مدن العالم تكافح للتكيف مع حقبة درجات الحرارة غير المسبوقة

مدن العالم تكافح للتكيف مع حقبة درجات الحرارة غير المسبوقة
مدن العالم تكافح للتكيف مع حقبة درجات الحرارة غير المسبوقة

كان قدماء الإغريق روادا في مجموعة من الابتكارات لتبريد منازلهم خلال فصل الصيف. كانوا يزرعون الأشجار لتوفير الظل الطبيعي ويصممون المباني على نحو يحد من المساحات التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل كامل.
بعد آلاف الأعوام تعتمد ذريتهم النوع نفسه من الأفكار لتقليل حرارة مدينة أثينا. هذه المدينة التي تعد واحدة من أعلى مدن أوروبا حرارة، هي عبارة عن امتداد حضري كثيف البناء يعاني نقصا في المساحات الخضراء. ويبحث مخططو المدن عن طرق لإيجاد مزيد من الظل من خلال توسيع الأرصفة وزراعة مزيد من الأشجار.
لكن هذا يوجد بعض المعضلات الحديثة التي لم يكن على الإغريقيين القدماء التفكير فيها. ففي اجتماع في وقت سابق من هذا الشهر في أثينا، ومع درجات حرارة خارجية بلغت 33 درجة مئوية، فكر المهندسون والمعماريون ومسؤولو المدينة في عواقب توفير مساحات لمزيد من الأشجار. أين يذهب جميع مواقف السيارات الخاصة؟ وما مدى اتساع الطرق حتى تتمكن سيارات الإسعاف من المرور فيها؟
بعد أسبوع أكد التهديد الذي يشكله الطقس القاسي على الحياة الحضرية الحديثة، أصبحت المدن في جميع أنحاء أوروبا بحاجة ماسة إلى إيجاد حلول كبيرة وصغيرة في آن معا.
منذ بداية الشهر حتى الآن، اشتعلت الحرائق في أجزاء من غرب فرنسا والبرتغال وإسبانيا حيث سجلت هذه المناطق درجات حرارة قياسية. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تجاوزت درجات الحرارة في المملكة المتحدة 40 درجة مئوية لأول مرة على الإطلاق، ما أدى إلى اندلاع حرائق في الغابات وتوقف وسائل النقل العام.
في منطقة أثينا التي عانت العام الماضي أشد موجات الحر على الإطلاق، تم إخلاء مستشفى في ضواحي المدينة في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب حرائق الغابات. تظهر نمذجة المناخ أن هذه الأنواع من موجات الحرارة من المرجح أن تصبح أكثر تواترا وشدة على مستوى العالم.
المخاطر كبيرة، سواء أكانت على للصحة العامة أو الاقتصاد. قدرت شركة فيفيد إيكونومكس الاستشارية أن الولايات المتحدة وحدها يمكن أن تخسر، بحلول عام 2030، ما متوسطه 200 مليار دولار سنويا من انخفاض إنتاجية العمال بسبب الإجهاد الحراري. وسيتم الشعور بكثير من ذلك في المناطق الحضرية التي تضم نسبة متزايدة من سكان العالم. وقدر تقرير للأمم المتحدة أعده كبار علماء المناخ في العالم هذا العام أن "الإجهاد الحراري الحضري" من شأنه أن يقلص بحلول 2050، قدرة الفرد على العمل بنسبة 20 في المائة في الأشهر الحارة.
تغطي الحرارة الشديدة مناطق بأكملها، لكن المدن تشعر بها بشكل أكثر حدة جراء ما يسمى تأثير جزيرة الحرارة الحضرية. كثير من المواد التي تصنع منها المباني والطرق كالقطران والخرسانة تمتص الطاقة من أشعة الشمس وتحتفظ بها، ما يؤدي إلى تدفئة المناطق المحيطة بها. ويكون التأثير أكثر وضوحا بشكل خاص في الليل، عندما يكون الفرق بين درجات الحرارة في المدينة ودرجات الحرارة في المساحات الخضراء المجاورة أكبر.
