المفوضية الأوروبية تقترح فرض ضرائب غير متوقعة على شركات الطاقة
تعدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين اليوم بلزوم الحزم حيال موسكو والتضامن الثابت مع أوكرانيا، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيجري إصلاحًا كاملاً وعميقا لسوق الكهرباء لمساعدة المواطنين والشركات على مواجهة الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة.
خلال خطابها حول حال الاتحاد الأوروبي المستوحى من خطاب "حال الاتحاد" الذي يلقيه الرئيس الأمريكي أمام الكونغرس كل سنة، أعلنت فون دير لايين أنها ستغادر إلى كييف فور انتهاء النقاش حول كلمتها في البرلمان في ستراسبورغ، وستلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي لتناقش معه بالتفصيل مواصلة المساعدات الأوروبية.
وحضرت أولينا زيلنسكي زوجة الرئيس الأوكراني إلى البرلمان حيث استقبلها النواب الأوروبيون بتصفيق حار وقوفا.
وقالت فون دير لايين: "أقف هنا أمامكم وأنا على قناعة بأنه بفضل شجاعتنا وتضامننا، ستنتصر أوروبا".
ووفقا لفرانس برس شددت على أن تضامن أوروبا مع أوكرانيا سيبقى ثابتا، مشددة على أن الوقت هو وقت التصميم وليس التهدئة وعلى أن الاتحاد الأوروبي لا يعتزم رفع العقوبات عن روسيا.
- فرض سقف الأرباح الفائقة
خصصت المسؤولة الأوروبية قسما كبيرا من خطابها الذي استمر نحو ساعة، لمسألة ارتفاع أسعار الطاقة إثر الحرب في أوكرانيا، في وقت يهدد تضخم متزايد اقتصاد القارة.
وتعهدت بأن الاتحاد الأوروبي سيجري إصلاحا كاملا وعميقا لسوق الكهرباء، مضيفة: "بعد الأزمة الحالية يجب أن نفكر في المستقبل. التصميم الحالي لسوق الكهرباء لم يعد ينصف المستهلكين الذين يجب أن يجنوا فوائد الطاقات المتجددة المنخفضة الكلفة. لذلك يجب علينا فصل أسعار الكهرباء عن تأثير الغاز الذي يهيمن عليها، واعدة بهذا الإصلاح الكبير بحلول نهاية السنة.
كما رأت فون دير لايين أنّ تحديد سقف لعائدات شركات توليد الكهرباء انطلاقا من الطاقات المتجدّدة والنووية سيسمح بجمع أكثر من 140 مليار يورو لدول الاتحاد الأوروبي التي سيكون بإمكانها إعادة توزيعها على الأسر والشركات المعرّضة للخطر، مبدية أملها في توصل الدول الأعضاء إلى قرار في نهاية سبتمبر حول التدابير العاجلة بشأن الطاقة.
وخلال النقاش البرلماني الذي تلى خطاب رئيسة المفوضية واستمر نحو ثلاث ساعات، قالت النائبة الأوروبية الفرنسية مانون أوبري (فرنسا المتمردة) إن فون دير لايين قلّما تحدثت عن المسال الاجتماعية، رافعة فواتير كهرباء تلقاها مواطنون.
وعلقت فون دير لايين: "أرسلوا هذه الفواتير إلى موسكو، المسؤول عنها هناك فردت النائبة الأوروبية: هذا كل ما يمكنك قوله للناس الذين يعانون أوضاعا صعبة؟".
- الأولوية للهيدروجين
هذا ثالث خطاب من نوعه تلقيه رئيسة المفوضية منذ تولي مهامها، غير أن الظروف هذه المرة مختلفة تماما عن العام الماضي حين كان موقفها معززا بالإدارة الموحدة لأزمة كوفيد-19.
وإلى الدعم لأوكرانيا والتعامل مع أسعار الطاقة، أعلنت فون دير لايين كذلك إنشاء بنك عام مخصص للهيدروجين، بإمكانه استثمار ثلاثة مليارات دولار لبناء سوق المستقبل لهذه الطاقة المزدهرة.
وتعهدت بتشكيل احتياطات إستراتيجية لتفادي انقطاع الإمدادات بالمواد الأولية الحيوية للقطاع الصناعي، ولا سيما المعادن النادرة والليثيوم، وهي مواد تسيطر الصين على العرض العالمي عليها.
وأكدت أيضا أن الاتحاد الأوروبي سيضاعف قدراته على مكافحة الحرائق العام المقبل بشراء 10 طائرات برمائية خفيفة وثلاث مروحيات إضافية.
وقالت: "هذا الصيف، أرسلنا طائرات إلى اليونان والسويد وإيطاليا، وكافحنا حرائق في فرنسا وألمانيا. لكن مع تزايد وتيرة الحرائق وشدتها، ستحتاج أوروبا إلى المزيد من القدرات".
وأخيرا أبدت فون دير لايين عزمها على دعم مشروع إنشاء صندوق سيادي أوروبي جديد وأيدت الدعوة إلى عقد مؤتمر أوروبي لتعديل المعاهدات الأوروبية.
وقالت: "بما أننا ندرس جديا توسيع اتحادنا، علينا أن نفكر بجدية أيضا في إصلاحه".
وأبدى النائب الأوروبي الألماني أودو بولمان (اجتماعي ديموقراطي) مخاوف من أن تبقى كل المبادرات المثيرة للاهتمام المطروحة في الخطاب مجرد إعلانات.