«جنون» .. فيلم رعب سعودي بلغة سينمائية مرحة

«جنون» .. فيلم رعب سعودي بلغة سينمائية مرحة
بوستر الفيلم.
«جنون» .. فيلم رعب سعودي بلغة سينمائية مرحة
من أجواء حفل العرض الخاص لفيلم الرعب السعودي "جنون".
«جنون» .. فيلم رعب سعودي بلغة سينمائية مرحة
مشهد من الفيلم.
«جنون» .. فيلم رعب سعودي بلغة سينمائية مرحة
من أجواء حفل العرض الخاص لفيلم الرعب السعودي "جنون".

"جنون" كلمة جمعت بين الجن أو الهوس، تمكن فيلم رعب سعودي من أن يجمع بينهما في توليفة واحدة، في فيلم "جنون" الذي يرى نقاد أنه كتب بلغة سينمائية مرحة، ويجسد طريقة الشباب للوصول إلى النجومية والشهرة، مهما كان الثمن غاليا.
"الاقتصادية" وجدت في أجواء العرض الأول للفيلم في أكبر صالة عرض في المملكة، بحضور طاقم العمل، حاصدا انطباعات إيجابية من الإعلام ومشاهير منصات التواصل الاجتماعي، والحضور الذي فاق 500 شخص.
خلاصة تعب 3 أعوام
مغامرة، إثارة ورعب، هو خلاصة فيلم "جنون"، الذي كشف طاقم ممثليه قبل بدء العرض الخاص والأول للفيلم في حديث موجه إلى الجمهور، أنه "جاء ثمرة لجهود وتعب ثلاثة أعوام، حاولت جائحة كورونا التي ألمت بالعالم عرقلة ظهوره وخروجه إلى النور، لكنه ظهر أخيرا".
قدم "جنون" للجمهور السعودي نجوما في مختلف المجالات الفنية السينمائية، فهو من بطولة معن بن عبدالرحمن، آيدا القصي، سمية رضا، صالح عالم، نوان ريبيرو، وكتابة مروان مقبل وبيدرو باولو، وإخراج الأخوين معن وياسر بن عبدالرحمن.
وبعد هذا التعب المضني، حظي الفيلم بكثير من التصفيق في نهاية العرض، ونال إشادات فنية، سبقتها جوائز إقليمية ودولية قبل عرضه للجمهور، إذ حصد الفيلم جائزة أفضل فيلم روائي طويل وأفضل تصوير سينمائي في مهرجان فاتن حمامة السينمائي، وجائزة أفضل مونتاج في مهرجان نيس السينمائي الدولي في فرنسا، وشارك في مهرجان مالمو للسينما العربية، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ومهرجان أفلام السعودية.
هوس الشهرة
الفيلم كما أراد له صناعه، يناقش حالة البحث عن الشهرة عبر البث المباشر في منصات التواصل الاجتماعي، حيث يدخل مجموعة شباب وشابات سعوديات في أحداث ومغامرات تعرض حياتهم للخطر.
كان الممثلون على درجة عالية من العفوية، أحاديثهم حميمية وتدور في نطاق الأصدقاء. يبدأ "جنون" بأحداث طريفة ولافتة، لكن وتيرة الفيلم تصبح أسرع وأكثر رعبا حينما تأخذ الرحلة مجرى آخر، وتصبح حياتهم مهددة.
فكرة الفيلم ولدت في الولايات المتحدة الأمريكية، وكشف معن عبدالرحمن الممثل والمخرج أن الفكرة استلهمت من المبنى الذي سكن فيه أثناء دراسته الجامعية في لوس أنجلوس، الذي كان يسكنه مشاهير التواصل الاجتماعي ويساعدهم معن في محتواهم والفيديوهات التي يظهرون بها أمام ملايين المتابعين يوميا، وتتلوها مشكلات قانونية ومغامرات قاسية في سبيل الشهرة والهوس بتحقيقها وعلو مجدها، فجاءت فكرة تصوير فيلم سعودي في غابات أمريكا، ومنها منطقة "سوسايد بارك"، المكان الذي يشاع في الحقيقة أن "الجن يسكنه"، وتحدث فيه ظواهر خارقة للطبيعة.
مغامرة مختلفة
في فيلم "جنون"، الذي اختار عبارة "لا توقف تصوير" على غلافه الترويجي، يقرر الأصدقاء السفر من جدة إلى الولايات المتحدة لتصوير الغابة المسكونة، والتقاط فيديوهات للأرواح والمشاهدات المرعبة التي يسجلونها، أملا في الوصول إلى متابعين أكبر على منصات التواصل الاجتماعي، والوصول إلى سلم الشهرة، لكن هل يمكن فعلا النجاح في مهمة كهذه؟ الفيلم يجيب.
