بعد استحواذه على "تويتر" .. ماذا سيفعل إيلون ماسك؟

بعد استحواذه على "تويتر" .. ماذا سيفعل إيلون ماسك؟

خرج إيلون ماسك من معركة استحواذه على "تويتر" ذات الـ44 مليار ليواجه مهمة شاقة أكثر، محاولة إصلاح منصة التواصل الاجتماعي التي يزعم أنه يحبها.
مع إغلاق الصفقة في وقت متأخر الخميس الماضي، بدأ عصر جديد لإحدى أقوى أدوات التواصل التي خرجت من وادي السيليكون، لكن أيضا لماسك نفسه، الذي يستطيع إضافة عبارة "عملاق تواصل اجتماعي" إلى سيرته الذاتية.
رحب بتغيير الملكية الذين يرون أن رجل الأعمال الملياردير هو الرجل الذي سيصلح الشركة المتعثرة التي يعتقدون أنها لم تصل إلى إمكاناتها الكاملة. بالفعل، أوضح الرجل الذي أعلن نفسه "رئيس تويتر" خططا كبيرة ليلهم وتيرة أسرع من ابتكار المنتجات والتحول إلى مصادر جديدة لتدفق الإيرادات، وفي الوقت نفسه التحول إلى عملية أصغر حجما. بدأ الخميس بتنظيف الشركة، حيث فصل كبار التنفيذيين بما فيهم باراج أجراوال، الرئيس التنفيذي، وفيجايا جادي، رئيسة السلامة.
عدا كونه مستخدما متفاعلا في "تويتر"، يعد ماسك ذو المزاج المتقلب مبتدئا في تعقيدات صناعة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عانت فيها أسهم "ميتا"، و"ألفابت"، و"سناب شات" عمليات بيع بسعر منخفض كارثية في موسم الإيرادات هذا وسط استمرار المصاعب التي يواجهها الاقتصاد الكلي.
يشير بعض الخبراء إلى أنه سيرتقي إلى حارس سياسي مهم، نظرا إلى أهمية "تويتر" الضخمة بين السياسيين والحملات، ويخشون أن تضر قيادته أكثر مما تنفع.
تعهد ماسك بإعادة "حرية التعبير" إلى المنصة والتراجع عن الحظر الدائم، ممهدا الطريق لعودة دونالد ترمب مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة بعد بضعة أيام فقط.
قالت جون دونوفان، مديرة الأبحاث في مركز شورنشتاين للإعلام والسياسة العامة في كلية كينيدي في جامعة هارفارد، "رأينا أعمالا تجارية لأشخاص وسمعتهم ترتفع وتنخفض بسبب ما يحدث في تويتر، ورأينا أسواقا ترتفع وتنخفض بسبب ما يحدث في تويتر، ورأينا نتائج انتخابات ترتفع وتنخفض بسبب ما يحدث في تويتر. ماسك لديه غرض من هذا، ستقوده سياسته التحررية التكنولوجية".
بالنسبة إلى المستخدمين والمستثمرين والموظفين، السؤال هو ماذا بعد؟ وما الآثار المترتبة على استحواذ ماسك على منصة التواصل الاجتماعي؟
ماسك، الذي يعرف نفسه بأنه "داعم مطلق لحرية التعبير"، قال إنه سيحترم قوانين الخطاب في كل دولة، وأكد على المعلنين الخميس أن "تويتر" "لا يمكن أن يصبح هاوية مجانية للجميع". بل سيكون للمستخدمين حرية اختيار "تجربتهم المفضلة وفقا لتفضيلاتهم"، كما قال.
كما سيتخلص من الحظر الدائم، مخبرا "فاينانشيال تايمز" في مقابلة في أيار (مايو) أنه سيسمح لترمب بالعودة إلى المنصة بعد استبعاده في أعقاب هجوم السادس من كانون الثاني (يناير) على مبنى الكونجرس الأمريكي في 2021.
كان كيسي ماتوكس، زميل أقدم في معهد تشارلز كوك، ضمن الذين رحبوا باستحواذ ماسك، مجادلا بأنه من المحتمل أن يحول "تويتر" إلى نظام أقل مركزية وأكثر عدلا للإشراف على المحتوى، نحو إشراف للمحتوى يحدده المستخدم.
لكن يحذر بعض أكاديميي الخطاب أن منهجية ماسك قد تفتح الأبواب للسمية والكراهية والتطرف والمعلومات المضللة، مجادلين بأنها تتجاهل خطر التلاعب بالمنصة.
"يتحدث ماسك عن تويتر عادة على أنه ساحة عامة رقمية تستحضر صورا جذابة لأفراد لهم أصوات متساوية ويتبادلون الأفكار"، كما قال إيدي بيريز، المدير السابق لإدارة المنتجات في "تويتر" وعضو في مجلس إدارة معهد أو إس أي تي، وهي منظمة غير ربحية في مجال أمن الانتخابات.
أضاف، "ذلك ساذج، عادة ما تكون أقرب لحرب غير متكافئة ذات موارد كافية، مع جهات فاعلة سيئة ودول قومية تعمل في الظلال لمحاولة التلاعب بالمنصة وتضخيم المعلومات المضللة".
يشكك آخرون فيما إذا كان ماسك يمكن أن يكون معرضا للضغوط من قوات أجنبية، خاصة بسبب مواقفه العامة الأخيرة بشأن نزاع روسيا وأوكرانيا، داعيا إلى تسوية تفاوضية علنا لإنهاء الحرب في الدولة، والثناء الذي تلقاه من بكين لتعليقاته عن تايوان.
