذا مظهر من مظاهر التفاعل الإيجابي الذي يتفق مع أهداف ورؤية المملكة 2030، ويحقق طموح قيادتها ومن أوجه الاستفادة الفعالة من هذه الشركات: أخذ الدورات التدريبية التخصصية ولو بتلقيها عن بعد افتراضيا أو حضوريا، والحصول على المهارات التي تتطلبها أعمال هذه الشركات، وكلما تعددت مهارات الشاب أو الشابة كان أجدر بالحصول على فرص عمل أفضل مع الاستمرار في التعلم والتدريب دون كل أو ملل.
نعلم أن عمل الشاب أو الشابة في أي قطاع ومع أي جهة يمثل سفيرا لأسرته ومجتمعه وبلده وما تربى عليه من قيم وأخلاق ودين، فتمسكوا بهذه القيم والأخلاق وستكونون محل تقدير واحترام الآخرين، ولا تعارض مع متطلبات العمل أنى كانت طبيعته أو موقعه، ونحن نرى كثيرا من الشركات الأجنبية التي يعمل بها مواطنون ومقيمون يصرون على علاقتهم بهم ويجدون فيهم قدوة في الأداء والالتزام بالوقت وتحقيق الأهداف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي