التفاوت بين الجنسين يؤثر على الطاقة الإنتاجية للاقتصاد الأمريكي
قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" أمس، إن النساء عانين أكثر من الرجال في خسائر الوظائف أثناء الركود الذي أثارته جائحة كوفيد - 19، وإن من الضروري جسر الفجوات بين الجنسين حتى يصل الاقتصاد إلى الاستغلال الكامل لقدراته.
وبحسب "رويترز"، قال باول في مؤتمر افتراضي نظمه مجلس الاحتياطي الاتحادي "التفاوتات القائمة منذ أمد طويل تؤثر في الطاقة الإنتاجية لاقتصادنا، الذي لا يمكن أن يحقق الاستغلال الكامل لقدراته إلا إذا كان لدى الجميع فرصة متينة للمساهمة في ازدهار واسع وجني ثماره".
ولم يدل باول بأي تعليقات بشأن آفاق السياسة النقدية.
وأظهر مسح نشره بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك أمس أن توقعات التضخم في الأجل القصير زادت في تشرين الأول (أكتوبر)، كما أن توقعات المستهلكين للدخل والإنفاق على مدار العام المقبل ارتفعت إلى أعلى مستوى في ثمانية أعوام.
وبحسب "رويترز"، ارتفع متوسط توقعات التضخم على مدار عام من الآن في تشرين الأول (أكتوبر) للشهر الـ12 على التوالي إلى 5.7 في المائة من 5.3 في المائة في أيلول (سبتمبر)، ليصل إلى مستوى مرتفع جديد منذ إطلاق المسح في حزيرن (يونيو) 2013.
لكن التوقعات للأجل المتوسط لما سيكون عليه التضخم في ثلاثة أعوام ظلت دون تغيير في تشرين الأول (أكتوبر) عند 4.2 في المائة بعد زيادات لثلاثة أشهر متتالية.
وقال المستهلكون الذين شملهم المسح إنهم يتوقعون أن ينمو دخل الأسر بمتوسط 3.3 في المائة في عام، ارتفاعا من 3.0 في المائة في أيلول (سبتمبر). وزادت توقعات المستهلكين للإنفاق على مدار عام من الآن إلى 5.4 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) من 5.0 في الشهر السابق، ليصل أيضا إلى مستوى مرتفع جديد.
وقفز متوسط التوقعات للتغير في سعر البنزين على مدار عام من الآن إلى 9.4 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر)، من 5.9 في المائة في أيلول (سبتمبر). وقال المستهلكون أيضا إنهم يتوقعون مزيدا من الزيادات في تكاليف التعليم الجامعي والغذاء والإيجارات.
إلى ذلك، أعادت الولايات المتحدة فتح حدودها البرية والجوية أمس أمام المسافرين الأجانب الملقحين بعد 20 شهرا على إغلاقها وفرض قيود على السفر، ما أثر في العائلات والسياحة وتسبب في توتر دبلوماسي.
وفي مواجهة الوباء، أغلقت الولايات المتحدة حدودها اعتبارا من آذار (مارس) 2020، باستثناء الحالات التي تكون فيها أسباب مقنعة محدودة جدا، أمام ملايين المسافرين القادمين خصوصا من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والصين ثم في وقت لاحق الهند والبرازيل.
كما أغلقت نقاط دخول برية أمام الزوار من كندا والمكسيك.
وبحسب "الفرنسية"، أثرت هذه الأشهر من القيود المفروضة في مئات الملايين من الناس.
وفي المطارات في أوروبا، وقف مسافرون متحمسون في انتظار الصعود على متن الطائرات المتوجهة إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بينما شوهدت طوابير طويلة من المسافرين والسيارات عند الحدود مع كندا والمكسيك.
وفي مطار رواسي - شارل ديجول في باريس، وقفت شارلوت بوليه (27 عاما) في انتظار دورها لوضع حقائبها، وأعربت عن سعادتها لتمكنها من التوجه للقاء أصدقائها مرة أخرى.
وقالت "سأذهب إلى نيويورك، وسأقوم برؤية المعالم مع زوجي وسألتقي بأصدقاء لم أرهم منذ عام ونصف بسبب كوفيد".
أما في مطار هيثرو في لندن، فأقلعت طائرتان من شركتي "بريتيش أيرويز" ومنافستها "فيرجين أيرلينز" إلى نيويورك في الوقت نفسه من مدرجين متوازيين.
ولمواجهة الأعداد الكبيرة من المسافرين، زادت الشركات التي تعتمد بشكل كبير على المسارات الجوية عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، عدد الرحلات، واختارت طائرات أكبر ووفرت عددا كافيا من الموظفين.
وعلى طول الحدود مع المكسيك، واجه كثير من المدن صعوبات اقتصادية بسبب القيود التي فرضت مع كوفيد.