في كلتا الحالتين، أمام ماسك معركة شاقة. في استحواذه على "تويتر"، يرث ماسك شركة عانت طويلا من أجل النمو بالوتيرة نفسها لمنافساتها أو تطوير عرض إعلاني مقنع، وفقا لعدة أشخاص في المجال.
الأسبوع الماضي، أقر ماسك نفسه أنه والمستثمرين "دفعوا مبالغ زائدة بشكل واضح" عندما دفعوا 54.20 دولار مقابل سهم في "تويتر"، ما تركه تحت الضغط للوفاء بوعده للذين دعموا الصفقة أثناء ركود اقتصادي أوسع.
في وقت سابق، قال ماسك إن "تويتر" بحاجة إلى أن "يصبح صحيا"، وأنه سيخفض الوظائف والتكاليف ليقدم هذا. سيتضمن هذا إصلاح الإدارة، أظهرت الرسائل النصية التي كشف عنها باعتبارها جزءا من معركة ماسك القانونية مع "تويتر" أنه انهالت عليه التوصيات من الشركاء بشأن المناصب الكبرى. لكن ماسك طرح اسما واحدا محتملا ليكون عضوا في مجلس الإدارة: وهي أوبرا وينفري، مقدمة البرامج الحوارية.
اقترح أنه لن يعين أي مناصب إدارة تنفيذية على الإطلاق، حيث كتب أنه "سيشرف على تطوير البرمجيات" بنفسه. من المحتمل أيضا أن يلغي ثقافة العمل عن بعد المريحة في "تويتر" والعودة إلى العمل داخل المكتب لساعات طويلة الذي يعرف أنه يعتمدها في شركاته الأخرى، التي قد تؤدي إلى صدامات مع الموظفين.
في مركز خطته للشركة الاجتماعية، أشار ماسك إلى أنه يريد بناء تطبيق خارق على غرار "وي تشات"، مغردا: "شراء تويتر يعد مسرعا لإنشاء إكس، التطبيق شامل لكل شيء". هذه التطبيقات تسمح عادة للمستخدمين بالمراسلة، والتسوق، وإرسال المدفوعات، أو طلب سيارات الأجرة كل ذلك في مكان واحد، وهي شائعة في الصين حيث قوانين مكافحة الاحتكار أقل صرامة من الولايات المتحدة.
في عرض مبكر للمستثمرين، وعد بمضاعفة العوائد خمس مرات بحلول 2028 إلى 26.4 مليار دولار مقارنة بـ2021 والوصول إلى 931 مليون مستخدم، ارتفاعا من نحو 238 مليون اليوم، وفقا لشخص مطلع على الوثيقة.
قال تشانبين تشاو، الرئيس التنفيذي لمنصة باينانس، الذي كان أحد المستثمرين في الأسهم في الصفقة، في بيان الجمعة إنه كان يأمل أن يساعد ماسك على "تحقيق رؤية جديدة لتويتر"، بما في ذلك توسيع "استخدام وتبني العملات المشفرة وتكنولوجيا بلوكتشين"، مشيرا إلى أن العملات المشفرة قد تشكل جزءا من خطط ماسك للدفع.
أشارت دونوفان أن ماسك، شريك مؤسس لشركة باي بال، قد يفكر في تحويل "تويتر" إلى مؤسسة مصرفية نظرا لخلفيته، لكنها حذرت، قائلة: "إن كان ماسك بالفعل مناهضا للمؤسسات كما أشار إلى نفسه، هناك خطر أن يزعزع استقرار العملات بقوة شبكات "تويتر" هذه.
آخرون متحمسون أكثر حول إمكانات ماسك عندما يتعلق الأمر بتعزيز العمل التجاري.
اقترح ماسك أن الشركة ستتحول من الاعتماد الكبير على الإعلانات في المستقبل، بحلول 2028، ستكون العوائد من الإعلانات 45 في المائة انخفاضا من نحو 90 في المائة في 2021. لكن، الخميس سعى للتودد إلى العلامات التجارية، ناشرا أنه كان "من اللازم إظهار إعلانات لمستخدمي تويتر تكون مناسبة قدر الإمكان لاحتياجاتهم".
قالت بينار يلدريم، أستاذ مشارك في الاقتصاد والتسويق في كلية وارتون في جامعة بينسلفانيا، إن تويتر "لديه كثير من الإمكانات لتقديم قاعدة مستخدمين عالية الجودة للمعلنين" وإن ماسك يفهم بوضوح أن "الإعلان سيتعين أن يكون أكثر فاعلية في تويتر".
أضافت، "إنها ثمرة دانية، تحسينه ليس صعبا بالنسبة لتويتر. حالما يفعل هذا، أنا متأكدة أن تويتر سيصبح قادرا على جذب مزيد من المعلنين".
مع ذلك، سيعتمد كثيرا على منهجية ماسك للتعبير، حيث إن بعض المعلنين قلقون بالفعل من ألا يظل "تويتر" مكانا آمنا للعلامات التجارية بعد الآن، إذا أصبح مرتعا للسمية والإساءة.
قالت كايلي تايلور، الرئيسة العالمية للشراكات في مجموعة جروب إم العالمية للإعلانات، إن بعض علامات عملائها التجارية أخبرت الوكالة بأن تعلق إعلاناتها على "تويتر" إذا عاد حساب ترمب، مثلا. نشرت صحيفة وول ستريت لأول مرة أخبار طلبات العلامات التجارية.
كتب أنجيلو كاروسون، رئيس ميديا ماترز اليسارية غير الربحية: "يجب أن يوضح معلني تويتر الكبار الآن أنه إذا تراجع ماسك عن سياسات سلامة العلامة التجارية التي قال إنه سيتراجع عنها، فإنها تخطط للمغادرة مباشرة".

الأكثر قراءة