56 % من الموظفين يقضون معظم أوقاتهم في اجتماعات افتراضية عند العمل عن بعد
مع التوجه التدريجي نحو نهج العمل الهجين واتباع معظم الشركات هذا النهج الجديد، لم تعد بيئة العمل الحديثة اليوم محصورة في مكان محدد أو جهاز معين، وقد أصبحت تمتاز بالمرونة وسهولة التنقل من مكان إلى آخر والعمل من المكتب أو المنزل، بات قادة الأعمال في عالمنا اليوم يدركون تماما أن القوى العاملة هي الركيزة الأساسية لأي شركة أو مؤسسة أو قطاع وتمثل ثروتها الكبرى، وينطوي ذلك على إيجاد أفضل الطرق لتلبية احتياجات الموظفين أولا وإجراء تغييرات وتعديلات على مكان العمل لتعزيز قدرة الموظفين على العمل عن بعد.
ومع هذا التوجه، باتت كثرة الاجتماعات الافتراضية تسبب إرهاق الموظفين أو استنزاف طاقاتهم مع نهاية كل يوم عمل، فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة Dimensional Research بتكليف من "سيسكو" حول المديرين التنفيذيين والمتخصصين، أن أكثر من نصف الموظفين المشاركين في الدراسة 56 في المائة يقضون معظم وقتهم في اجتماعات افتراضية عند العمل عن بعد، في حين أعرب 33 في المائة منهم أنهم يقضون نصف يوم عملهم في اجتماعات افتراضية عندما يعملون من المنزل.
وبالتالي، أشار 95 في المائة من الموظفين إلى شعورهم بالإرهاق نتيجة لكل تلك الاجتماعات التي يجري تنظيمها عبر الفيديو.
ويعزى هذا الشعور بالإرهاق بشكل عام إلى المشكلات التقنية المرتبطة بالوسائل التكنولوجية المستخدمة، مثل الأصوات المحيطة التي تشتت الانتباه، وجودة الصوت، وجودة الصورة عبر الفيديو. وقد أدت هذه العوامل بشكل ملحوظ إلى ظهور كثير من الآلام الجسدية لدى الموظفين، حيث أشار 81 في المائة منهم إلى معاناتهم من الصداع والتشنجات في الرقبة والكتفين وإجهاد في العينين مع مرور الوقت.
أما على المدى البعيد، فقد دفعت هذه العوامل بالموظفين إلى النظر في إمكانية ترك وظائفهم في بعض الأحيان، حيث أعرب 42 في المائة منهم عن عزمهم الإقدام على هذه الخطوة خلال عامين، بعد الإشارة إلى العادات غير الصحية التي تترافق مع الاجتماعات عبر الفيديو.
يتم دعم نموذج العمل الهجين من قبل المنظمات لعدد من الأسباب، من أبرزها منح الفرق الاستقلالية والمرونة، ما يعزز الأداء العالي، كما يشجع التعاون وعلاقات العمل الإيجابية وعادات العمل الفعالة، ووسع هذا النموذج آفاق العمل ليدمج أشخاصا من جميع أنحاء العالم، إلى جانب خفض النفقات للعناصر عالية التكلفة مثل مصروفات السفر.