أزمة الطاقة ترغم المعالم السياحية في باريس على خفض الأضواء

أزمة الطاقة ترغم المعالم السياحية في باريس على خفض الأضواء

بدأ عدد متزايد من المدن الأوروبية، في خفض الأنوار من أجل تقليل استهلاك الكهرباء، في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وصارت باريس أحدث مدينة أوروبية تعلن عن اتخاذ إجراءات لتوفير الطاقة وخطط لإطفاء الأنوار عند برج إيفل الشهير، قبل أكثر من ساعة من الموعد المحدد لها، وفي الوقت نفسه، من المقرر أن تطفأ إضاءة المباني العامة والمتاجر أثناء فترة الليل.
ويشار إلى أن هناك نحو 20 ألف من المصابيح البراقة التي تضيء برج إيفل، الذي كان في السابق يظل مضاء حتى الساعة الواحدة صباحا، حيث ينتظر الكثير من السائحين هذه اللحظة.
كما تعتزم سلطات المتاحف في مدينة ستراسبورج الفرنسية زيادة أيام الغلق في المستقبل القريب، في محاولة لتوفير الطاقة وسط نقص مرتقب في الكهرباء.  
ومن المنتظر أن تصبح أيام الإغلاق الأسبوعية الآن يومين بدلا من يوم مثلما كان مقررا من قبل. وصدرت أوامر لتلك المنشآت أيضا بغلق أبوابها ما بين الواحدة والثانية ظهرا يوميا.  
يشار إلى أن كثيرين اعتبروا الإجراء الذي اتخذته العمدة جان بارسيجيان مثيرا للجدل، ومن هذا المنطلق أطلق العديد من السياسيين التماسا ضد الإجراء، ودعا الاتحاد العام للعمل، العاملين بالمتاحف إلى الإضراب في 17 سبتمبر الماضي.
كما تم اتخاذ إجراءات مماثلة في برلين، حيث تحدثت العمدة فرانسيسكا جيفاي، لصالح عدم إضاءة المعالم العامة مثل بوابة "براندنبورج" التاريخية المعروفة، بعد منتصف الليل.
وكانت جيفاي قالت لـ الألمانية في يوليو الماضي: "أعتقد أننا يجب علينا استغلال كل الفرص لتوفير الطاقة... لقد نشأت بتلك الطريقة منذ أن كنت طفلة: عندما لا يكون هناك أحد في الغرفة، يجب إطفاء الأنوار. إنه أمر بسيط جدا ولا يتضمن أي جديد."
ومع وجود احتمالية حدوث نقص في الطاقة قريبا بسبب قلة إمدادات الغاز الروسي، من المتوقع أن يبحث مجلس الشيوخ في برلين ما إذا كان سيتم إطفاء الأنوار في المناطق السياحية المركزية.
وفي الوقت نفسه، تم بالفعل إطفاء الانوار في كاتدرائية كولونيا الشهيرة من أجل توفير الكهرباء، بينما تنص القواعد الجديدة التي صدرت على مستوى البلاد في شهر سبتمبر، على ضرورة وقف تشغيل الإعلانات التي تعمل بالاضاءة خلال الفترة بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة مساء.
أما إسبانيا، فقد طالبت في أغسطس الماضي بوضع حد لإضاءة المباني العامة ونوافذ المتاجر بعد الساعة العاشرة مساء، فيما أفادت تقارير بأن هناك أجزاء في سويسرا تطفئ نصف أضواء الانارة في شوارعها أثناء فترة الليل، من أجل الحفاظ على الطاقة والتقليل من التلوث الضوئي.
ويعتبر تقليل الاضاءة في ساعة مبكرة لمعالم باريس، جزءا من خطة تهدف إلى توفير الطاقة، وستشهد أيضا إطفاء إضاءة المباني العامة الأخرى في تمام الساعة العاشرة مساء.
وفي الوقت نفسه، تعتزم المتاجر الموجودة في شارع الشانزليزيه، إطفاء لافتاتها المضيئة خلال الفترة بين الساعة العاشرة مساء والساعة السابعة صباحا، وذلك بداية من 15 من أكتوبر فصاعدا، باستثناء المطاعم ودور العرض السينمائي، على سبيل المثال، والتي تظل مفتوحة لفترة أطول.
كما سيتم خفض الأضواء المستخدمة في أعياد الميلاد (الكريسماس) المتغيرة باستمرار في الشارع. أما في المستقبل، فسيتم وقف تشغيلها في الساعة 11:45 مساء، بدلا من الساعة الثانية صباحا، كما سينتهي الاحتفال في الثاني من يناير بدلا من التاسع من الشهر نفسه.
ومن جانبه، قال مارك أنطوان جاميه، رئيس لجنة الشانزليزيه، "يعد الشانزليزيه رمزا وواجهة عرض للعالم كله، لباريس وفرنسا... إنه من واجبنا أن نقف معا في التضامن وبطريقة  يحتذى بها".

الأكثر قراءة