أثينا واحدة من مجموعة من المدن حول العالم التي تحاول اكتشاف كيفية التعامل مع هذه الحقبة الجديدة من الحرارة الشديدة. فقد قامت سبع مدن في أربع قارات، من ضمنها العاصمة اليونانية، بتعيين "كبار مسؤولي الحرارة" لتقديم المشورة للمسؤولين حول كيفية التخفيف من المخاطر المرتبطة بالحرارة. وفي غضون ذلك، تتشارك شبكة "سي40" المكونة من رؤساء البلديات في نحو 100 مدينة، البيانات وأفضل الممارسات حول كيفية تخفيف حرارة المراكز الحضرية وجعلها أكثر مرونة.
بعد فصول الصيف الحارة المتتالية التي حطمت الأرقام القياسية في أوروبا تستعد البلديات لاتخاذ إجراءات من التخطيط لبنية تحتية أكثر مرونة إلى إدخال أنظمة الإنذار المبكر لمساعدة الجمهور على فهم المخاطر المرتبطة بالحرارة.
لكن تحصين البنية التحتية للمدينة سيكون عملا ضخما وسيكلف المليارات. فهناك أيضا البيروقراطية المعقدة للتخطيط المحلي التي ينبغي التغلب عليها، قد تتم إدارة أجزاء مختلفة من الطريق من قبل سلطات مختلفة، مثلا ويعني هذان العاملان معا أن وتيرة التغيير ستكون بطيئة في وقت يتسارع فيه تغير المناخ.
يقول كوستاس باكويانيس رئيس بلدية أثينا: "هناك دائما بيروقراطية وروتين يجعلان الأمور أبطأ. وأيضا، حقيقة أننا نعيش مع إرث الأزمة الاقتصادية (...) إننا نحاول التحرك بأسرع ما يمكن".
اضطر عديد من الأماكن في أوروبا إلى اللجوء إلى وضع حالة الطوارئ هذا الصيف للتعامل مع حرائق الغابات العنيفة، من بينها لندن حيث صدم مشهد الحرائق غير المسبوق على أطراف العاصمة المواطنين والعلماء على حد سواء.
يقول توماس سميث، وهو أستاذ مساعد في الجغرافيا البيئية في كلية لندن للاقتصاد: "لقد كانت الحرائق التي رأيناها في المملكة المتحدة شيئا جديدا. إننا ندخل نطاق ما نراه في فرنسا وإسبانيا واليونان".
هذا يتطلب التخطيط للمستقبل، وليس مجرد الاستجابة. يقول نايجل أرنيل، وهو أستاذ علوم نظام المناخ في جامعة ريدينج في المملكة المتحدة: "الطريقة التي نتعامل بها مع موجات الحر في الوقت الحالي هي في الأساس لتطبيق خططنا للطوارئ". عوضا عن ذلك، تحتاج المدن إلى التأكد أن عمليات التطوير الجديدة والبنية التحتية "مصممة للتعامل مع الحالات المتطرفة التي سنراها بالتأكيد (...) إنها قضية حكومية نحتاج حقا إلى معالجتها".

نشر الرسالة
في أثينا، تقول إيليني ميرفيلي، كبيرة مسؤولي الحرارة، إنها تعتقد أن العمل يتكون من ثلاثة أجزاء: زيادة الوعي، والاستعداد للحرارة الشديدة، وإعادة تصميم المدينة.
ونظرا إلى أن اليونان معتادة على درجات الحرارة المرتفعة "لا يأخذ كثير من الناس التعرض للحرارة على محمل الجد"، كما تقول ميرفيلي التي تولت للتو منصبا جديدا، "كبيرة مسؤولي الحرارة العالمية" في برنامج المستوطنات البشرية التابع للأمم المتحدة لضم القضية إلى عمل وكالة التنمية الحضرية. تقول: "إنهم لا يفهمون أن لها آثارا صحية خطيرة وجسيمة حقا".
