جهود السعودية لحماية الأرض من التلوث

احتلت قضية أزمة المناخ الصدارة في جدول أعمال مجموعة العشرين التي عقدت في إيطاليا في الأسبوع قبل الماضي، وبحثت المجموعة على هامش المؤتمر هذه الأزمة، من خلال حديث ما طرحه بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا في ختام قمة مجموعة العشرين أنه في حال فشل قمة العشرين في تناول أزمة المناخ بشكل جدي فإن كل شيء سيفشل.
ومن ناحيته غادر الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش روما بآمال محبطة لأنه يرى أن قمة العشرين لم تتخذ قرارات إيجابية لحماية الأرض من الانبعاثات الملوثة، ولكن ماريو دراجي رئيس وزراء إيطاليا الذي رأست بلاده قمة مجموعة العشرين، أكد أنه علينا أن نضع في اعتبارنا أن هذه مجرد بداية، ونتقدم خطوة خطوة، وطبقا لنائبة رئيس منظمة جلوبال سيتيزن فريدريكه رودر أن كل ما رآه العالم خلال اجتماع مجموعة العشرين يعد أنصاف إجراءات أكثر من أنها تدابير قوية وملموسة.
وعلى الصعيد نفسه فما زالت العاصمة الاسكتلندية جلاسكو التي ينظم فيها مؤتمر يناقش أزمة المناخ طوال أسبوعين، وشارك في المؤتمر نحو 120 من قادة الدول والحكومات.
وكانت العاصمة الفرنسية باريس قد تبنت اتفاقية باريس التي تضمنت مجموعة آليات هادفة للتخفيف من كميات الغاز الضارة المنبعثة جراء احتراق الغازات، وكان مفترضا الوصول إلى ذلك بحد أقصى في عام 2030، لكن نتيجة انسحاب الولايات المتحدة في عهد إدارة الرئيس دونالد ترمب تم تمديد الاتفاقية إلى عام 2050 بدلا من عام 2030، ويومذاك خشي خبراء بيئيون واقتصاديون أن تطغى المصالح الاقتصادية على المصالح الوجودية والإنسانية.
والواقع أن للسعودية مبادرات كبيرة إزاء أزمة المناخ، حيث إنها تبنت فكرة تخضير الشرق الأوسط، وكذلك تعمل بمثابرة شديدة للقضاء على الانبعاثات الكربونية.
ولعبت السعودية دورا مميزا في قمة COP26 حيث شهد جناح المملكة جلسة نقاش حول التقنيات الحالية والمستقبلية لاستخلاص الكربون حضرها عدد كبير من الأكاديميين والمهتمين بقضايا المناخ.
وقدم المتحدثون السعوديون شرحا لأهداف مبادرة السعودية الخضراء التي سبق أن أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشيرين إلى أنها تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون من خلال زيادة الغطاء النباتي، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية والحياة الفطرية، وناقشت الجلسة بعض جوانب المبادرة السعودية التي من أبرزها زراعة عشرة مليارات شجرة داخل السعودية خلال العقود القليلة المقبلة، وزراعة مليارات الأشجار في منطقة الشرق الأوسط، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفا تمثل إسهام المملكة بأكثر من 4 في المائة من تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 في المائة من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.
وقدم المتحدثون السعوديون شرحا لتقنيات استخلاص ثاني أكسيد الكربون بما فيها استخدام طرق ما قبل وبعد الاحتراق من الماكينات التي تعمل بالوقود السائل، وتقنيات الاحتجاز والاستخلاص وغيرها من الطرق الطبيعية مثل معادلة كميات الانبعاثات عبر زيادة الغطاء النباتي أو تخزينه من خلال زراعة الطحالب.
وخلال جلسات النقاش التي نظمها الوفد السعودي على هامش مؤتمر جلاسكو تم استعراض الجهود التي تقوم بها شركة أرامكو السعودية التي تنفذ حاليا أحد أكبر المشاريع التجريبية لاستخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه على مستوى منطقة الشرق الأوسط، إذ يتم استخلاص 45 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من الغاز ومعالجتها في معمل الشركة في منطقة الحوية.
ولو استقصينا دور السعودية في جهودها الحثيثة الرامية إلى نظافة الكرة الأرضية من الشوائب والملوثات نلاحظ أنها في مقدمة الدول التي قامت بمبادرات عملية وملموسة لحماية الكرة الأرضية من التلوث، حيث تبنت كثيرا من توصيات قمة مجموعة العشرين التي استضافتها العاصمة الرياض في عام 2020، أي أن المملكة كانت وما زالت تعطي قضية أزمة المناخ أهمية بالغة لأنها تدرك المخاطر التي تحيق بالكرة الأرضية، وتتهدد الوجود الإنساني فوق كوكب الأرض.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي