النفط يلتقط أنفاسه مع التوغل الروسي لأوكرانيا .. إمداداته غير مستهدفة بالعقوبات

النفط يلتقط أنفاسه مع التوغل الروسي لأوكرانيا .. إمداداته غير مستهدفة بالعقوبات
أوروبا وحلفاؤها أوقفوا رخصة تطوير خط أنابيب غاز روسي بتكلفة 11 مليار دولار.

انخفضت أسعار النفط أمس، بعد زيادات حادة خلال الجلسة بسبب مخاوف من احتمال اضطراب الإمدادات الدولية بعد فرض عقوبات على روسيا المصدرة للنفط.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت لنيسان (أبريل) 33 سنتا أو 0.3 في المائة، إلى 98.75 دولار للبرميل في الساعة 1045 بتوقيت جرينتش بعدما قفز إلى 101.99 دولار. وتراجعت عقود أيار (مايو) 40 سنتا أو 0.4 في المائة إلى 98.75 دولار للبرميل.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 30 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 92.51 دولار للبرميل بعد بلوغه أعلى مستوى خلال الجلسة عند 95.64 دولار، وفقا لـ"رويترز".
ودفع غزو روسيا لأوكرانيا أمس الأول الأسعار إلى تجاوز مائة دولار للبرميل لأول مرة منذ 2014 ولامس خام برنت 105 دولارات للبرميل.
وردا على الغزو فرض الرئيس الأمريكي جو بايدن مجموعة عقوبات أمس الأول، وهي إجراءات تهدف إلى عرقلة قدرة روسيا على استخدام العملات الرئيسة فضلا عن عقوبات على بعض البنوك والمؤسسات المملوكة للدولة.
كما فرضت بريطانيا واليابان وكندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي عقوبات تشمل خطوة اتخذتها ألمانيا بوقف رخصة تطوير خط أنابيب غاز روسي بتكلفة 11 مليار دولار.
لكن مسؤولا أمريكيا قال "إن إمدادات الغاز والنفط الروسية غير مستهدفة على وجه التحديد بالعقوبات". وروسيا ثاني أكبر منتج للخام في العالم ومورد رئيس للغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وتجتمع منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها ومنهم روسيا أو التكتل المعروف باسم "أوبك+" الأربعاء المقبل، لتحديد ما إن كانوا سيلتزمون باتفاق الإنتاج الراهن الذي يقضي بزيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا في نيسان (أبريل).
وأظهرت بيانات شركة تحليل أسواق النفط فورتيكسا أن نحو 20 ناقلة نفط تحمل أكثر من 12 مليون برميل من النفط الروسي والمنتجات النفطية الروسية تتجه حاليا إلى الموانئ الأمريكية، ومن المقرر وصولها إليها خلال الشهر المقبل.
وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أنه لا توجد أي تقارير عن تغيير وجهة هذه الناقلات بعد مهاجمة القوات المسلحة الروسية للأراضي الأوكرانية وإعلان الولايات المتحدة وأوروبا فرض عقوبات دولية على روسيا.
يأتي ذلك فيما بلغ متوسط واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الروسي خلال الأسبوع الماضي نحو 106 آلاف برميل يوميا. واستقرت كميات الواردات خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن ظلت خلال ثلاثة أسابيع من كانون الثاني (يناير) الماضي عند مستوى صفر يوميا في المتوسط.
في الوقت نفسه شهدت الأسابيع الأخيرة اتجاه شركات تجارة الطاقة الأمريكية إلى البحث عن بدائل للنفط والمنتجات النفطية الروسية مع تصاعد التوتر بسبب أوكرانيا.
ووجد كبار مشتري النفط الروسي صعوبة في الحصول على ضمانات من بنوك غربية أو إيجاد سفن لنقل الخام من واحد من أكبر المنتجين في العالم.
وقالت أربعة مصادر تجارية أمس الأول، "إن ثلاثة على الأقل من المشترين الرئيسين للنفط الروسي لم يتمكنوا من فتح خطابات ائتمان من بنوك غربية لتغطية المشتريات"، مشيرين إلى حالة عدم اليقين في السوق بعد الغزو الروسي.
وتنتج روسيا واحدا من بين كل عشرة براميل من الخام في العالم، وتعاني سوق النفط بالفعل شحا في المعروض بسبب أعوام من ضعف الاستثمار ووسط طلب يتزايد بوتيرة سريعة مع تخفيف القيود المرتبطة بجائحة فيروس كورونا حول العالم.
وخطابات الائتمان من بنك المشتري تقليد متبع في تجارة السلع الأولية ويضمن لبنك البائع أن الدفع سيكون بالكامل وفي الوقت المحدد.
ومن بين أكبر مشتري النفط الروسي شركات نفطية غربية كبرى مثل بي بي وشل وإيني وتوتال إنرجيز وإكوينور وشيفرون وإكسون موبيل ومؤسسات تجارية مثل فيتول وجلينكور وترافيجورا.
ولم تذكر المصادر أسماء بنوك رفضت إصدار خطابات ائتمان.
من ناحية أخرى، تضاعفت أسعار الشحن للتحميل في الموانئ الروسية والتفريغ في شمال أوروبا إلى ثلاثة أمثال في يوم واحد لتصل إلى نحو 2.3 مليون دولار للسفينة، بينما يرفض كثيرون من مالكي السفن الآن الذهاب إلى الموانئ الروسية.
وقال سمسار سفن "نحو 90 في المائة من مالكي السفن يقولون لنا إنهم يتريثون لتقييم الوضع"، وأضاف "لدينا مالك يقول إنه لن يعمل مع نظرائه الروس".
من جهة أخرى، قال مسؤول مطلع على العمليات في حقل غرب القرنة2 النفطي أمس، "إن العراق أغلق الحقل مؤقتا بسبب أعمال صيانة حتى الثاني من آذار (مارس) على أقرب تقدير".
وأضاف أن "الصيانة تشمل العمل في آبار جديدة وربط خطوط أنابيب جديدة".
وتحدث المسؤول، بشرط عدم ذكر هويته لأنه غير مخول بالإدلاء ببيانات إلى وسائل الإعلام.
وقال في البداية "إن الحقل سيستأنف الإنتاج في الثاني من آذار (مارس)"، ثم أضاف أنه "قد يكون بين الثاني والعاشر من الشهر".
ينتج غرب القرنة2 نحو 400 ألف برميل يوميا من النفط الخام. وصدر العراق، ثاني أكبر منتج في "أوبك" 3.2 مليون برميل يوميا في المتوسط في كانون الثاني (يناير)، وفقا لبيانات وزارة النفط.
وقال المسؤول "إن العراق سيعوض لاحقا النقص في الإنتاج". وذكرت مجلة "إيراك أويل ريبورت" في وقت سابق أن "إغلاق حقل غرب القرنة2 سيستمر حتى 14 آذار (مارس)".

الأكثر قراءة