فكلما ابتعد جسم الإنسان عن درجة حرارته الأساسية البالغة 37 درجة مئوية، زاد احتمال أن يصبح أكثر إجهادا. ويمكن أن ينتج عن الإجهاد الحراري الإرهاق والدوخة، ويؤدي إلى نوبات وفشل الأعضاء. يمكن أيضا أن تتضرر المناطق الرئيسة في الدماغ، كتلك المسؤولة عن حل المشكلات، بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
تتمثل إحدى مبادرات رفع الوعي الأخيرة في أثينا بتمويل من مؤسسة مركز التكيف أدريان أرشت - روكفلر التي تتخذ واشنطن مقرا لها، في نظام جديد لتصنيف موجات الحر والتحذير تصفه ميرفيلي بأنه "تغيير لقواعد اللعبة".
قام العلماء بتحليل بيانات الطقس لعقدين من الزمن في أثينا، مثل درجة الحرارة والرطوبة، إضافة إلى بيانات الوفيات، من أجل تحديد الظروف التي تؤدي غالبا إلى الوفاة، وبات بإمكانهم الآن تصنيف موجات الحر ضمن مستويات من الأول إلى الثالث، يشير أشدها إلى "درجات حرارة قصوى" و"مخاطر صحية كبيرة".
بالمثل أطلقت مدينة إشبيلية الإسبانية برنامجا إرشاديا لتسمية الموجات الحارة هذا الصيف على غرار النظام المستخدم منذ مدة طويلة لتسمية العواصف والأعاصير. هذا البرنامج "سيسمح للسلطات العامة بالإبلاغ عن المخاطر المرتبطة بالحرارة بشكل أفضل" وبالتالي تقديم استجابة أكثر فعالية كتحذير الناس من الظروف الجوية المقبلة. ونظرا لأن تسمية العواصف تتم بالترتيب الأبجدي، من الحرف A انتهاء بالحرف Z، إلا أن إشبيلية اختارت التسمية بالعكس، من حرف Z إلى حرف A.
تقول كاثي بوجمان ماكليود مديرة مؤسسة أرشت روكفلر التي دعمت مشروع إشبيلية، إن تسمية موجات الحر "هي أكثر طريقة فعالة لإنقاذ الأرواح من الحرارة، إنها خطوة سياسية كبيرة". يقوم النظام بلفت الانتباه إلى مشكلة الحرارة ثم يقوم بإرسال رسالة مفادها أن السلطات "تقف في مواجهتها".
مثل هذه الإجراءات ستجبر العلماء أيضا على تقديم تحديد دقيق لوقت بدء وانتهاء فترة الطقس الحار فوق العادة، كما يقول نيكو سبيبروك من قاعدة بيانات الكوارث الدولية "إي - إم دات" Em-dat - وهي مهمة يمكن أن تكون صعبة بالنسبة لموجات الحر أكثر من الكوارث الأخرى مثل الفيضانات.
يقول سبيبروك إن هذه المعلومات مهمة للغاية، لا يتم جمعها بصورة مستمرة ويمكن أن تكون غير مكتملة خصوصا في الدول النامية: فهي تسمح للباحثين بالتنبؤ والتخطيط لموجات الحر، وتحليل مجموعات الطقس الأكثر خطورة. يضيف: "يجب العمل على تحسين طريقة تسجيل القضايا المتعلقة بالصحة والإبلاغ عنها، ويجب تخصيص تمويل لذلك".

التأسيس لمواجهة الحرارة
يحتاج بعض المدن على المدى الطويل، إلى اتخاذ تدابير أكثر تكلفة إذا أرادت التأسيس للمرونة ومنع الخدمات من الفشل عندما ترتفع درجات الحرارة.
