تهديدات ثلاثية تواجه الأمن الغذائي العالمي .. ارتفاع الأسعار ونقص الأسمدة وخسارة الإنتاج

تهديدات ثلاثية تواجه الأمن الغذائي العالمي .. ارتفاع الأسعار ونقص الأسمدة وخسارة الإنتاج
تأثير ارتفاع أسعار القمح وزيت الطعام والوقود سيكون أعمق خلال شهر رمضان.

يواجه الأمن الغذائي العالمي تهديدات خطيرة بسبب مزيج من ارتفاع الأسعار ونقص الأسمدة وخسارة محتملة للإنتاج بسبب الحرب في أوكرانيا، وفقا لمجموعة شركات سينجينتا السويسرية للبذور والمبيدات.
ووفقا لوكالة "بلومبيرج" للأنباء، قالت مجموعة سينجينتا إنه حتى قبل الحرب، كان العالم يعاني بالفعل أزمة غذاء، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية وتزايد الجوع.
وأشارت سينجينتا إلى أنه مع بداية الأزمة، التي أعاقت الصادرات من سلة الخبز الأوروبية (روسيا وأوكرانيا)، تعمل المجموعة على توفير البذور ومنتجات حماية المحاصيل للمزارعين في المنطقة من أجل إنتاج الغذاء.
وصرح متحدث باسم شركة سينجينتا ردا على أسئلة بالقول "نشاطنا التجاري في أوكرانيا لا يهدف للربح في الوقت الحالي، وإنما لتوفير المدخلات الزراعية التي تشتد الحاجة إليها عبر البيع بالأجل مع ارتفاع مخاطر التخلف عن السداد.. السلع التي نشحنها لم تعد مؤمنة ضد الخسائر، نحن نتحمل هذه المخاطر العالية بوعي ونعتقد أن هذا هو ما يصح عمله".
وتفيد المجموعة بأن نحو 400 مليون شخص يعتمدون على روسيا وأوكرانيا للحصول على الغذاء نظرا لدور البلدين المهم في سلسلة التوريد الغذائية العالمية، ويمثل كل من البلدين أقل من 2 في المائة، من مبيعات الشركة العملاقة السويسرية سينجينتا.
وفي سياق متصل، دفعت الأزمة أسعار زيت دوار الشمس العالمية للارتفاع، حيث تزايدت المخاوف من تأثيرات قوية على الأسر في رمضان.
وتقول منى، التي كانت تعيش مع أطفالها الثلاثة في حي فقير في العاصمة بيروت "في 2021، حين كانت الأسعار مرتفعة بالفعل، كنت أستخدم الزيت نفسه في طهو عدة أطباق، والآن لم يعد بمقدوري حتى فعل ذلك".
في لبنان، سيكون تأثير ارتفاع أسعار القمح وزيت الطعام والوقود أعمق خلال شهر رمضان، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي بعدما تسببت أزمة اقتصادية عميقة في ارتفاع الأسعار 11 مرة منذ 2019.
ويحتاج كثير من الوجبات إلى كميات كبيرة من الزيت، الذي صار باهظ الثمن لكثيرين في لبنان ودول أخرى ذات أغلبية مسلمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتمد بكثافة على واردات الغذاء.
وتوفر أوكرانيا وروسيا أكثر من 80 في المائة، من صادرات زيت دوار الشمس العالمية، وقفزت أسعاره 64 في المائة خلال أسبوع واحد في نهاية آذار (مارس).
وفي الشهر الماضي عندما بدأت الأزمة قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" إن مؤشرها للزيوت النباتية قفز 8.5 في المائة، إلى مستوى قياسي.
وفي لبنان زاد سعر زجاجة زيت دوار الشمس بنحو عشرة أمثال ما كان عليه قبل ثلاثة أعوام، ونظرا لشح الواردات حددت المتاجر زجاجة واحدة لكل مشتر.
وقالت منى العمشة لمؤسسة تومسون "رويترز" عبر الهاتف "لا أستطيع حتى إعداد طبق من البطاطا المقلية لأطفالي".
ويؤثر ارتفاع الأسعار بشدة على اللاجئين وغيرهم من الفئات المتضررة في المنطقة.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن نحو 90 في المائة، من 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان يعيشون بالفعل في فقر مدقع ويعتمدون على المساعدات الغذائية.
كما يشعر بالقلق اللاجئون السوريون في مصر البالغ عددهم نحو 130 ألفا وسط تعداد سكاني تجاوز مائة مليون نسمة، ومصر عادة هي أكبر مستورد للقمح في العالم وتضررت بفعل ارتفاع حاد في أسعار القمح العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا.
ويؤثر ارتفاع أسعار الغذاء أيضا في الجمعيات الخيرية، التي تكثف مساعدة الأسر الفقيرة في رمضان عادة.
وقالت حسنة مدحت، وهي متطوعة مصرية في مجال المساعدات الخيرية "بسبب ارتفاع الأسعار أصبحت محتويات شنطة رمضان، التي تشمل زيتا وأرزا ومعكرونة وغيرها من المنتجات الغذائية التي تغطي احتياجات الناس على مدى الشهر، أقل من حيث الكميات". وأضافت أن تكلفة شنطة رمضان تكلف أي جمعية خيرية الآن 250 جنيها بعدما كانت 150 في العام الماضي.
ومن المرجح أن يقل عدد المتبرعين أيضا، نظرا لانخفاض قيمة العملة المحلية 15 في المائة، في الأسابيع القليلة التي تسبق شهر رمضان.
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الروماني، فاسيلي دينكو، إن بلاده تقوم بتسهيل آلية للنقل من أوكرانيا إلى ميناء كونستانتسا الواقع على البحر الأسود، لمساعدة جارتها في إيجاد طرق جديدة من أجل صادرات الحبوب الخاصة بها.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن دينكو قوله للصحافيين أمس، إن "المحادثات لا تعقد بين الحكومتين فحسب، ولكنها تعقد أيضا بين الشركات، وإننا نقوم بتسهيل تلك الآلية للنقل من أوكرانيا إلى كونستانتسا".
وأضاف أن ذلك "قد يساعد أوكرانيا على الحصول على تمويل من أجل بقائها، ليست هناك أي مشكلات لدى رومانيا، فيما يتعلق بإمدادات الحبوب، وبالطبع يمكن أن يعود ذلك بفائدة على ميناء كونستانتسا أيضا، وفي نهاية الأمر، حتى لو لم تكن هناك فائدة، فإننا ما زلنا ندعم جارة محتاجة".

الأكثر قراءة