الاقتراض والتخفيضات الضريبية ترسم ملامح أجندة بريطانيا الاقتصادية الجديدة
أطلق وزير المالية البريطاني الجديد كواسي كوارتنج العنان لتخفيضات ضريبية تاريخية وزيادات ضخمة في الاقتراض اليوم، في أجندة اقتصادية فاجأت الأسواق المالية، مع السقوط الحر للسندات الحكومية البريطانية.
وألغى كوارتنج أعلى معدل لضريبة الدخل في البلاد، كما حدد للمرة الأولى تكلفة خطط الإنفاق الخاصة برئيسة الوزراء ليز تراس، التي تريد مضاعفة معدل النمو الاقتصادي في بريطانيا.
وقام المستثمرون ببيع السندات الحكومية قصيرة الأجل بأسرع ما يمكن، مع اقتراب السندات لأجل عامين من تسجيل أكبر انخفاض في يوم واحد منذ عام 2009 على الأقل، إذ رفعت بريطانيا قيمة خطط إصدار الديون للعام المالي الحالي بمقدار 72.4 مليار جنيه استرليني (81 مليار دولار).
وقال كوارتنج إن دعم فواتير الطاقة المنزلية الذي أعلنته تراس ستبلغ تكلفته 60 مليار جنيه للأشهر الستة المقبلة. كما قال إن تكلفة التخفيضات الضريبية ستبلغ 45 مليار جنيه استرليني أخرى.
وانخفض الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى جديد له في 37 عاما مقابل الدولار عند 1.1148 دولارا مع التحديث الذي أعلنه كوارتنج في البرلمان.
وقال الوزير "خطتنا هي توسيع جانب العرض بالاقتصاد من خلال الحوافز الضريبية والإصلاح".
وأضاف أن "هذه هي الطريقة التي سنتنافس بها بنجاح مع الاقتصادات الديناميكية حول العالم. هذه هي الطريقة التي سنحول بها حلقة الركود المفرغة إلى دورة نمو محمودة"، وفقا لـ"رويترز".
ووصف حزب العمال المعارض الخطط بأنها "مقامرة يائسة".
وقال معهد الدراسات المالية إن التخفيضات الضريبية هي الأكبر منذ ميزانية عام 1972، والتي يذكر على نطاق واسع أنها انتهت بكارثة بسبب تأثيرها التضخمي.
ويصعب أن تكون الأوضاع بالسوق مناوئة أكثر بالنسبة لكوارتنج، إذ جاء أداء الجنيه الاسترليني أسوأ مقابل الدولار من أي عملة رئيسية أخرى تقريبا.
ويأتي معظم انخفاض الجنيه الاسترليني انعكاسا للرفع السريع في أسعار الفائدة الذي أقره مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي) لترويض التضخم الذي أدى إلى اضطراب الأسواق، لكن بعض المستثمرين قلقون أيضا إزاء استعداد تراس للاقتراض بشكل كبير لتمويل النمو.