في المملكة المتحدة تسببت درجات الحرارة غير المسبوقة في يوليو في حدوث فوضى في المطارات والسكك الحديدية، حيث ارتفعت درجة حرارة خطوط السكك الحديدية في البلاد التي لم يتم بناؤها لمقاومة الطقس الحار، فيما اضطر مطار لوتون في لندن إلى إلغاء الرحلات الجوية لأن الحرارة تسببت في ارتفاع جزء صغير من المدرج.
يقول أرنيل إن المدن غالبا ما تكون غير قادرة على التعامل مع "الصورة النظامية الكبيرة". هناك "مهمة كبيرة" تتعلق بتعديل البنية التحتية، كما يقول، لأن "معظم ما هو موجود لدينا الآن سيبقى هنا لمدة 30 إلى 40 عاما".
لكن مهمة إزالة عشرات الآلاف من الأميال من السكك الحديدية واستبدالها بأخرى مقاومة للحرارة ستكون ضخمة ومعقدة ومكلفة للغاية. حذر جرانت شابس وزير النقل البريطاني في وقت سابق هذا الشهر، من أن الأمر قد يستغرق "عقودا" لجعل نظام النقل البريطاني أكثر مرونة في مواجهة موجات الحر.
على الصعيد العالمي، الحكومات غير مستعدة لتنفيذ مثل هذه الاستثمارات. ذكر تقرير المناخ الصادر عن الأمم المتحدة هذا العام أن نحو 384 مليار دولار من "التمويل المخصص للمناخ" تم استثماره سنويا في المدن في الأعوام الأخيرة، أي نحو 10 في المائة من القيمة اللازمة "للتنمية الحضرية المرنة ومنخفضة الكربون".
تمتلك بريطانيا أيضا أقدم رصيد من الثروة العقارية في أوروبا، حيث تم بناء واحد من كل خمسة مساكن قبل عام 1919. ويعود تاريخ عديد من المنازل السكنية الحضرية إلى القرن الـ 19، وتتميز بضعف العزل والتهوية المحدودة، ما يجعل من الصعب تدفئتها والحفاظ عليها باردة أيضا.
لجنة تغير المناخ في المملكة المتحدة، التي تقدم المشورة للحكومة، حثت الوزراء على تعديل المباني وعزل المنازل بالشكل المناسب للمساعدة على بقائها باردة في الصيف ودافئة في الشتاء.
هذه المهمة تتطلب نهجا منسقا ومنظما يشمل الحكومة المركزية ومسؤولي التخطيط المحليين، وسيكون الاستثمار كبيرا، سيكلف الحكومة مليارات الجنيهات الاسترلينية كل عام. لكن العائد سيكون كبيرا أيضا: المباني ستصبح أكثر اعتدالا وكفاءة في استخدام الطاقة، وبالتالي ستنخفض تكلفة تشغيلها وتصبح أكثر ملاءمة للبيئة، كما تقول لجنة تغير المناخ.
البديل الأقل صداقة للبيئة هو استخدام أجهزة التكييف التي لا يزال انتشارها نادرا في المباني السكنية في بريطانيا، إلا أنها أكثر شيوعا في جنوب أوروبا. لكن حتى قبل أن تحدث أزمة الطاقة العالمية المتصاعدة لم يكن باستطاعة عديد من المواطنين المسنين في أثينا تشغيل مكيفات الهواء التي تستهلك كثيرا من الطاقة، كما تقول ميرفيلي. تضيف: "الآلات تزيد من الحرارة في الخارج وتعمل بالطاقة الملوثة. لا يمكننا استخدام التكييف وسيلة للخروج من هذا الوضع".

مجموع الأشياء الصغيرة
عوضا عن التزاماتهم بالإنفاق الضخم يتخذ المخططون المحليون خطوات لزيادة قابلية تحمل المدن من خلال إدخال تغييرات صغيرة ومحددة.