أما على الحدود مع كندا، قبل شروق الشمس اصطفت طوابير من المسافرين في سياراتهم ومنازلهم المتنقلة عند جسر "قوس قزح" بين شلالات نياجرا في أونتاريو ونيويورك.
وبالنسبة إلى المسافرين الذين يصلون جوا، ستطلب الولايات المتحدة اعتبارا من الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر)، إضافة إلى إثبات التطعيم وفحص الكشف عن كورونا قبل ثلاثة أيام من المغادرة، أن تضع شركات الطيران نظام تتبع للمخالطين.
وبالنسبة إلى الوافدين برا، فأعلن البيت الأبيض هذا الأسبوع أن رفع القيود سيتم على مرحلتين.
واعتبارا من الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر)، سيتمكن القادمون لأسباب تعد غير ضرورية من عبور حدود كندا أو المكسيك، على سبيل المثال تلك المتعلقة بالعائلة أو السياحة، شرط تلقي اللقاح. والوافدون لأسباب تعد ضرورية، من مثل سائقي الشاحنات يتم إعفاؤهم من ذلك.
لكن اعتبارا من كانون الثاني (يناير)، سيتم تطبيق إلزامية التطعيم على كل الزوار الذين يعبرون الحدود البرية مهما كان سبب دخولهم.
من جانب آخر، أشارت السلطات الصحية الأمريكية إلى أنه سيتم قبول كل اللقاحات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية.
وهي حتى الآن، بحسب الإجراء الطارىء الذي وضعته منظمة الصحة، أسترازينيكا وجونسون آند جونسون وموديرنا وفايزر/بايونتيك وسينوفارم وسينوفاك.
ولم تفرض الولايات المتحدة التي كانت صارمة جدا في إغلاق الحدود، إلزامية التطعيم على الركاب في رحلات داخلية. حتى إدارة بايدن التي رضخت في الآونة الأخيرة لفرض بعض الإجراءات الملزمة، لم تقدم على تغييرات بسبب حساسية الموضوع سياسيا.
ولم تعلق الولايات المتحدة حتى الآن على زيادة الإصابات بكوفيد في أوروبا.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الخميس أن وتيرة انتقال عدوى كوفيد - 19 في أوروبا "مقلقة جدا" في الوقت الراهن، ما قد يؤدي إلى تسجيل 500 ألف وفاة إضافية في القارة بحلول شباط (فبراير).
وفي ألمانيا، أعلنت شركات طيران مختلفة ارتفاع نسب الإشغال على طائراتها التي انطلقت من مطارات ألمانية، وأشارت إلى أن هناك طلبا كبيرا على الحجوزات.
من جانبه، قال كلاوس فروزه مدير شركة لوفتهانزا في مطار فرانكفورت، إن نسبة الإشغال ستعود في الأسابيع المقبلة كما كانت في عام ما قبل الأزمة 2019.
وأوضح أن جدول الرحلات الشتوية لشركته من مطاري فرانكفورت وميونخ يتضمن 160 رحلة أسبوعيا إلى 19 وجهة أمريكية، وهو ما يمثل ارتفاعا هائلا مقارنة بـ30 رحلة في الصيف الماضي.
من جانبها، أعلنت شركة توي للسياحة أن أسواق رأس السنة الميلادية في نيويورك والعطلات الشاطئية في فلوريدا عادت لتجذب كثيرا من السياح إلى الولايات المتحدة.
وقال رئيس توي ألمانيا شتيفان باومرت، "نرى تأثيرا تعويضيا ملحوظا في الرحلات، سواء في الحجوزات على المدى القصير، ولا سيما من الأزواج والمجموعات الصغيرة لتشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر)، أو في الرحلات على المدى الطويل للعائلات في العطلة الصيفية".
ورحب اتحاد شركات بناء الطائرات "في دي إم أيه" بخطوة العودة إلى "الوضع العادي"، مشيرا إلى أن أغلبية رجال الأعمال كانوا محرومين من إمكانية التعامل مع السوق الأمريكية بالشكل الذي كانوا يودونه.
وقال بيتر التماير وزير الاقتصاد في حكومة تسيير الأعمال الألمانية بمناسبة نهاية قيود السفر، "هذا جيد لعلاقتنا عبر ضفتي الأطلسي، وهذا جيد للاقتصاد وللناس".
وفي أعقاب رفع الحظر، أقلعت أول طائرة من ألمانيا إلى أمريكا قبل وقت قصير من الساعة التاسعة صباح أمس، وهي طائرة بوينج 777 تابعة لشركة سنغافورة، حيث انطلقت الطائرة من مطار فرانكفورت، أكبر المطارات الألمانية، متجهة إلى نيويورك.
وهناك عديد من الشركات التي تعمل في السوق الألمانية في مجال تسيير رحلات إلى أمريكا، منها شركة لوفتهانزا وشركات الطيران الأمريكية الكبيرة، إضافة إلى شركة كوندور للرحلات الترفيهية.