الفيلم يمكن مشاهدته لمن يبلغون من العمر 15 عاما فأكثر، يتسم بالواقعية، في أجواء مخيفة لكنها ليست مرعبة بالمعنى الحرفي، وليست وفقا للطريقة التي تراها هوليوود لأفلام الرعب، التي يمكن فيها أن يقف قلبك من هول الموقف والمفاجأة.
معن وأخوه ياسر شاركا في عدد من الأفلام والمهرجانات السينمائية، التي صقلت موهبتهما وأهلتهما لخوض هذه التجربة، فمعن درس فن صناعة الأفلام السينمائية، وأسس مع أخيه طلحة شركة إنتاج مستقلة شاركت في إنتاج أكثر من 40 مشروعا خلال ثمانية أعوام، تراوح بين الإعلانات التجارية والأفلام الغنائية وأعمال أطلقتها على منصة يوتيوب، وأفلام روائية قصيرة حصلت في مجموعها على عديد من الجوائز من مهرجانات سينمائية عالمية.
في حين يصنف ياسر بأنه صانع أفلام، حصل على دورات مدعومة من مجلس الأفلام السعودي ووزارة الثقافة في أرقى الجامعات الأمريكية والبريطانية، وله مشاركات مختلفة في الكتابة والإخراج، منها عمله كمخرج وكاتب إبداعي في موسم الرياض 2021.
الطرافة والرعب وجهان
استكمالا للقصة، يدفع المدون والبطل الباحث عن الشهرة "خالد" أموالا لشاب أمريكي مشهور يدعى كين، يتابعه أكثر من 14 مليونا على قناته اليوتيوبية، لمساعدته على تصوير فيديو مرعب ومثير للجدل، في رحلة بدأت بالطرافة، ولا تنتهي بها.
يسافر خالد برفقة زوجته، وصديقه المصور، وصديقتهم جنة، أو "جيجي" اختصارا، وهي الشخصية التي قدمتها آيدا، فتاة سعودية نشيطة جدا، مشاكسة، ومزعجة كما تصف نفسها، تشارك يومياتها كممثلة على منصات التواصل الاجتماعي، وأتاح لها الفيلم الفرصة لمواصلة تصوير يومياتها، بالصراخ والإزعاج أنفسما اللذين تقوم بهما عادة، على حد تعبيرها.
فيما كانت سمية رضا تؤدي شخصية الزوجة المحافظة، على النقيض من زوجها المنفتح والباحث عن الشهرة، فيما حازت شخصية عصام اهتمام وحب الجمهور، التي أداها الفنان صالح عالم، في دور وأداء لافتين لرجل غامض يتولى مهمة التصوير، وهو الصديق الوفي الذي يتسم بوجه جدي مهما كانت الظروف طريفة أم حزينة، طوال مدة الفيلم البالغة 90 دقيقة.
كاميرا «أفاتار»
في حديث لجمهور العرض الأول، أكد المخرج ياسر عبدالرحمن أن التحديات كانت كبيرة، حتى فكروا للحظات في الاستسلام، لكنهم كانوا أقوى من الظروف، واستمروا في إنتاج الفيلم.
ومن التفاصيل التي لفتت نظر الجمهور أن الفيلم تم تصويره من الكاميرا نفسها التي طورت لتصوير فيلم الخيال العلمي والأكشن "أفاتار" الشهير، الذي ترشح لجائزة الأوسكار 2010.
ويستشهد أبطال فيلم "جنون" بما كتبه الناقد إبراهيم العريس أثناء منافسة الفيلم في مهرجان مالمو للسينما العربية، وعلق "في فيلم جنون لفتتني لغة سينمائية مرحة، لكن تنبض بالحياة، وهو أسلوب يرتبط بتيار قناة إم تي في الموسيقية الأمريكية وبأسلوب الفيديو كليب الشبابي المتحرك في ديناميكية فريدة تحرك التمثيل والحوارات.. مثل هذا الفيلم قد يكون نموذجا فذا على أسلوب جديد في السينما السعودية".
كما كتب عنه الناقد هوفيك حبشيان "فيلم جنون هو استمرارية لأفلام الظواهر الغريبة والجن والأماكن المسكونة، وهذا الصنف من الأفلام التي يبتعد فيها صاحبها من الواقع، ليقول أشياء موازية لذلك الواقع، لعل ما يختلف هنا هو الحس الطريف أيضا، بحيث لا تؤخذ الأشياء على محمل الجد".

الأكثر قراءة