مع الجاسر مرة أخرى
الجمعة الماضية كنت أتحدث عن المذكرات الخاصة بعلامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر. وقد ذكرت أن هذه المذكرات قدمت رصدا لافتا لمراحل التطور في كثير من مناحي الحياة في المملكة.
يقول الجاسر في سوانح الذكريات عن التعليم الجامعي، "في 1954 افتتحت كلية اللغة العربية والتحق بها 20 طالبا. وحينما استقر عملي في إدارة الكليتين - الشريعة واللغة العربية - ندب للتدريس فيها تسعة أساتذة، هم المشايخ: عبدالعزيز بن باز، عبدالعزيز بن رشيد، محمد الأمين الشنقيطي، عبدالرحمن الإفريقي. وخمسة من علماء الأزهر هم، يوسف عمر، عبد اللطيف سرحان، رفعت فتح الله، جمعة حسنين، جابر إسماعيل".
ويضيف، "إن ممن تخرج منها محمد الأشقر معاونا في معهد شقراء، وعبدالعزيز بن عبد المنعم مدرسا في معهد المجمعة وعبدالعزيز الحزيمي معاونا ثانيا في معهد الرياض، وعطية محمد سالم مدرسا في معهد الأحساء، وراشد بن خنين مدرسا في معهد شقراء، ومحمد بن عثيمين مدرسا في معهد عنيزة".
وحول نشأة الصحافة في الرياض يقول الجاسر "...في 1953 تقدمت بطلب إصدار صحيفة يومية على أن تصدر أول الأمر شهرية فأسبوعية حتى تهيأ الوسائل لإصدارها يومية...". وهو ما تحقق بتوجيه من الأمير سعود - الملك سعود لاحقا - في خطابه إلى وزير المالية عبدالله السليمان، "لقد طلب منا الشيخ حمد الجاسر السماح له بإصدار صحيفة في الرياض باسم الرياض فوافقنا على ذلك، فأنتم إن شاء الله تعاملون الصحيفة فيما يرد من لها ورق وخلافه كما تعاملون الجرائد والمجلات الداخلية، وسيرد لها مطبعة فأنتم أعفوها من الرسوم".
وعلى المسار نفسه، تمضي ذكريات الجاسر بكل ما فيها من ثراء معرفي ومعلوماتي، ومن ذلك ما يخص اهتمامه بالكتابة عن الأنساب، يقول عن ذلك: "فالتأليف في علم النسب متى كان مقصودا به الاهتمام بتاريخ الأمة من جميع نواحيه فهو من الأمور المحمودة".