الشرق الأوسط واجتذاب مزيد من الاستثمارات «2 من 2»
“حان الوقت الآن لتوسيع البرامج القائمة للتعاون الإقليمي وتوطيدها، بما في ذلك في مجالات الزراعة والتحول الرقمي التي تشتد فيها الحاجة إلى إحراز تقدم، واستكشاف فرص إضافية للتكامل الإقليمي بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء”.
وفي شمال إفريقيا يجب أيضا توسيع روابط الطاقة الإقليمية الحالية مع دول أوروبا على البحر المتوسط. وفي اجتماع عقد في الآونة الأخيرة مع المحافظين العرب أثناء الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي، أكدت ضرورة مواصلة هذه المبادرات الحيوية الإقليمية للطاقة وتسريع وتيرتها، وإعطاء أولوية للإجراءات التي ستساعد على تقليص الاختلالات بين جانبي الطلب والعرض في كثير من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما تتيح حقيقة أن موارد المياه في معظم دول المنطقة مشتركة، فرصة لتسريع خطى السعي لتحقيق التكامل الإقليمي. وفي المنطقة، يعد كل أحواض الأنهار وروافدها ومكامن المياه الجوفية موارد مائية مشتركة. ومع ازدياد الضغوط بسبب تغير المناخ والنمو السكاني والتنمية، ستزداد أهمية وضع أطر كافية لتعزيز التعاون الإقليمي. وثمة مجموعة واسعة من الأمثلة العالمية التي تظهر قوة المياه كمحفز للتعاون. ونتيجة لذلك، فإن تقوية التعاون المائي العابر للحدود يمكن أن تكون أداة قوية لتحسين الأمن المائي في دول المنطقة، وكذلك لتعزيز الرخاء الاقتصادي، وزيادة التعاون.
وأخيرا، وكما هو مبين في الوثيقة المحدثة التي صدرت في الآونة الأخيرة لنهج مجموعة البنك الدولي بشأن التكامل الإقليمي في إفريقيا، من الضروري تقوية وتمكين الروابط التاريخية والاجتماعية الاقتصادية القوية التي توجد بين دول المغرب العربي ودول إفريقيا جنوب الصحراء. وتحسبا لدخول اتفاق التجارة الحرة لقارة إفريقيا حيز النفاذ، حان الوقت الآن لتوسيع البرامج القائمة للتعاون الإقليمي وتوطيدها، بما في ذلك في مجالات الزراعة والتحول الرقمي التي تشتد فيها الحاجة إلى إحراز تقدم، واستكشاف فرص إضافية للتكامل الإقليمي بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء.
ورغم ضخامة تحديات إرساء التجارة الإقليمية والبنية التحتية، والمؤسسات والحفاظ عليها، فإن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقف على أعتاب مبادرات مهمة للتكامل الإقليمي ستتيح تحسنا تشتد الحاجة إليه في مستويات الكفاءة، وتنويع النشاط الاقتصادي، وبناء الثقة، والنمو الأخضر، وهي جميعا ستلعب دورا تحفيزيا في النمو الاقتصادي والحد من الفقر في المنطقة. وتقف مجموعة البنك الدولي على أهبة الاستعداد للقيام بدور في تعزيز هذه الأجندة التي تستشرف المستقبل.