بإمكان التصميم الذكي، مثل وضع الستائر على الأسطح الخارجية للنوافذ، أن يقلل درجة حرارة المبنى من الداخل. كذلك يمكن أن يؤدي إنشاء الظل باستخدام الأشجار أو الستائر أو ميزات التصميم الأخرى إلى إحداث فرق كبير في مدى سخونة الشارع، كما يمكن إضافة النباتات والمياه لتقليل تأثير الجزر الحرارية الحضرية.
هذه التعديلات منخفضة التكلفة ضرورية في الدول النامية القريبة من خط الاستواء حيث أصبحت درجات الحرارة المرتفعة أصلا أكثر قسوة. يوجينيا كارجبو التي تم تعيينها العام الماضي كبيرة مسؤولي الحرارة في مدينة فريتاون في سيراليون، قدمت مظلات خفيفة الوزن مصنوعة من البولي كربونات لتغطية بسطات التجار الذين يبيعون في الهواء الطلق، وتخطط كذلك لرسم خريطة للحرارة في المدينة من أجل تحديد المناطق الأكثر سخونة.
قالت إيفون آكي سوير عمدة مدينة فريتاون إن تعيين كارجبو في هذا المنصب يعني أن هناك "أناسا يركزون على هذا الموضوع". لكن نقص التمويل يشكل عقبة رئيسة أمام القيام بحلول أكثر استدامة من تلك التي تجلب "المكاسب السريعة". تقول العمدة إن المدينة لم تتلق سوى قليل من الدعم من الحكومة من أجل مكافحة الحرارة.
في أثينا أيضا، يدفع رئيس البلدية بالتغييرات بشكل تدريجي، ويشجع المواطنين على وضع "أسقف خضراء" من خلال زراعة النباتات فوق منازلهم، وإنشاء عشرات المتنزهات الصغيرة التي تنتشر في جميع أنحاء المدينة. يقول باكويانيس: "إننا نمضي قدما في تنفيذ عدد من التدخلات التي طال انتظارها. الأمر يتعلق بمجموع الأشياء الصغيرة التي يتم تنفيذها".
ومع ازدحام الطرق وقلة المساحات الخضراء في المدينة، يدرك باكويانيس مقدار العمل الذي يتعين القيام به. يقول: "لا أشعر أن أحدا يمكنه أن يقول إنهم يفعلون ما يكفي بشأن المناخ. إنها معركة مستمرة (...) وكي نكون شفافين للغاية، فقد أضعنا وقتا ثمينا".
في غضون ذلك، تأمل المدينة في إحياء جزء من ماضيها للمساعدة على التخفيف من حدة حرارة الحاضر: قناة أثينا تحت الأرض التي اكتملت في نحو عام 140 ميلادية وكانت مصدرا رئيسا يمد وسط المدينة بالمياه حتى أواخر ستينيات القرن الماضي.
وتأمل شركة إيداب، المسؤولة عن إمدادات المياه والصرف الصحي في أثينا استئناف استخدام 20 بئرا في المدينة واستخدام المياه لأغراض غير الشرب، مثل ري الأشجار المزروعة حديثا. وتقدر الشركة أن أعمال تجديد الشبكة ستكلف نحو تسعة ملايين يورو، تأمل أن تدفعها الصناديق الهيكلية والاستثمارية في الاتحاد الأوروبي، وتكتمل بحلول عام 2027.
يبلغ طول القناة، التي لا تزال تحتوي على بعض البلاط الروماني الأصلي، نحو 25 كيلومترا حيث تمتد من منطقة جبلية قريبة إلى وسط أثينا. لكن كثير من الناس لا يعرفون شيئا عن النظام الجوفي، كما يقول جيورجوس ساشينيس مدير الاستراتيجية والابتكار في شركة إيداب، "لكنه رمز للبنية التحتية المرنة".

الأكثر قراءة