الإدارة بـ «الفزعة»
مهما تنوعت أساليب وأنماط الإدارة إلا أن جميعها تتفق على مبدأ واحد وهو تحقيق الأهداف التي خطط لها من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، ولكن للجانب الإنساني في الممارسة الإدارية بعد آخر بالغ التأثير.
أغلب المجتمعات العربية إن لم يكن جميعها تعي جيدا تأثير وحساسية وأهمية "الفزعة". ولهذه العبارة طنين في آذان المتلقي ولها معنى إيجابي يرتبط بالتعاون والمبادرة على العمل وسرعة الإنجاز والتدخل السريع. وهي مفيدة - إذا لم تستخدم في أغراض مخالفة - في إطار الحياة الاجتماعية. والسؤال هل من الممكن توظيف الفزعة في مجال العمل؟.
قد ينظر البعض أن توظيف الفزعة من أساليب العمل والتحفيز التي لها علاقة بالماضي مثل النخوة والإسناد والولاء، وأن الزمن الحالي تجاوز مثل هذه العبارات وفق الإجراءات والسياسات الموجودة في اللوائح والهياكل التنظيمية. وهذا الرأي صحيح نسبيا في أغلب الظروف.
يستطيع القائد الذكي إدارة المنشأة بالأسلوب الذي يراه وهو حق مشروع وهو الشخص الوحيد الذي يعرف جيدا متى وكيف وأين يتم توظيف كلمة "الفزعة"، لما لها من تأثير في فريق العمل لديه. فهذه الكلمة قد تقوم "بحلحلة صواميل" بعض الموظفين من أجل سرعة التجاوب، خصوصا عندما يأتي الرد سريعا "أبشر بالفزعة". بل وينظر إليها الموظف بفخر واعتزاز عندما يطلب منه مديره "الفزعة" بعد أن تسبقها عبارات التشجيع مثل "أبو الفزعات".
بالتأكيد تستخدم الفزعة ضمن الإطار القانوني دون تجاوزات أو سلب لحقوق الآخرين. كما أن الإفراط في استخدامها قد تؤثر سلبيا وربما تفقد معناها داخل المنظومة. والكارثة تحدث عندما يكون أسلوب القائد الوحيد هو "الإدارة بالفزعة". بالمختصر التنويع بين الأساليب والممارسات الإدارية وفق المعطيات والإمكانات والظروف المحيطة هو فن القيادة.